
الأنباء بوست / حسن المولوع
حضور باهت للصحافيين والصحافيات اليوم الاثنين في الوقفة التضامنية مع الصحافيين الفلسطنيين التي دعت لها قبل أيام النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، إذ لم يتجاوز عدد الحضور بين ال20 وال 30 صحافيا وصحافية من بينهم من أتوا للتغطية الإخبارية وأعضاء المكتب النقابي المتمثل في كل من عبد الله البقالي، الرئيس السابق للنقابة، ومحمد الطالبي النائب الحالي لرئيس النقابة ذاتها، إضافة الى بضع أعضاء وعضوات النقابة، ثم محمد الغفري باسم الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب والسفير الفلسطيني جمال الشوبكي …
عدم حضور الصحافيين والصحافيات للوقفة التضامنية مع الصحافيين الفلسطينيين ليس بسبب عدم رغبتهم في التضامن مع الزملاء والزميلات او عدم ايمانهم بالقضية الفلسطينية ، بل يفسر بأن الجهة التي دعت لهذه الوقفة لا تمثل الجسم المهني ككل ، وبالتالي عدم الحضور للوقفة هو رد واضح وصريح من الصحافيات والصحافيين على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية ليست الأكثر تمثيلية بدليل الحضور الباهت ليس فقط اليوم بل في العديد من المحطات الموثقة بالصوت والصورة .
ولم تعد النقابة المذكورة تمثل سوى جزء بسيط من الصحافيين والصحافيات ، حتى إن بلاغاتها لم تعد تصدر دفاعا عن الجسم المهني بل تصدر دفاعا عن أشخاص باللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر ( المجلس الوطني للصحافة المتتهية ولايته ) ، وأشهر بلاغ لها دفاعا عن رئيس اللجنة المذكورة هو ذاك الذي صدر مؤخرا ضد صحافيين مهنيين اعتصموا بمقر المجلس الوطني للصحافة احتجاجا على عدم تمكينهم من بطائقهم المهنية ، ولم يجد رئيس اللجنة ذاتها حلا غير استدعاء الشرطة ، وبعد ذلك أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاغا تتهم من خلاله الزملاء الصحافيين الذين قدموا من جنوب المملكة بالابتزاز وترهيب الموظفين ، كما أنها أهانتهم و جردتهم من صفتهم المهنية واصفة إياهم بالمنتسبين للصحافة الإلكترونية والجهوية
ويعاب على النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنها ولحدود اليوم لم تصدر أي بلاغ تضامني مع صحافيين توبعوا بالقانون الجنائي مثل الصحافي اشرف بلمودن وقبله الصحافية حنان بكور ، كما أن النقابة ذاتها لم تصدر أي بلاغ تستنكر من خلاله الشكايات التي وضعها وزير العدل ضد صحافيين مثل الصحافي حميد المهدوي والصحافي هشام العمراني ، وفي هذا السياق الذي يفترض التضامن مع الصحافيين والصحافيات لم تجد قيادية بالنقابة ذاتها وهي مسؤولة عن الحريات غير نشر تدوينة يتيمة على حسابها الفيسبوكي مستغلة الفرصة لتلميع صورة إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الذي تنتمي إليه ، وذلك بكونه لم يسجل عليه أن جر صحافيا واحدا رغم تعرضه للانتقادات ، دون أن تستطيع هاته القيادية أن تعلن تضامنها مع الزملاء والزميلات بشكل واضح كما يفعل معها باقي الزملاء والزميلات دائما عندما تتعرض للسب والقذف والتشهير والمس بحياتها الخاصة .
النقابة الوطنية للصحافة المغربية وهي التي طالما تدعي دوما عبر تصريحات بعض من قيادييها بأنها تدافع عن حقوق الأجراء والأجيرات بقطاع الصحافة والنشر ، لم تصدر أي بلاغ تضامني مع هدى العلمي الموظفة بالمجلس الوطني للصحافة والتي توصلت بقرار فصلها من العمل دون مبرر قانوني وفي تعارض سافر مع القوانين الجاري بها العمل بحسب ما أشار إليه بلاغ للمكتب النقابي لأطر ومستخدمي المجلس الوطني للصحافة التابع للاتحاد المغربي للشغل و الذي نظم مائدة مستديرة يوم الجمعة 23 فبراير لتشخيص حالة اللا إستقرار الوظيفي التي تشهدها المؤسسة منذ إحداثها ، وسجل المكتب ذاته غياب ممثل عن المجلس الوطني للصحافة رغم استدعائه .
غياب النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن الدفاع عن الصحافيين والصحافيات ، أو بالأحرى انتقاء التضامن والدفاع عن فئة دون أخرى ، يطرح أكثر من تساؤل ، ولعل أبرزه سؤال، هل هذه النقابة فعلا تعتبر الأكثر تمثيلية للجسم المهني ؟ وإذا كانت كذلك فلماذا في العديد من المحطات يلاحظ الحضور الباهت للصحافيين والصحافيات ، والوجوه التي تحضر للوقفات هي نفسها تحضر في كل وقفة ؟ والسؤال الذي ربما يؤرق البعض ويقض مضاجعهم ، هل إذا أقيمت انتخابات المجلس الوطني للصحافة ستحصل النقابة المذكورة على عدد كبير من أصوات الصحافيين والصحافيات ؟ سؤال صعب الإجابة عليه من طرف المتحكمين في مفاصل مؤسسة التنظيم الذاتي ، لكن الإجابة الحقيقية ستكون عن طريق الصناديق حتى ولو أراد بعضهم تعديل القوانين المنظمة للمهنة وتفصيلها على المقاس ، وحتى لو أقيمت موائد الإفطار الرمضانية لبناء القاعدة الانتخابية لأن الجسم المهني أكثر ذكاء ، فهذا الجسم يبحث عن من يمثله لتنظيم المهنة، ولم يعد يرغب في من يتحكم في حقوقه ويمنحها له في مناسبات معينة وكأنها امتياز يتم التفضل به عليه (…)

شارك هذا المحتوى