فاجعة ريان ..وكالة المغرب العربي للانباء بدعاماتها تحتل الصدارة في تغطية الحدث

الأنباء بوست / حسن المولوع 

كشفت فاجعة الطفل ريان بكل فصولها التراجيدية، الواقع الخفي لتجار المآسي الإنسانية ،وأماطت اللثام عن الجرائم المهنية المتعلقة بالاعلام ، التي ارتكبها من سقطوا سهوا في بحر المهنة ، دون أدنى احترام للآدمية ولا لاخلاقيات مهنة الصحافة ، فكانت المتاجرة بالمشاهدات تحتل عندهم المراتب العليا ، فيما الحقيقة والمصداقية تغيب ، بل لا يعيرونها أدنى اهتمام ، لتكون تغطياتهم في مجملها ، تغطيات ضعيفة ، تائهة ، فاقدة للمصداقية ، عبثية وغير إنسانية وغير احترافية ، دون الحديث عن الاصوات المنفرة والمثيرة للاشمئزاز عند كل بث مباشر لهم عبر صفحاتهم ، ودون الحديث عن اللغة المستعملة ، القريبة من لغة الشارع المقززة .

لقد تحول الرأي العام إلى ضحية أمام هؤلاء التجار في ظل غياب قنوات القطب العمومي (القنوات الاولى والثانية ) منذ الأيام الأولى من انتشار خبر سقوط الطفل ريان ببئر موجود بإقليم شفشاون ، فانتفض على إثر ذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، وانتقدوا غياب كاميرات التلفزيون الذي يتم تمويله من جيوب دافعي الضرائب ، خصوصا بعدما لاحظوا أن قناة الجزيرة والعربية وقنوات دولية أخرى قامت بمتابعة غير مسبوقة لهذا الحدث غير المألوف، الذي هز كل المغاربة والعالم ، على الرغم من بعض الملاحظات السلبية في تناولهم للحدث عندما كانوا يستندون في البداية على “لايفات” واصوات بعض المواقع الإلكترونية التي لم تحترم أخلاقيات المهنة ، قبل أن تفطن بها تلك القنوات لتعتمد بعد ذلك على المصدر الموثوق الذي راس ماله هو المهنية والمصداقية ، وكالة المغرب العربي للانباء ، وقد صرح بذلك عدد من المتدخلين عبر الجزيرة والعربية ، بأنهم لا يأخذون الخبر من أي موقع بخصوص حدث ريان، الا بعد الرجوع إلى وكالة المغرب العربي للانباء للتأكد .

ومرة أخرى ، أظهرت وكالة المغرب العربي للانباء بكل دعاماتها (قناة M24 واذاعة RIMRADIO و الصحف المطبوعة والالكترونية التابعة لها ) ، ثقة الجمهور فيها ، فبعدما أنقذت الجمهور من إجرام تجار المآسي باسم الصحافة الذي عمدوا إلى ترويج الاخبار الزائفة والانسياق وراء البوز خلال فترة الوباء اللعين كورونا ، ها هي اليوم تحتل الصدارة بمصداقيتها وتغطياتها المهنية لحظة بلحظة .

لقد اوفدت قناة M24 واذاعة ريم راديو التابعتان لوكالة المغرب العربي للانباء ، طاقما تقنيا وصحافيا على رأسهم الزميل هشام الموساوي، الذي كان يقوم بمراسلات من عين المكان ، تصريحات من مسؤولين وخبراء ومختصين ، روبرتاجات وتقارير إخبارية ، وكان يتابع الحدث لحظة بلحظة بالصوت والصورة ، هذا بالنسبة للقناة والإذاعة ، أما القصاصات فقد كانت “لاماب” تنشر بمعدل 4 إلى 5 قصاصات متفرقة في اليوم تتميز بالجديد والحصري وتتضمن أكبر قدر من تدفق المعلومات .

مقر القناة والإذاعة ، كان مثل خلية نحل ، إذ كان البث يبتدئ من الساعة السادسة والنصف صباحا ويتم بث المراسلات التي تم التوصل بها من طرف الزميل هشام الموساوي الذي له تكوين إضافي في تغطية الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، حيث كان رفقة الفريق المرافق له يجمعون كافة المعلومات والمعطيات لحظة بلحظة ، ويتم إرسالها ، وكلما ظهر خبر عاجل ، يتم تحويله مباشرة إلى التلفزيون والإذاعة ، كما ان المراسلات كانت بشكل تفاعلي بين مقدم(ة) النشرة الإخبارية وبين موفد القناة والإذاعة حتى يتم وضع المشاهد في قلب الحدث .

تميزت قناة M24 بجودة الصورة ، ولم يكن هناك انقطاع في البث أثناء المراسلات التفاعلية ، والملاحظ أن موفد القناة كان يأخذ تصريحات الخبراء والمسؤولين في مكان مناسب حتى يتسنى له طرح أسئلة دقيقة من أجل أخذ معلومات أكثر دقة ، دون أن يضع الميكروفون في وضعية “ازدحام” مع الميكروفونات التي عج بها مكان الحادث ، وكان آخر تصريح أخذه الزميل من عين المكان هو لعبد الهادي الشمراني عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون ، أما مقر القناة والإذاعة فقد تميز بإستضافة محللين يتابعون الحدث ، وايضا استضافة خبراء ومتخصصين، حسب كل مجال، ومسؤولين، من أجل أن تكتمل الصورة عند المشاهد وتوفير أكبر قدر كبير من المعطيات والمعلومات له .

إن هذا الحدث الإستثنائي ، فاجعة ريان ، ستفتح من جديد النقاش الذي لا بد منه ، وهو الحاجة الماسة لقناة إخبارية متخصصة ، ومن هنا يتأكد لجميع المتابعين والمهتمين والباحثين بالشان الإعلامي ، السبب الذي جعل المبدع والخبير في تطوير وسائل الإعلام خليل الهاشمي الادريسي وهو المدير العام لوكالة المغرب العربي للانباء ، يركب سفينة المغامرة ويؤسس قناة اخبارية متخصصة تقطع ذلك الوهم الذي يتم ترويجه بأن التطور الرقمي هو مستقبل الإعلام وان الإعلام التقليدي اندثر ومات ، بل العكس هو الذي ظهر ، فالتلفزيون ما يزال حيا وله مصداقية أكبر ، لذلك فدعم قناة M24 واذاعة “ريم راديو” صار اليوم أمرا حتميا على الدولة، عبر توفير كل الوسائل لها بدل استنزاف المال العام في بعض الصحف الرقمية التي ترتكب جرائم في حق الإنسانية وتساهم في تهييج الرأي العام وخلق الاحساس باللا أمن، وزرع الصورة السوداء في مخيال المواطن لتكون لديه لازمة تبخيس مجهودات الدولة ، فليست لا الجزيرة ولا العربية أو قنوات دولية أفضل منا ، ما تنقصنا هي الشجاعة ، فبجرة قلم تتم الملاءمة (…)، بدل ملاءمة قناة الرقص والمرح وان كان الترفيه ضرورة حياتية لكنه لا يجب أن يطغى على الضرورة الأسمى وهي حاجة المواطن الاخبار والى اعلام هادف وجاد (…) ، وبجرة قلم يمكن أن تصبح لنا موجة إذاعية يتم البث من خلالها الاخبار على مدار الساعة، فبلادنا ليست اقل شأنا من بلدان أخرى، التي لها قناة واذاعة متخصصة ، فلماذا لا تكون فاجعة ريان هي بمثابة باب ندخل عبره الى ماهو مأمول ومنشود ؟
سؤال ستجيب عنه الحكومة إن كان لها ما يكفي من الشجاعة بخصوص هذا الجانب .

إرسال التعليق

رأي في قضية