الأنباء بوست
ثبت بالدليل القاطع أن الاتحادي يونس امجاهد رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر يساهم في التشجيع على ممارسة التشهير وانتحال صفة صحافي ومزاولتها خارج الضوابط القانونية ، وذلك بحضوره لاحد البرامج الإذاعية التي يقوم على تسيير نقاشها مَن لا ينتمون للجسم المهني لا من قريب ولا من بعيد .
صحيح أن حرية التعبير مكفولة دستوريا ومشاركة نساء ورجال التعليم في برامج حوارية لابداء أرائهم في قضايا راهنة بناء على خبرتهم أمر محمود ومستحب ولا أحد يمكن له الاعتراض على ذلك ، وهو الامر نفسه ينطبق على كل المشتغلين بقطاعات مختلفة لاغناء النقاش وتنوير الرأي العام ، لكن مزاولة مثل هؤلاء لمهنة الصحافة المنظمة بقانون ، أمر يستدعي طرح تساؤلات عميقة وجوهرية على من هم يدعون أنهم جاؤوا لتحصين المهنة ومحاربة المتطفلين عليها ومنتحلي الصفة ، علما أن البرنامج الذي حضر له يونس امجاهد هو من نوع البرامج الحوارية ، والحوار هو جنس من الأجناس الصحفية ، معناه أنه أعطى إشارة ضمنية أنه يمكن لأي كان مزاولة هذه المهنة دون أي شروط ولا ضوابط وحتى من يمتلكون رقم تأجير ولا يزاولون هذه المهنة بصفة رئيسة (…).
لم يكتف يونس امجاهد بالتشجيع على انتحال صفة صحافي وناطق رسمي باسم مؤسسة الأمن خلال حضوره بذلك البرنامج الإذاعي ، بل قام بالتشجيع حتى على التشهير ، ومن حاورته تمارس التشهير صباح مساء على صحافيين مهنيين وفاعلين حزبيين ومدنيين عبر حسابها الفيسبوكي الخاص ، حتى أن قيادية من نفس الحزب الذي ينتمي اليه يونس وهي في نفس الوقت قيدومة صحافية وقيادية بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية لحقها مالحقها من تشهير فظيع على غرار باقي الصحافيين بسبب أدائهم لمهامهم المهنية ، والبعض الآخر بسبب مهام حزبية او جمعوية .
لا أحد ينكر أن صانعة المحتوى التي كانت هي الأخرى ضمن البرنامج الحواري ، لها سيرة حسنة ومؤدبة وتشتغل في صناعتها للمحتوى الذي تقدمه عبر قناتها الخاصة على اليوتيوب على مواضيع جد مهمة تفيد الرأي العام ، وقبل تقديمها له تقوم بالبحث الدقيق الذي هو العمود الفقري وصناعة ذلك المحتوى يدخل في فرع من فروع الإعلام ، لكن الشخصية الثانية ضمن البرنامج الحواري معروفة بخرجاتها المنفلتة العقال ، وأحيانا تقوم بأفعال إجرامية مرتبطة بجرائم النشر في حق أشخاص من مختلف التوجهات والمشارب ، معتقدة أن ماتقوم به عبر صفحتها الفيسبوكية الخاصة يدخل في صميم حرية التعبير والدفاع المفترى عليه على المؤسسات التي لا تحتاج الى دفاع خاصة من الذين لا علاقة لهم بالاعلام وفروعه كما انها توجه اتهامات في الغدو والآصال لأشخاص بممارسة خيانة الوطن وتلك اتهامات خطيرة ، وقد تكون المعنية بالأمر تتوفر على دليل وبالتالي فهي تقوم بالتبليغ الذي يستوجب أخذه بعين الاعتبار واستدعاؤها لتقديم الأدلة من طرف الجهة المختصة هو واجب وطني ويساهم في الحفاظ على الأمن ، اما إن كان العكس فذلك يعد تبليغا بجريمة خيالية (…) ، كما تعمد المعنية بالامر على نشر ما يجرمه القانون الجنائي المغربي بنشر صور دون موافقة أصحابها ، وما تقوم به يخالف الضوابط الأخلاقية والقانونية باتفاق الغالبية العظمى ممن يعرفونها ، ومخالفتها تلك لا تمسها بصفة مباشرة بل تمس بمالك المجموعة الإعلامية الذي له تقدير واحترام من طرف مجموعة كبيرة من مسؤولي هذه البلاد وكذا الجسم الإعلامي .
الغريب والعجيب والمثير للسخرية أن استضافة يونس امجاهد بصفته رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر كان من أجل الحديث عن اشكاليات قطاع الصحافة ، انطلاقا من سؤال جوهري ” من هو الصحافي ” ، ودون مشاهدة الحلقة لأن جوابها أصبح واضحا ، يمكن طرح سؤال معكوس ، من هو الصحافي فعلا ومن هو القائم على حماية الصحافة وتحصينها من المتطفلين والدخلاء عليها ؟ سؤال ينبغي على الجهات المسؤولة ذات الصلة أن تجيب عنه بكل جرأة وشجاعة ، خصوصا ونحن نلاحظ أن القائم على شؤون المهنة هو المحارب الأول للصحافيين والصحافيات وخندقة المهنة ضمن طابور وحيد ، معطيا إشارة واضحة أن الصحافة التي يدافعون عنها هي صحافة من نوع خاص ، لم يتم تدريسها لا بالمعاهد ولا بالجامعات ولا توجد بأي منهج من المناهج .
جدير بالذكر أنه وعقب الإعلان عن الحلقة المثيرة والغريبة ، قامت صحيفة الأنباء بوست بالتواصل مع يونس امجاهد عبر رسائل بالواتساب تطالبه بتوضيح الأمر ، ثم معاودة الاتصال به عدة مرات في اطار مهني ، لكنه فضل عدم الرد ، لانه وبكل بساطة لا يملك جوابا ولا توضيحا ، على الرغم من عدم قدرتنا على قراءة النوايا ، وللإشارة فمن حقه أن تتم استضافته ضمن الإذاعة المذكورة التي مالكها له كل الاحترام والتقدير باعتباره قامة إعلامية كبيرة في البلاد وله غيرة وطنية لا يختلف حولها اثنان ، شريطة أن يختار من يحاوره ، خصوصا وانه الوحيد الذي يعرف من هو الصحافي المهني ومن هو منتحل الصفة ، فتلك الإذاعة التي تضم صحافيات و صحافيين من خير ما انجبت الصحافة لها عدة برامج يمكن المرور عبرها لمناقشة موضوع في غاية الأهمية مثل الذي ناقشه ، فكيف يستقيم الامر عندما سيتحدث عن المتطفلين والدخلاء على المهنة والتشهير وهو يناقش ذلك مع محترفي ذلك ؟ إنه لعجب العجاب ، لكنه في الوقت نفسه أمر جيد ونحن على مشارف الاعداد لتعديلات تهم مدونة الصحافة والنشر والذهاب نحو انتخابات جديدة للمجلس الوطني للصحافة التي حتما ستضع النقط على الحروف ، وما قام به السيد يونس امجاهد أمر يستوجب التوضيح .
شارك هذا المحتوى