عندما يفقد من يناصرون حسناء أبو زيد بوصلة الهدى والهداية ويهاجمون حنان رحاب

الأنباء بوست / حسن المولوع

كنت أظن أن من يناصرون حسناء أبوزيد لتقلد مسؤولية الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، أكبر  مما هم عليه من الاستخفاف ، لا سيما في باب الانصاف والإعتراف ، لكن خاب ظني عندما وجدت أن هناك من يضرب اكباد الأخلاق والقيم والشهامة في كل اتجاه ضرب الأعمى المجروح ، مهاجما شابة في مقتبل العمر لمناصرة أخرى ، بعيدا كل البعد عن النبل والسلوك المهذب والرفيع .

صدمت وأنا أطالع بعض التعليقات والتدوينات التي تتناول زميلتنا حنان رحاب بنعوت غير لائقة، لا لشيء الا لأنها تعبر عن مواقفها بوضوح من الزاوية التي تراها صحيحة  ، بل وأصبت بحزن شديد جراء ذلك ، ما أجبرني على عدم الركون للصمت والوقوف وقفة المتفرج و تركها لوحدها في ساحة الوغى تحارب سعار من أصبحوا مثل ذاك الذي “إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ” ، إذ الواجب الأخلاقي والضمير الإنساني يلزمني بأن أكون حصنا حصينا وسدا منيعا  ضد كل من تسول له نفسه من تحويلها إلى هدف للهجوم أو لقمة سائغة ، او حائطا قصيرا يسهل تسلقه، وأنا أعلم علم اليقين بأنها قادرة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى غيرها ” لكن الحمية تتغلب اللبوءة” وكما يقولون ” إلى. كثرو العديان عرف راسك غادي فالطريق مزيان”  .

من حق حنان رحاب أن تدافع عن إدريس لشكر بكل الوسائل المشروعة ، وأيضا من حق من يناصرون حسناء أبو زيد أن يناصروها كل حسب وجهة نظره ، لكن بشرط أن يتم ذلك في إطار من الاحترام والانضباط ، لا أن يتم عن طريق تسفيه أخرى لمناصرة أخرى بوسائل يتم تدبيرها من وراء حجاب .

ترى حنان رحاب في إدريس لشكر أستاذا لها ، ورجلا في مقام والدها ، وتدافع عنه بشراسة، وهذا بالنسبة لي قمة النبل والإخلاص، وترى فيه أيضا أنه هو الاصلح لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة ولها مبرراتها حسب الزاوية التي تراها مناسبة ، فيما يرى البعض أن التناوب والتدافع سنة الله في خلقه ، وعليه أن يترك المكان لغيره .

كلها وجهات نظر يتم نقاشها ، ولا توجد وجهة نظر هي الأصح على الاخرى ، لكن المثير في الأمر ، حسب ما نلاحظه هو التهجم على حنان دون غيرها ،وبدون وجه حق ، والاعتداء عليها معنويا  دون أدنى مراعاة لشعورها كأنثى ، بل هناك من يتلذذ وينتشي بذلك ، في الوقت الذي يجب أن يكون هناك رفق بجميع الإناث ، لا أن يتم الاعتداء  على واحدة ويتم تحويلها إلى هدف للهجوم ، فيما يتم تمجيد أخرى كما لو أن تاريخها بصمته بالدفاع عن الطبقات الشعبية والفئات المسحوقة .

وعلى الرغم من أنني لا أحب مقارنة أنثى بغيرها ، إلا أن هذه السطور سأتخذ منها أداة للإعتراف والانصاف لحنان رحاب ، بعيدا عن الاستخفاف الذي سلك طريقه البعض ، فإذا وضعنا حنان في كفة وحسناء في الكفة الأخرى ، فسنجد أن كفة حنان ستكون ثقيلة بما حققته وأنجزته ومازالت  ، والشاهد هو مداخلاتها وسط قبة البرلمان التي مازالت موثقة ومرورها على  مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية ، وأيضا دفاعها المتواصل عن الحزب دون انقطاع ، بل الأكثر من ذلك فهي حُرمت من التزكية خلال الانتخابات الماضية من إدريس لشكر نفسه ، ومع ذلك قامت بالحملة الانتخابية مع من أخذوا التزكية بدلها في الدائرة التي تقطنها ، وجاء ذلك في إطار الإنضباط والإلتزام الحزبي ، دون أن تتملكها عقدة النقص ولا أن تخشى على ” بريستيجها” ، وزعت المنشورات مثلها مثل مناضل يوجد في فرع منسي ، فهل امتلكت حسناء أبو زيد هذه الروح الحزبية ونزعت “ملحفها” ولبست الحذاء الرياضي وقامت بالحملة الانتخابية بالرغم من حدة الاختلاف مع القيادة ، لأن مصلحة الحزب هي العليا في هذا الباب ، أما الخلاف مع الأشخاص يزول لحظة المعركة ؟

لا اعتقد أن حسناء أبو زيد لها شعبية مثل شعبية حنان رحاب ، ولا أعتقد أن حسناء تستطيع أن تفعل مثل حنان و تجمع بين المسؤولية الحزبية والنقابية والمهنية ، والجمعوية ، دون أن يمسها لغوب ، ولا أعتقد أيضا أن تتحمل حسناء الهجومات المتكررة وتبقى صامدة دون أن تنهار عصبيا ، كما أنني لا أعتقد أنها ستضحي بحياتها الخاصة مقابل الجمع بين كل تلك المسؤوليات. ولست بهذا المقام ممجدا أومادحا لحنان رحاب ، ولا مبخسا من قدرات حسناء التي أحترمها واقدرها يقينا ، لكن من باب الانصاف وجب التوضيح البيان .

سيقول قائل بأن حنان رحاب تقاوم الأمواج العاتية، بحثا عن منصب ما ، وسأقول في هذا الباب ، أين هو المشكل هنا ؟ فلا هي ولا أنا كاتب هذه السطور ولا أنت قارءها ، زاهدون في المناصب ما دامت لا تخالف الشرع ولا القانون ، وهل حسناء أبو زيد ولا من يناصرونها ، لا يرغبون في المناصب ولا قضاء مصالحهم الشخصية عن طريق الحزب ؟ سيكون جنونا او كذبا على الأنفس إن قال أحد منا العكس ، لأن لا احد سيناضل وفي النهاية سيبيعه راعي الاغنام ، تماما كما حصل مع تشيغيفارا ، فرجاء الوضوح مع الذات مهم ومهم جدا ، ولا ينبغي على الاقل أن نكذب عن انفسنا .

أعود من حيث انطلقت ، وأقول إن حنان رحاب من حقها بل ومن واجبها أن تدافع عن إدريس لشكر ، ومن حقها أن ينتابها الشك بخصوص الهجوم عليه ، خصوصا عندما نكتشف حوارا إذاعيا انزاح عن أخلاقيات المهنة محاولا جر لشكر إلى مستنقع ما كان ليجره الصحافيان إليه ، لأنه أبان على أن الأمر ضبابي ، حيث أن الأستاذ الصافي الناصري هو في الأصل متقاعد وله عقدة تمديد مع الإذاعة الوطنية ، وكان كاتب فرع بالدار البيضاء عن حزب الاتحاد الاشتراكي  وصديق حميم لحسن نجمي ، وله خلاف مع لشكر .

الأستاذ الصافي الناصري خالف قواعد الحوار وأخلاقيات المهنة وبدا ضعيفا جدا خلال ذلك الحوار ، حيث أنه انطلق من الشأن الحزبي ، والقواعد المتعارف عليها كما علمنا هو إياها حينما درسنا عنده السنة الثالثة بالمعهد العالي للصحافة والإعلام ، فإن الانطلاق يكون بمحور عام يتناول ما يروج في الساحة ، أما الشأن الحزبي اذا تعلق الأمر بإستضافة زعيم حزب ، فإنه يكون هو المحور الأخير ، لأن شؤون الحزب الداخلية لا تهم شريحة كبيرة من المواطنين ، ما يهمهم اكثر هو ما يرتبط بمعيشهم اليومي ، لكن استاذنا خالف القواعد التي علمنا اياها لنصبح امام مقولة ” الفقيه اللي كنا نتسناو براكتو دخل للجامع ببلغتو”.

الخطأ الذي ارتكبه استاذنا الصافي الناصري ، جعل جل المهنيين لا يتضامنون معه بشكل رسمي ، بمن فيهم هيئة التحرير التي ينتمي اليها ، وتضامن هو مع نفسه ببلاغ استنكاري لجمعية يرأسها .

ولهذا السبب فشك حنان رحاب في كون أن هذه حملة ممنهجة ومنظمة ، هو شك له مشروعيته ومبرراته ، ومن حقها أن تقول ذلك ، كما من حقنا جميعا أن ننتقد إدريس لشكر في إطار من الاحترام ، وما يعاب على البعض ، أنهم ينتمون إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، لكنهم يخالفون الاعراف والتقاليد الحزبية. ، إذ أن مثل هذه الامور يتم مناقشتها في إطار حزبي مسؤول وليس على صفحات الفيسبوك ، لأن هذا الأخير يمكن أن نقول عبره نحن ما نشاء في إطار الأخلاق والقانون  لأنه ليس لدينا التزام مع الحزب أو حتى التعاطف معه ، بخلاف من لهم التزام معه ، فالواجب هو احترام قائدهم أمام العموم ، لأن احترام القائد من احترام الحزب ، هذا ما نعلمه عن جميع الأحزاب .

إنني أقول بأنه من العيب والعار أن يتم الهجوم على حنان رحاب والتمادي في ذلك ، فليس من الأخلاق الاعتداء المعنوي على أنثى وتحويلها إلى حائط قصير ، لن نقبل بهذا ولن نقف وقفة المتفرج، وعلى من يفعل ذلك أن يرعوي ويعود الى صوابه ، لأن الأصح هو سلك طريق الهدى والهداية حتى لا يتم فقدان البوصله  ……يتبع

إرسال التعليق

رأي في قضية