عنف لفظي تعرضت له المشتكية حفصة بعد جلسة المواجهة بينها وبين عمر الراضي الذي سيواجه عقوبة قد تصل ل 30 سنة سجنا

الأنباء بوست / حسن المولوع

بمجرد انتهاء جلسة التحقيق مع الصحافي عمر الراضي التي عرفت مواجهة بينه وبين المطالبة بالحق المدني ،الصحافية حفصة بوطاهر أمام قاضي التحقيق ، و التي تتهمه باغتصابها وهتك عرضها ، ظهرت عبر وسيلة إعلامية إلكترونية لإعطاء تصريح صحفي بعدما طلب منها ذلك وبإلحاح ، فقبلت ملتزمة بسرية التحقيق ، وما إن تم نشر تصريحها حتى انهال عليها عدد كبير من التعليقات التي تتضمن عنفا لفظيا لها ، لتتحول من مشتكية إلى متهمة من طرف رواد مواقع التواصل الإجتماعي.

المعلقون على تصريحها الصحفي ، أغلبهم بنوا استنتاجهم وكوَّنوا قناعتهم بناء على طريقة حديثها أمام الكاميرا ، وربما غاب عنهم بأن جلسة التحقيق دامت إلى ما يقارب السبع ساعات ، حيث كانت المواجهة بينها وبين عمر ، إضافة إلى الأسئلة المتتالية التي حتما سيطرحها دفاع عمر والبالغ عددهم عشرة تقريبا ، بينما حفصة ليس لها إلا محامية واحدة ووحيدة قررت الدفاع عن موكلتها بشراسة ضمانا لحقوقها وحقوق النساء بعدما تخلت الجمعيات النسائية والحقوقية على المشتكية حفصة ، إذ أنه ومن الطبيعي جدا ولكل تلك الأسباب ستكون متوثرة بعد خروجها من المحكمة وستتحدث بطريقة تخاطب العقل ولا تخاطب الوجدان وتتظاهر بأنها قوية وغير مجروحة في دواخلها .

تناسى البعض بأن الإغتصاب مرفوض حتى ولو كانت المغتصبة تحترف ممارسة الجنس، لأن الإغتصاب في تعريفه هو مواقعة رجل لإمرأة بدون رضاها ، وعند غياب الرضى يحضر عنصر القوة لإجراء الإتصال الجنسي ، سواء كانت تلك القوة مادية كأن يقوم بتكبيلها او أن يساعده آخر لكبح مقاومتها أو ضغطا معنويا يؤدي إلى استسلامها، هذا بشكل عام .

دور الإعلام في هاته النازلة أو أي نازلة من النوازل ، ليس هو ان يعلن الذين يشتغلون فيه تضامنهم مع أي طرف ، بل دوره هو تنوير الرأي العام والمراقبة والبحث عن الحقيقة دون الإصطفاف أو التخندق مع أي فصيل له مواقف مسبقة اتجاه جهة من الجهات ، والنضال والإعلام لا يجتمعان ، لأن منطق الحياد والموضوعية يغيب، بل حتى النزاهة تغيب حينما يحضر النضال ، لأن المناضل يشتغل من أجل تحقيق هدف معين بشتى الوسائل التي يبررها تحقيقا لغاية ما ، أما الذي يشتغل بالإعلام فهدفه النبش وجمع المعلومات للوصول إلى الحقيقة دون أي حكم مسبق بخلاف المناضل الذي ينطلق من حكم مسبق يكون بوصلته في بناء موقف .

الحقيقة الثابتة الآن هي أن هناك ممارسة جنسية تمت بين طرفين ، عمر الراضي يقول أنه مارس الجنس مع حفصة برضاها ، فيما حفصة تنفي كل ما جاء على لسان عمر جملة وتفصيلا وتقول بأنه اغتصبها وهتك عرضها بالعنف ، والتحقيق ما زال ساريا وعمر الراضي لحدود كتابة هاته السطور ما زال بريئا إلى أن تثبت إدانته ، في مقابل ذلك ان المشتكية تبحث عن الإنصاف بعدما أحست بأن كرامتها مُسَّت ، وفي هاته الحالة ما على الصحافيين الا البحث عن الحقيقة ، فعمر زميل وحفصة زميلة ، ولافرق بينهما، لكل واحد منهما له حقوق يجب أن تصان بالمحاكمة العادلة .

من حقنا نحن الصحافيون أن نتساءل من أجل كشف الألغاز التي تروم الوصول إلى الحقيقة ، فمثلا يمكن لنا أن نتساءل هل عندما مارس عمر الجنس مع حفصة كانت بكرا ، أي هل كان لديها غشاء بكارة ، لأن هذا العنصر يفيد البحث ، فإذا كانت بدون غشاء فنحن أمام اغتصاب ان مارس الجنس عليها بدون رضاها ، أما إن كان لديها غشاء وتم افتضاضه فنحن إزاء اغتصاب نتج عنه افتضاض لأن فض البكارة يعد ظرفا من ظروف التشديد لتصبح العقوبة هنا من 20 سنة سجنا إلى ال 30 سنة ، والملاحظ أن بلاغ الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء الذي صدر عقب اعتقال عمر لم يشر إلى الإفتضاض ، الشيء الذي دفعنا إلى التساؤل وهو الأمر الذي ربما سينتبه إليه قاضي التحقيق ، وسنكتشف تفاصيله بعد رفع السرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *