
الأنباء بوست / حسن المولوع
بتراب عمالة مقاطعات بن مسيك بالدار البيضاء ،يتكرر نفس المشهد البئيس بشكل يومي ، وهو مشهد أساء لوزارة الداخلية بكل تأكيد ، صنعه عون السلطة المشهور بمعنف الأساتذة ، والذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية وهيج الرأي العام واساء لصورة المغرب ، لنصبح أمام مشكل كبير صنعه شخص صغير وظيفيا .
وبنفس القصة وإن كانت تختلف من حيث السيناريو والاخراج ، إلا أن النهاية قد تكون شبيهة بالمشهد ذاته ، فالفوضى التي يحدثها عون السلطة التابع للملحقة الإدارية 57مكرر العثمانية بالتراب ذاته ، يمكن ان تتطور إلى تعنيف ثم هالة إعلامية ، وبعدها بحث عن إطفاء هيجان الرأي العام ، باعتقاله ومحاكمته، على ايقاع “طاحت الصومعة علقو الحجام “، في الوقت الذي من الممكن أن يتم احتواء الوضع سريعا واتخاذ المتعين من طرف والي مدينة الدار البيضاء بحكم أننا ندق ناقوس الخطر ولكن لا حياة لمن تنادي ، إذ مازال “المقدم ” المذكور يتمادى في استهثاره اليومي ، ليصبح حديث كل لسان ، ماينذر بوقوع ما لن يكون في الحسبان.
وفي هذا السياق تحدثت مصادر مع صحيفة الأنباء بوست قائلة “إن ما يقوم به عون السلطة لا يمكن أن يكون الا تحت مظلة ما ، ولو لم تكن تلك المظلة التي تعطيه الأوامر لن يتحرك العون ” مضيفين في السياق ذاته “هناك من يدفعه للقيام بذلك ، ليبقى في منأى عن أي صراع او انتقاد ويحركه من الكواليس ، تاركا عون السلطة “ككلينيكس” تُمسح فيه المشاكل ويطبق معه القاعدة المخزنية “لم آمر بها ولم تسؤني” بمعنى يأمره وبعد ذلك يتنصل من المسؤولية ،وهذا سلوك غير ناضج “على حد تعبير المصادر ، مضيفين “وأقسى إجراء يتم اتخاذه في حقه هو تنقيله من مكان لآخر ،تماما كالمصيبة التي تبعدها من هنا وترميها هناك، لكنها تبقى مصيبة في حد ذاتها ، وأن اللي عوج عوج خارج من الكرش أعوج “على حد تعبيرهم.
وفي سياق متصل ، تساءلت المصادر ذاتها ” كيف لعون سلطة نال سخط وغضب الساكنة وبالإجماع، لأنه غير ناضج، ومازال مستمرا ، مع العلم أن القائد من أطيب خلق الله بشهادة الجميع ؟ ما السر وراء ذلك ؟ وهل يشتغل عون السلطة المذكور لحساب أطراف أخرى ؟ مع العلم أن الأوامر يجب أن يأخذها فقط من القائد دون غيره .
مصادر أخرى ترى العكس، وتقول “إن عون السلطة أصبح يتعامل مع الناس بمزاجية وبمحض إرادته، دون أخذ الإشارة الخضراء من قائده ، وأنه يشتغل لحساب أحد المرشحين الذين يخوضون الانتخابات المقبلة ، وهذا الشيء يمكن تفسيره عند رؤيته ملازما لأحد “البلطجية ” الذين يخدمون أجندة المرشح ، وذلك لاجبار الناس على التصويت لصالحه ، بتهديد ضمني للمواطنين والمواطنات، مفاده انه لو لم تصوتوا لصالح هذا المرشح فإنكم إن احتجتم اي شيء من الملحقة المذكورة ،فإنكم لن تنالوه او ستصادفكم عراقيل تتم فبركتها وأنكم لن تستفيدوا من أي قفة أو أي رحلة لمولاي يعقوب (…)، مع الإشارة إلى أن المرشح المعني يمكن أن يكون على غير علم بذلك ولم يطلب منهم القيام بهذه السلوكات غير السياسية ، هو فقط ، التملق والتزلف من طرف هؤلاء .
هذا القول من المصادر يطرح أكثر من سؤال ، وأهم الأسئلة تتمحور حول فكرة رئيسية، هل الجهات المسؤولة ذات الصلة في علمها هاته الأشياء ؟ فإن كانت تعلم فتلك مصيبة وإن لم تكن تعلم فتلك طامة كبرى .
مصادر الأنباء بوست تحدثت عن هذا الموضوع عندما حضرت لجنازة المرحومة الشريفة لالة زينب ساميدي باتصال 3 الزنقة 6 ليلة الخميس 16 يوليوز الجاري ،وذلك على خلفية قدوم قائد الملحقة المذكورة مرفوقا بالقوة العمومية وعميد شرطة ومساعده بعد منتصف ليلة 15 من يوليوز بعدما أخبره عون السلطة المعني بالأمر ، بأن هناك خيمة منصوبة وان ذلك يعد مخالفة لحالة الطوارىء الصحية بالرغم من وجود مرسوم يجيزها وان مناطق أخرى تنصب الخيمات، وحدها المنطقة التابعة للملحقة المذكورة يتم منعها، وذلك في خرق سافر للمرسوم ، الشيء الذي يطرح السؤال ، لماذا ؟ وكيف ؟ هل هذه المنطقة تشكل الاستثناء ؟ الجواب عند العامل والوالي ووزير الداخلية (…)
تبين بعد تلك الضجة التي ازعجت السكان الذين استنكروا السلوكات الرعناء لعون السلطة، أنه لا وجود لأي خيمة بل هو فقط مستلزماتها ، وأنه تم خلق الضجة في إطار تصفية حساب قديم مع الصحافي المهني الاستقصائي ابن المرحومة، لأنه سبق وان كتب ضد عون السلطة المذكور بناء على معطيات، ما يؤكد أنه مثار لغط دائم ، الشيء الذي جعله لم يحترم جلال اللحظة مع الجهل بوجود مرسوم، بدليل أنه لو كانت نيته سليمة ، كان يكتفي باتصال هاتفي مع ابن المرحومة ويخبره بالمنع دون الحاجة إلى خلق الشوشرة ويتم توضيح الأمور ، وهاتف ابن المرحومة لديه لأنه سبق وان اتصل به وتوسل إليه العام الماضي من أجل أن يكتب عنه مقالا في صالحه حتى لا يتم اتخاذ اي اجراء في حقه وإن أنكر ذلك فالتسجيل الهاتفي موجود (…) وبطبيعة الحال فالصحافي ابن المرحومة لم يكتب ، لأنه لا يكتب مقالات في صالح او ضد أحد ، فهو يكتب الحقيقة دون أي خلفية او توجيه من احد.
الحقيقة الكاملة سيتم التوصل إليها عندما تفتح الجهات المسؤولة ذات الصلة تحقيقا في الأمر وتبحث في سيرة هذا العون ، حتى لا نصبح فعلا أمام مشكل كبير يخلقه صغير ..
هذه المناورة، وهذه الضجة، يمكن ان تسقط رؤوسا ،لأنه من المحتمل أن يكون قد جرى تسجيل جميع أطوار الحكاية عبر الهواتف الذكية ، منذ قدوم عون السلطة المذكور ، وقدومه الثاني مع عون آخر ، ونهاية بالقدوم الأخير الذي وصل فيه القائد مرفوقا بالقوة العمومية وعميد شرطة الذي حتما سيدون بيديه الأمينتين مجريات ما دار دون زيادة أو نقصان، ما يجعل الدليل الرقمي إن وُجد، لا حاجة إليه، سواء كان فيديو أو صوت ، ومن يدري فربما قد تم تسجيله من طرف بعض من كان حاضرا حينها، لأن عالم التكنولوجيا يخلق المعجزات (…)
وبعدما استشار الصحافي ابن المرحومة مع رجالات القانون من معارفه ، نصحوه بأن ينادي على مفوض قضائي دون أن يعلم أحد ، وذلك احتياطا لو قدم عون السلطة المثير للجدل، وذلك لتدوين الوقائع حتى يكون القضاء هو الفصل ، لأن القانون واضح …
وبالفعل ، هذا ما حصل، وتم الاهتداء الى حل عقلاني ومنطقي ، قانوني وصحي ، بعدما تم الاتفاق مع جميع أفراد العائلة وكل من حضر من أجل عدم الانسياق لاستفزازات عون السلطة ، والنطق فقط ب”سمعنا وأطعنا ” مع استخدام الهواتف الذكية للتسجيل ، كإثبات رقمي ..
مرت الأجواء في جو طبيعي ليلة 16 يوليوز الجاري طبقا للأعراف والتقاليد وفي احترام تام للإجراءات الإحترازية من تباعد واحترام الوقت الذي جاء في المرسوم المتعلق بذلك، واقيم العشاء كصدقة لروح المرحومة في الزنقة 6 نظرا لضيق منازل السكان وتفاديا للاكتضاض الذي من شأنه المساهمة في انتشار الوباء ، ولم تكن هناك أية مشاكل ، لكن ، ومع ذلك وجب فتح تحقيق وترتيب الجزاء القانوني على كل مخالف ، وخصوصا فيما يتعلق بمناورة عون السلطة التي جعلت القوة العمومية تحضر بعد منتصف ليلة 15 من يوليوز ، مع أن مستلزمات الخيمة كانت موجودة منذ الساعة السابعة من يومه ، فلماذا تم استفزاز عائلة المرحومة الى ما بعد منتصف الليل وهم مفجوعون ومصابون بالعياء الشديد ؟ هذا السؤال وحده يحتاج الى فتح تحقيق من الجهات المسؤولة ذات الصلة …
خلال إقامة الصدقة /العشاء للمرحومة الشريفة لالة زينب ساميدي ، كان الحديث في بعض الموائد عن عون السلطة المثير للجدل والمشاكل التي خلقها وسيخلقها مستقبلا ، وتم الدعاء عليه بأسوء الأدعية ، ومن هنا نستنتج أن هناك من يبحث عن دعاء الخير وهناك من يسعى للبحث عن دعاء الشر ، ولا شك أن ابواب السماء كانت مفتوحة خصوصا وأن هذه اياما مباركة .
وفي انتظار فتح تحقيق شامل ودقيق من طرف الجهات المسؤولة ذات الصلة ، ما يزال عون السلطة مستمرا فيما هو عليه وواضح بالجزم أنه لا يتمتع بالكفاءة اللازمة في كتابة التقارير ونقل المعلومة (…) ، ولو لم يتم احتواء الوضع سريعا واتخاذ المتعين ، فإن تراب عمالة مقاطعات بن مسيك دائما سيبقى حديث كل لسان ويصبح الرأي العام في هيجان ، فلماذا لا يتم تطبيق قاعدة استئصال الورم من أجل شفاء الجسد ، لأن مصلحة الجماعة أسمى من مصلحة الفرد (…) .

شارك هذا المحتوى