الأنباء بوست / حسن المولوع
تعيش وكالة المغرب العربي للأنباء على صفيح ساخن ، بعدما أصبح الإنتظار والترقب هما سيدا الموقف ، خصوصا بعد تناسل أخبار من هنا وهناك تنشرها مواقع إلكترونية تتعلق بإيقاف كل من قناة M24 وإذاعة ريم راديو التابعتان لها ، ويسود جو مكهرب بين صفوف الصحافيين والتقنيين الذين يجهلون مصيرهم بعد الإغلاق ، خاصة وأن الإيقاف طال حتى دعامات أخرى تتعلق بجريدة ورقية يومية ومجلة ورقية شهرية ومنصة إلكترونية موجهة للشباب .
وتقوم هذه الاخبار المنتشرة بتسويق صورة غير لائقة على المدير العام الجديد السيد فؤاد عارف وكأن شعاره هو الهدم دون البناء او تطوير ما تركه سلفه الراحل خليل الهاشيمي الادريسي رحمه الله ، كما ان تلك الأخبار تتعمد الإساءة إلى سمعة الراحل الهاشيمي وربطه بكل الشبهات المحيطة ببعض المسؤولين داخل المؤسسة .
إن الذين يقومون بتسريب هاته المعطيات للمواقع الالكترونية ومحاولة الإساءة للاماب بالدرجة الأولى والإساءة للمرحوم خليل الهاشيمي ، ليست لهم أخلاق مهنية ،و هم لم يحترموا ملك البلاد حفظه الله وما ذكره في برقية التعزية التي بعثها الى عائلة المرحوم الهاشيمي التي نزهته عن كل الشبهات حيث جاء فيها “وإننا لنستحضر، بكل تقدير، ما كان يتحلى به الراحل المبرور من خصال إنسانية رفيعة، ومن كفاءة مهنية عالية، ومن نزاهة والتزام وإخلاص في عمله سواء ككاتب ومسؤول صحفي أو كمدير عام لوكالة المغرب العربي للأنباء، فضلا عما عهد فيه من غيرة صادقة وشديدة على مقدسات الأمة وثوابتها، وتعلق متين بالعرش العلوي المجيد”.
كلام جلالة الملك ليس فوقه أي كلام ، وتقديره للراحل ظاهر من خلال البرقية ، حتى إنه لم يقم بتعيين خلفه الا بعد مرور 40 يوما كاملة ، وامام هذا التقدير من الملك للراحل ، فالواجب على السيد فؤاد عارف المدير العام الجديد لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن يقوم بحماية سمعة سلفه ، عبر فتح تحقيق في كل مايروج من أخبار وإطلاق حملة تطهير واسعة داخل المؤسسة واحالة الملفات على النيابة العامة لتباشر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقاتها ، إن كانت فعلا هناك خروقات ، وقيام عارف بذلك سيرفع أسهمه عاليا في سماء النزاهة ومحاربة الفساد ، ولقد رأينا السيد المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي كيف يقوم بتطهير مؤسسته ماجعله يحظى بحب واحترام الشعب المغربي ، فلماذا لا يكون أي مسؤول في هذه البلاد يقوم بالعملية ذاتها ؟
فؤاد عارف وحملة التطهير وسط لاماب
تناسلت في الآونة الأخيرة أخبار على مواقع إلكترونية تتضمن اتهامات خطيرة لبعض المسؤولين ، تلك الاتهامات لا يمكن الجزم بأنها صحيحة لأن الجهة المؤهلة لمعرفة ذلك هي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة ، و فتح بحث اداري في كل ما نشر ضرورة لا بد منها حماية لصورة المؤسسة التي هي واجهة للبلاد ، وبعد فتح هذا البحث وعند الوقوف على صحة ما نشر يستلزم إحالة الملفات على النيابة العامة ، فإذا كان الأمر غير صحيحا فذلك يدخل في نطاق الأخبار الزائفة التي تستوجب متابعة من يقومون بالنشر ، بالتشهير ونشر ادعاءات كاذبة ، لكن الملاحظ أن المعنيين بالأمر لا زالوا في صمت ولم يوضحوا ، وصمتهم في هذا الباب ليس حكمة ، وما نشر فيه إساءة لمؤسسة استراتيجية ، ذلك أنه عند تكييف بعض ما نشر فإننا سنجد هناك جريمة الاتجار بالبشر عند البعض ، وجريمة التستر عليها عند البعض الآخر ، فعندما يقال أن هناك من كان يستغل أنثى مقابل أن يعطيها فرصة الترقي المهني فذلك في نظر القانون يعد جريمة الاتجار في البشر ، وعندما لا يتم حينها التبليغ بهذه الجريمة فذلك يعد في نظر القانون التستر على جريمة ، أما فيما يتعلق بما نشر بخصوص عقود العمل والتعويضات السمينة فتكييف مثل ذلك يدخل في اطار خيانة الأمانة .
البداية من النهاية
من المعلوم أنه لا أحد يحق له أن يفتي على المدير العام الجديد السيد فواد عارف ويقول له ما يجب عليه فعله وما يجب ألا يفعله ، فعندما حظي بالثقة المولوية السامية لتسيير المؤسسة الاستراتيجية وكالة المغرب العربي للأنباء فهذا يعني أنه مؤهل لذلك ، لكن لا بأس من التنبيه والاقتراح ما دام الهدف ساميا وهو الإصلاح
إن ما اصبح لافتا للنظر هو تلك الأخبار المتعلقة ببعض الشبهات التي تلاحق بعض المسؤولين داخل لاماب والدعامات المتفرعة عنها ، كان آخرها تقرير إخباري تحت عنوان ” هبة زوم تنشر تسريبات لمسؤولي ريم راديو وM24 تؤكد عن قرب انهاء العمل بهذه المؤسسات ” ، وذكر هذا التقرير أن رئيسا بالإذاعة ” اتُّهم باستقدام صديقاته للعمل وأقصى عدة كفاءات وأعمل منطق الريع وقام بالتدخل لعدد من أبناء بلدته، حيث يقوم باستقطابهم من المدارس الخاصة التي يدرس بها” بحسب ما تضمنه التقرير المنشور على صحيفة هبة زوم الالكترونية بتاريخ 11 من يونيو من العام الجاري
ومن المحتمل أن يكون هذا المعطى صحيحا وينبغي معه التأكد منه من طرف الإدارة العامة ، إذ ووفق ما حصل مؤخرا انه تم إخبار البعض بتوقيف انتاجاتهم الخارجية تحت ذريعة توضيب شبكة برامج جديدة ، فمثلا تم اخبار معد ومقدم أحد البرامج اليومية بشكل مفاجئ بتوقيف انتاجه دون أي توضيح او تطبيق الأعراف الإدارية المعمول بها ، وذلك بإرسال رسالة إدارية مكتوبة له واكتفى رئيس القسم هذا باتصال هاتفي من برقمه الخاص خارج أوقات العمل لاخبار المعني بالأمر بطريقة غير راقية وكأنه يشتغل بضيعته الخاصة حسب ما توصلنا به من معطيات ، وعند الوقوف على حقيقة الامر نجد ان رئيس القسم المذكور له عقدة نفسية من معد ومقدم البرنامج الذي هو صحافي معروف على الساحة ، وأيضا لانه ليس من أبناء بلدته ولا خريج تلك المدرسة الخاصة ، فمنذ انطلاق البرنامج في عهد الراحل خليل الهاشيمي كان يتعرض للإقصاء المتعمد خاصة عندما يتقدم بمشاريع إعلامية بغرض تطوير القناة التلفزيونية والإذاعة ، هذا الإقصاء وأحيانا معه الإستفزاز دفع به إلى رفع تظلم إلى مدير وسائل الإعلام ما جعل هذا الأخير يقبر ذلك التظلم لغاية غير معروفة ويهدئ الوضع خصوصا عندما لاحظ المبالغة في ذلك الإقصاء ويعلم أن ذلك الصحافي ليس من الذين يختبؤون وراء الزبونية والمحسبوية بل يختبئ وراء الكفاءة التي هي رأس ماله الوحيد ، وفي هذا السياق على المدير العام الجديد الذي يتوسم فيه الجميع الخير والصلاح أن يفتح بحثا في الموضوع وما الهدف من اقبار شكايتين تقدم بهما الصحافي المعني بالأمر ، لأن العديد من أمثال هذا الصحافي سقطوا ضحية الإقصاء والتهميش الناتج عن القبلية والمحسوبية ولا يعرف الا العمل ثم العمل ولا يحب تجمعات المقاهي والمطاعم ، كل ذلك جعل تلك الإذاعة تبقى حبيسة نفسها دون أي تطور ، كل ما هنالك هو سباق نحو المناصب والبحث عن تعويضات اضافية على حساب الابداع والخدمة الاعلامية .
عبد الحليم حافظ يكرم في إذاعة رسمية والمطرب المغربي يتم إقصاؤه
طيلة شهر رمضان الماضي بثت إذاعة ريم راديو 30 حلقة خاصة بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، وتم تسخير إمكانيات تقنية هامة لهذا البرنامج ، ومع ذلك لم يستطع تصدر قائمة أفضل المدونات ولا احتلال مواقع التواصل الاجتماعي من أجل شهرة الإذاعة ، الواقع أنه برنامج جميل والصحافية التي قامت بإعداده لها كفاءتها التي لا يحق لنا مناقشتها ، لكن من حيث الفكرة وخصوصية الإذاعة باعتبارها منبرا رسميا فإنه يتبين أنها فكرة بدون هدف ولا جمهورمستهدف ، فمتى كانت الإذاعات المصرية تخصص للفنانين المغاربة 30 حلقة ؟ ولماذا ستصنع لاماب من مصر قوة ناعمة ، علما أنه لدينا جيل من الرواد في الطرب والموسيقى تم اقصاؤه عمدا ، وخطورة هذا البرنامج تكمن في الفنان الذي تم تمجيده ، ذلك أنه متهم بتوريط احد الفنانين وهو عبد السلام عامر بقراءة بيان انقلاب الصخيرات ، صحيح ان عبد الحليم حافظ فنان ، والأجدر هو تخصيص حلقة واحدة له وليس حلقات ، فحلقة واحدة تكفي ، وبالتالي يلاحظ أن الذي يشرف على هذه الإذاعة ليست له استراتيجية ولا يفكر بتاتا في ترسيخ الهوية المغربية وتقوية السيادة الثقافية ، ولا علاقة له بالقوة الناعمة ولا بالسياسية الإعلامية وهذا يظهر من خلال برنامج بكل وضوح الذي لا يشاهده أحد وطويل من حيث المدة الزمنية وفيه كثرة الضيوف وبتكلفة إنتاجية تفوق قيمة البرنامج الذي لم يحقق أي نتيجة ولا يعرفه أي احد ، فلماذا سيتم انتاج برنامج إن لم يتم تسويقه وليست له متابعات ؟ وفي سياق ذلك من الأجدر بالمدير العام الجديد الذي هو ابن الدار أن يقوم بتشكيل لجنة لتقييم البرامج والوقوف على مدى مهنيتها ورؤيتها الإعلامية التي ينبغي أن تتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لوكالة المغرب العربي للأنباء ، فكل برنامج واعداده سيبين الرؤية وكفاءة كل صحافي(ة) معد(ة) ، فريم راديو ليست إذاعة خاصة بل هي إذاعة رسمية وبالتالي الصحافيون المشتغلون يجب أن تكون لهم بالضرورة خبرة ومسار ونضج إعلامي، لأن الاعلام بشكل عام مثل السائر في حقل مليء بالألغام .
استغلال مرض الراحل الهاشيمي لانتاج برامج للمقربين
ان الغريب والمثير ان البرنامج المتعلق بعبد الحليم حافظ جرى اعداده وتقديمه أثناء مرض الراحل السيد خليل الهاشيمي حينما قام بتفويض التوقيعات ، والتي قامت باعداد هذا البرنامج هي نفسها التي لها برنامج حروف واصدارات الذي وحسب ماذكرته مواقع الكترونية انه يتم انتاجه بتعويض خيالي يصل الى 17 الف درهم ، وقد تكون صاحبة هذا البرنامج هي نفسها زوجة المسؤول الذي انتشرت اخباره المتعلقة بالعقود وقضية منح سلفات حسب ما تم نشره ، ففي أي اطار يمنح هذا المسؤول سلفات ؟ هل هو مسؤول عن الاعلام ام مسؤول بنكي يقرض الناس ؟ هل يقرضهم بصفر فائدة ام هناك فائدة ؟ ويمكن أن نستنتج أن هذا المسؤول له فائض في المال ، فهل هذا يؤكد ما روجته بعض المواقع الإلكترونية (…)؟ ونحن هنا لا نوجه الاتهام لاي كان بل نقوم بتحليل المعطيات المنشورة طالما ان المعني بالأمر لم يقم بنفي ذلك على اعتبار انه صحافي وليس مشمولا بواجب التحفظ ، او يتجه الى القضاء او المجلس الوطني للصحافة ان كان ما ينشر عنه زائفا وذلك حماية لصورة وسمعة المؤسسة ، كما ان هاته الأخيرة كان من الضروري ان تصدر بلاغا توضيحيا بهذا الخصوص حتى لا يكثر التأويل والقيل والقال .
حملة التطهير وبعدها استراتيجية التطوير
على الرغم من ان جميع المؤشرات تسير في اتجاه ان السيد فؤاد عارف سيقدم على اغلاق كل من القناة التلفزيونية والإذاعة التابعتان لوكالة المغرب الغربي للأنباء ، إلا أن المتتبعين للشأن الإعلامي يرون ان مثل هاته الخطوة لن تكون إيجابية ، لأن البلاد تحتاج الى قناة متخصصة في الاخبار وتدافع عن البلاد إعلاميا ، في اطار ما يعرف بالقوة الناعمة ، فالفكرة التي جاء بها المرحوم خليل الهاشيمي كانت في محلها لكن تنزيلها ريما لم يكن موفقا ، وذلك لسبب وجيه ، أن القناة الإخبارية لا ينبغي تسييرها بعقلية الموظف الذي يسعى الى الارتقاء في المناصب والبحث عن التعويضات له ولمقربيه فقط ، بل تسييرها كان لا بد ان يكون بعقلية عارف بالإعلام واستراتيجياته ، إضافة الى ان الميزانية القليلة جدا تم اهدارها في برامج بدون رؤية ولا هدف ، وعلى هذا الأساس وكما سلف ذكره ، من الأفضل الا يكون هناك تهور في اغلاق القناة والإذاعة بل من المستحسن هو التطهير وتوظيف المؤهلين للاعلام السمعي البصري داخلها ، وقبل ذلك تشكيل لجنة من خبراء في الاعلام لتقييم الوضعية ، فريم راديو لا يمكن ان تسير ببرامج المتدربين وأبناء البلدة ، والقناة لا يمكن ان تسير ببرامج الترضيات ، فمثلا ما علاقة برنامج عالم شهرزاد بوكالة المغرب العربي للأنباء وكم تكلفة انتاجه ؟ وبماذا سيفيد البلاد التي تحتاج الى برامج تدافع عن ثوابتها وهويتها وليس برنامج يستضيف شخصا من المشاهير يحكي عما يعتمل دواخله ، وأيضا ما قيمة النشرات الإخبارية ان لم تتضمن ربورتاجات وتقارير ومراسلات من عين المكان ، وللاشارة فمقدم(ة) النشرات الإخبارية يجب ان يتوفر فيه معيار أساسي قبل الوجه المقبول ، وهو معيار النضج الإعلامي الذي لن يكون الا بعد مسار طويل في الميدان وامتلاك ثقافة واسعة في شتى المجالات وليس تقديم نشرات إخبارية بلسان مشرقي يغلب عليها طابع التقليد ، دون ذلك سنكون امام القناة الصغيرة التي كنا نشاهدها ونحن أطفال صغار ، إضافة الى كل ذلك فلا قيمة لاي قناة بدون برامج التحقيق والوثائقي والبرامج الحوارية الجادة وليس تقليد برامج حوارية من قنوات خاصة خارج المغرب ، فهناك من الصحافيين من لا يعرف انه صحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء التي لها خصوصية وهوية ، وتخاطب النخبة وصناع القرار داخليا وخارجيا (…)