
الأنباء بوست / حسن المولوع
تحت مسمى النضال بجلباب الصحافة ، تخرج شرذمة من الناس لضرب النواة الصلبة للبلاد وتحطيم سراياها بخطط تم تدبيرها بليل ، وذلك انتقاما من البلد او لنقل انتقاما من بعض سياسات أشخاص بالبلاد ، التي من المفترض أن تخضع للنقاش على طاولة الحوار ، بدل التحول إلى خنجر في ظهر الدولة ، تحركه أياد خارجية من أجل الابتزاز، ضمانا لمصالحها من أجل نهب ثروات إفريقيا بغطرسة استعمارية مقيتة .
إن الهجوم عن الأجهزة الأمنية المغربية ليس وليد اليوم ، وما يحصل هاته الأيام ما هو إلا نتاج لمخططات تم التمهيد لها منذ شهور ، عبر تسخير مجموعة من اليوتيوبرز للقيام بهذه المهمة بضرب الرأس الكبرى أمنيا ، ولعل المتابع لما جرى ويجري سيكتشف أن هناك حملة ممنهجة ضد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومدير مراقبة التراب الوطني ، على اعتبار أنه قوة أمنية تمتلك عناصر قوية لها قدرة كبيرة في الحصول على المعلومات ،التي ساعدت وتساعد بها دولا أخرى كانت أهدافا لعمليات تخريبية من طرف خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش ، وبطبيعة الحال فالقوة لم تعد اليوم عسكرية ، إذ القوة تكمن اليوم في المعلومة ، بمعنى إن كانت لك معلومات فأنت القوي وتستطيع أن تقايض بها أقوى الدول عسكريا واقتصاديا ، وقد نجح المغرب في تكوين جهاز قوي في هذا الباب ، ما جعله يتخلص من التبعية ، الشيء الذي لم يرق لا إسبانيا ولا المانيا ولا فرنسا التي كانت إلى عهد قريب تستعمر المغرب واعتقدت أنه سيبقى خاضعا لها مدى الحياة .
انطلقت الحملة ضد عبد اللطيف الحموشي منذ شهور ، و كان يقودها المسمى محمد حجيب المعتقل السابق على خلفية أعمال إرهابية ولم تتم تبرئته منها ، إلى جانب المستفيد من المأذونيات المسمى المومني ودنيا الفيلالي ، ومصطفى أديب المطرود من الجيش المغربي ، ووهيبة خرشش المطرودة من الأمن الوطني ، والمسمى فريد بوكاس الذي كان مخبرا بجلباب الصحافة واليوم بقدرة إلهية سمى نفسه مناضلا ونسي انه كان ضد احرار الوطن حينما كان يعد ضدهم تقارير ولما افل نجمه وفشل في مهمته أراد أن يكون منهم ، أضف إلى هؤلاء المسمى الراضي الليلي المطرود من القناة الأولى ، كل هؤلاء يشتغلون بتنسيق فيما بينهم سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق وسيط او من يحركهم ، وطبعا من يحركهم لن يكون الا جهاز مخابراتي ، هدفه ضرب الجهاز الأمني المغربي ، بدءا بنشر ثقافة التبخيس والتيئيس مرورا إلى التشكيك وبعده حملة إعلامية ممنهجة متكالبة ، تتم الاستعانة فيها بالسذج ممن يحسبون أنفسهم حقوقيون يناضلون من أجل الشعب ، والحقيقة أنهم يصرفون أحقادهم بشهية انتقامية مفتوحة عن آخرها ، بدليل أنهم اليوم يصفقون لفرنسا من دون دراية على أن هاته الدولة تمارس الابتزاز على المغرب من أجل الاستمرار في الهيمنة على إفريقيا ، لأنها اكتشفت ان أمريكا سحبت البساط من تحتها ، وهي الآن تسعى بكل ما أوتيت من قوة ، شن هجوم إعلامي ضد المغرب ، وخلق توتر جزائري مغربي لاستعادة مكانتها عبر تدخل منها لتهدئة الوضع .
الحقوقيون الذين يسمون أنفسهم مناضلين برداء الصحافة، هم أنفسهم الذين رفعوا شعارات من أجل رحيل عبد اللطيف الحموشي أثناء حركة 20 فبراير ، ومن هنا يمكن استخلاص فكرة أساسية ، وهي ” إذا أردت تحطيم دولة ما فاضرب رأس جهازها الأمني ، حينها ستصبح لقمة سهلة “، وهذا هو المخطط الذي استمر الى اليوم ، ومع ظهور ظاهرة اليوتيوبرز تمت الاستعانة بهم ، ففريق يضرب القضاء ، وفريق يضرب الأمن ، ومنهم من يشتغل لحساب أطراف أخرى ، ومنهم من يشتغل عن سذاجة وهو لا يدري انه يخدم مصالح اطراف أخرى ، وواحد من اليوتيوبرز الذي فطن لمخططات السالف الذكر أسماؤهم ، وهو اليوتيبور محمد تحفة الذي كان يتبرأ منهم في أكثر من فيديو لأنه فضحهم أمام الشعب وأظهر حقيقتهم بأنهم ليسوا بمناضلين من أجل الشعب ، وهو الأمر الذي لم يرقهم فهاجموه ، فكان من المهاجمين له المسمى بلقزيز تاشفين ومصطفى أديب ومحمد حاجب لأن مثل هؤلاء لا يؤمنون بالاختلاف ولا بحرية التعبير لانهم ينفذون أجندة واحدة انطلاقا من أحقادهم، واذا تم فضحهم فإنهم يعتمدون سياسة الهجوم للحفاظ على عدد كبير من المتابعين حتى يصدقونهم .
إن عبد اللطيف الحموشي أصبح عنصرا مرعبا لفرنسا وألمانيا وإسبانيا ، ما جعل منه هدفا إعلاميا للهجوم عليه ، وتصويره على غير حقيقته، وحقيقته هي حماية البلاد ومساعدة دول اخرى حتى لا تكون هدفا لمخططات إرهابية ، ورعب هاته الدول منه يتجلى بكون أن أمريكا تخاطب وده من أجل التعاون الأمني وتبادل المعلومات ، وهو الأمر الذي أرعب فرنسا لتنتهج منطق الابتزاز عبر آلتها الإعلامية قصد البحث عن وسائل تخضع بها المغرب من أجل ضمان استمرار هيمنتها على إفريقيا بعدما سحبت من تحتها امريكا البساط ، وتسعى الآن لخلق توتر بين المغرب والجزائر من أجل أن يصرف هذا الأخير أموال شعبه على لوبيات بالكونغرس الأمريكي للضغط بخصوص قضية الصحراء المغربية عبر اعتماد الورقة الحقوقية .
إنها لعبة مفهومة ، وللأسف تجد السذج يصفقون لهذا النوع من اللعب وهم في قمة الانتشاء ، وكأن المغرب ليس بمغربهم ، فماذا يعني أن تجد من ينتشي بهذا الهجوم الاعلامي على المغرب وفي انتشائه مساعدة على ابتزاز بلاده من طرف من استعمرها سابقا ؟ أليس هذا غباء فيه انتقام ؟ وما أخطر المنتقم حينما يكون غبيا ، ومن هذا المنطلق فالتصدي لهذا النوع ولو بتدوينة وذلك أضعف الايمان، واجب وفريضة على كل مواطن مغربي غيور على وطنه ، وذلك لتجفيف منابع الأوباش ، فالخطر ليس الآن في فرنسا ولا غيرها لأن رجال البلاد أقدر بهم ، لكن الخطر يوجد بيننا، في اناس يتكلمون لغتنا ويلبسون مثل ثيابنا ويقولون كلمات حماسية، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، إنهم يقولون ما لا يفعلون ، فالحذر ثم الحذر من تدويناتهم او مقالاتهم او فيديوهاتهم او تحليلاتهم غير الموضوعية ، فحقدهم ظهر وبان وأصبح واضحا جليا للعيان.

شارك هذا المحتوى