
الأنباء بوست / حسن المولوع
دشن المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء فؤاد عارف ، عهده ؛ بالدخول إلى ردهات المحاكم بسبب قرارات وصفت بالتعسفية ضد صحافيين وصحافيات يشتغلون بالمكاتب الدولية التابعة لهذه المؤسسة العتيدة التي تعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ المغرب المجيد .
وعلمت صحيفة الأنباء بوست من مصادرها الخاصة أن هناك مساطر قانونية وقضائية ( اطلعت الانباء بوست عليها) في مواجهة مدير لاماب على مستوى القضاء الاستعجالي بالمحكمة الإدارية بالرباط وكذلك مباشرة مساطر أخرى على مستوى قضاء الموضوع للنظر في القرارات المفاجئة لفؤاد عارف والتي وصفتها مصادرنا الخاصة بالتعسفية مع مطالبة من تعرضوا لهذا التعسف بالتعويضات اللازمة لجبر الضرر .
ويعيش فؤاد عارف حاليا وفق مصادر الانباء بوست حالة من الارتباك والعجز الذي سيؤدي به الى اعفائه من منصبه بسبب الفشل الذريع في تسيير هذه المؤسسة الاستراتيجية ، خاصة بعد استياء جهات عليا في وقت سابق بسبب خطأ فادح وغير مسبوق شهدته وكالة المغرب العربي للأنباء والذي يتعلق برفض أحد الصحافيين لتنفيذ مهمة تغطية العملية الجوية لسلاح الجو المغربي ، والتي تهدف إلى إسقاط مساعدات غذائية على سكان قطاع غزة ، حيث كانت الطائرات العسكرية المغربية متجهة إلى الأردن للقيام بهذه المهمة، إلا أنها قررت تغيير وجهتها إلى مطار بن غوريون في إسرائيل لتزويد نفسها بالوقود. وقد اعتذر الصحافي المكلف عن القيام بهذه المهمة بسبب معرفته بمسار الرحلة.
مصادرنا افادت بأن المدير العام، عارف ؛ نزل حينها من مكتبه ليعبر عن غضبه تجاه مسؤولي التحرير، الامر الذي يعكس غضب جهات عليه، قد تكون لها قوتها بالديوان الملكي ، كما تشير المصادر ذاتها إلى أن هناك انطباعًا بين الجهات العليا بأن الوكالة فقدت بريقها منذ تولي فؤاد عارف هذا المنصب ، حيث انها لم تعد تتناغم مع التوجهات الرسمية للدولة المغربية.
وتشهد وكالة المغرب العربي للأنباء في هذه الأيام حالة من الاحتقان الشديد بين الصحافيين والصحافيات ، نتيجة استمرار مديرها العام في تأزيم الأوضاع وعناده المتناقض مع الخطب الملكية لجلالة الملك نصره الله والذي يؤكد على الجدية ، ذلك أن الهدف الأسمى وهاجسه الوحيد هو تصفية تركة سلفه الراحل خليل الهاشمي مستغلا نفوذه وسلطته المعنوية لممارسة التعسف وإصدار قرارات تخالف قواعد استمرارية المرفق العمومي، الأمر الذي يهدد الامن الاجتماعي والاستقرار الوظيفي والاسري للصحافيين والصحافيات الذين يوجدون بمختلف المكاتب الدولية التابعة للاماب ،على حد تعبير مصادرنا.
وبحسب ما علمت به صحيفة الأنباء بوست فإن عددا من الصحافيين والصحافيات بوغثوا باتصال من أحد المسؤولين من حاشية عارف ، يطلب منهم العودة للمغرب وانهاء تواجدهم بالمكاتب الدولية بشكل مفاجئ وغير مستصاغ على الرغم من مزاولتهم لمهامهم بشكل طبيعي ومنتظم دون اية ملاحظات ، هذا إضافة الى انه لم يمض على قرار تعيينهم حتى منتصف المدة المسطرة بمقتضى قرار التعيين ، بعدما كلفوا أنفسهم عناء السفر وعناء التنقل والاستقرار بما يقتضيه ذلك من مشقة وتعب لا سيما في ما يخص إيجاد السكن في بعض البلدان ، مع العلم تضيف مصادرنا ، أن المتعارف عليه فقها وقانونا أن القرارات الإدارية تكتسب حجيتها وما تقتضيه من إلزام بمجرد مضي الاجل القانوني عقب سريانها وترتيبها للحقوق المكتسبة لأطرافها
ولاحظت صحيفة الانباء بوست خلال اطلاعها على الموقع الرسمي لوكالة المغرب العربي للأنباء أن بعض التعيينات الأخيرة في المكاتب الدولية فيها نوع من المحاباة التي تسير في اطار الزبونية والمحسبوية ، فعلى سبيل المثال تم تعيين أحد الصحافيين بمكتب برلين على الرغم من انه حديث الالتحاق بالمؤسسة وليست له أقدمية، كما أنه ليس أكثر كفاءة من الصحافيين الموجودين حاليا ، وبالبحث والاستقصاء تم اكتشاف أن الصحافي المذكور هو ابن لأحد الموظفين بوزارة لها وزنها بالبلاد.
وفي السياق ذاته اشارت مصادر الانباء بوست إلى أنه الى جانب تعيين هذا الصحافي الذي هو ابن موظف بوزارة من الوزارات في اطار الزبونية والمحسوبية (…) فقد جرى أيضا تعيين إدارية بالمكتب ذاته على الرغم من أن مكتب برلين كان وما يزال يشتغل بعنصر واحد يقوم بدور الإداري والعمل الصحفي ، الأمر الذي يعزز المعطى المتعلق بالمحاباة ، خاصة وأن هذا المكتب المذكور تم اتخاذ قرار تعيين مدير الاعلام الحالي به ؛ بصفته مسؤولا هناك ، ليرتفع العدد من عنصر واحد الى ثلاثة عناصر مع اصدار قرار عودة العنصر الموجود هناك . وفي السياق ذاته ووفق معطيات تحصلت عليها الانباء بوست المتعلقة بتعيين مدير الاعلام كمسؤول بمكتب برلين ، فإن هذا القرار يهدف بالأساس الى ان المعني بالأمر يريد أن يبقى هناك الى أن يصل لسن التقاعد .
وبشأن القرارات التي أصدرها فؤاد عارف ، فإنه قد توصل بإنذارات عن طريق مفوض قضائي وتظلمات ( نتوفر على نسخ من بعضها ) قبل أن يسلك المعنيون بالأمر المساطر القانونية والقضائية ، لكنه قابل ذلك باللامبالاة ودون ادنى تفسير لقراراته وعدم الاخذ بعلل من تضرر، الامر الذي اضطر بعضهم لجره للقضاء الذي يحكم باسم جلالة الملك ، وهنا يطرح سؤال جوهري كيف لشخص كان يشتغل بالتواصل بوزارة حساسة بعد تمرده على قرار رئيسه ، أن يكون فاقدا لملكة التواصل الإداري الذي أكد عليه جلالة الملك في واحد من اقوى خطاباته بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية، حيث كان الخطاب بوجه خاص يراد به العام ، إذ قال فيه ” ولأن النجاعة الإدارية معيار لتقدم الأمم، وما دامت علاقة الإدارة بالمواطن لم تتحسن، فإن تصنيف المغرب في هذا الميدان سيبقى ضمن دول العالم الثالث، إن لم أقل الرابع أو الخامس” وأضاف جلالته في الخطاب ذاته “من غير المقبول ألا تجيب الإدارة على شكايات وتساؤلات الناس وكأن المواطن لا يساوي شيئا، أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدارة. فبدون المواطن لن تكون هناك إدارة، ومن حقه أن يتلقى جوابا على رسائله، وحلولا لمشاكله المعروضة عليها، وهي ملزمة بأن تفسر الأشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون”.
المتتبعون لما يجري داخل وكالة المغرب العربي للأنباء ، يجمعون على أن فؤاد عارف لم يستطع انجاز شيء يذكر منذ ان تولى هذا المنصب ، وأضحى كل همه هو تصفية تركة سلفه الراحل خليل الهاشيمي وهدم كل ما بناه ، وكأن الراحل كان يشتغل بدون إشارة خضراء من جهات عليا كانت تقدره وتحترمه، ولعل أبرز شخص كان يقدره بعد جلالة الملك هو المستشار الملكي السيد فؤاد عالي الهمة ، صاحب النظرة الثاقبة في الاعلام ورجل الدولة الذي يعد من العيار الثقيل والذي ليس له مثيل حاليا على الساحة ، ولا شك أن اتخاذ المرحوم خليل الهاشيمي قرار انشاء قناة تلفزيونية واذاعية ودعامات أخرى تابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء لم يكن من منطلق اتباع هوى النفس ، فمن الأكيد انه تلقى إشارة خضراء بذلك ،فكان هدفه الاسمى من ذلك هو الدفاع عن الوحدة الترابية وعن مصالح المملكة المغربية والتصدي لكل الحروب الإعلامية الآتية من الخارج ، وفي خضم هذا البناء جاء فؤاد عارف للهدم ، فتم مباشرة بعد توليه قيادة لاماب من توقيف جريدة ومجلة وموقع وتجميد دور القناة والإذاعة في اهدار خطير للمال العام ، مع الإبقاء عمدا على بعض العناصر داخل مديرية وسائل الاعلام التي لا علاقة لهم بالاعلام السمعي البصري والتي خلقت مشاكل كثيرة بوكالة المغرب العربي للأنباء ، وكل هذا هدفه عند فؤاد عارف هو امتلاك حجة ليبرر بها أن المشروع الإعلامي للراحل خليل الهاشيمي فاشل وفيه مشاكل كثيرة ، ومن الاجدر اعدامه ، والحقيقة التي لا يريد فؤاد مواجهتها هو عجزه عن استكمال البناء والتطوير وضخ دماء جديدة به وعناصر مؤهلة للصناعة الإعلامية .
وفي هذا الصدد ترى مصادر الانباء بوست أن المدير العام الحالي لوكالة المغرب العربي للأنباء ، فؤاد عارف ،لن يستطيع النجاح في مهمته ما دام أن شبح خليل الهاشيمي مازال يعيش معه ، ويذكره في كل وقت وحين بالقرار الذي اتخذه في حقه والمتعلق بإرجاعه من مكتب واشنطن، ليتمرد حينها على القرار الذي اعتبره قرارا تعسفيا ، ولأن التاريخ يعيد نفسه فهو يمارسه بشكل عنيف في حق الصحافيين والصحافيات وكأنه ينتقم من كل من له علاقة بسلفه والذين يعتبرهم من الحرس القديم، وفي هذا الخضم من الشد والجذب، فلقد فقدت وكالة المغرب العربي للأنباء قوتها وبريقها بعد أن حكم عليها فؤاد بالفشل ، وصار يغني عليها اغنية الاطلال ” يا فُؤَادِي لا تسلْ اللّهُ الهَوَى كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى

شارك هذا المحتوى