
الأنباء بوست
قال النبي ﷺ: لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، أخرجه الإمام أحمد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح
بغض النظر عما يتضمنه الملف المتعلق بالصحافي عمر راضي الذي تتهمه زميلته في نفس المنبر الذي يشتغل به ، الصحافية حفصة بوطاهر بهتك عرضها بالعنف واغتصابها حسب البلاغ الصادر عن الوكيل العام للملك ، فإنه من الواجب إبداء بعض الملاحظات الأولية حوله، بالرغم من عدم توفرنا على المعطيات الكافية لأن الملف مازال في مرحلة التحقيق التفصيلي الذي ستبدأ أولى جلساته في ال 22 من شتنبر من السنة الجارية ، وسنبدي هاته الملاحظات على ضوء ما يتم نشره على صفحات الفيسبوك او ما يتم توزيعه عبر تطبيق الواتساب .
أولى هاته الملاحظات ، وهي ملاحظة مثيرة للغاية ، تلك المتعلقة بشاهد نفي استعان به عمر راضي أثناء الإستماع له من طرف الدرك الملكي الموجود ب 2 مارس بالدار البيضاء بعد شكاية تقدمت بها حفصة بوطاهر تتهمه من خلالها باغتصابها ، وأحيلت إليهم هاته الشكاية من طرف النيابة العامة .
وقد قال المصرح وهو المسمى عماد ستيتو حسب ما راج ،بأنه حضر الواقعة ، أي كان حاضرا ليلة وجود صديقه عمر مع حفصة وكان هو ثالثهما (…)، ونفى بأن يكون عمر قد اغتصب حفصة ، ولكن أكد بأنه مارس معها الجنس بطريقة رضائية ، وهو الأمر الذي تنفيه حفصة جملة وتفصيلا بحسب ما نشرته عبر حسابها الخاص على الفيسبوك ، ويؤكده بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء ،الصادر بتاريخ 29 يوليوز من السنة الجارية ، والذي جاء فيه بأنه تمت إحالة المعني بالأمر على قاضي التحقيق ، من أجل التحقيق في اشتباه ارتكابه لجنايتي هتك عرض بالعنف والإغتصاب ، المنصوص عليهما في الفصلين 485 و486 من القانون الجنائي .
المصرح عماد استيتو أراد الدفاع عن صديقه عمر راضي ، لكنه لم ينتبه إلى أنه من الممكن أن تُستغل الإفادة التي قدمها ضده ، بحكم أنه يقول بأنه كان لحظة الواقعة ، وإذا ما تبث أثناء التحقيق أن الأمر يتعلق بالإغتصاب وهتك العرض بالعنف فإنه سيكون مشاركا في الجريمة سواء بعدم التبليغ أو بعدم انقاذ الضحية المفترضة من مغتصبها ، أما إن تبث بأن الممارسة الجنسية كانت رضائية فإن عماد سيعتبر وسيطا لأنه بدوره اعترف بأنه تستر بل وساعد على إقامة تلك العلاقة (…) وفي القانون المغربي العلاقة الرضائية يعتبرها جريمة فساد طبقا لما ينص عليه الفصل 490 من القانون الجنائي والذي يعرف هاته الجريمة ب”كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما العلاقة الزوجية ” ويتم اثباتها إما بمعاينة يقوم بها ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس أو بناء على اعتراف تتضمنه مكاتيب أو أوراق صادرة عن المتهم او اعتراف قضائي ، ولقد رأينا بأن عمر اعترف بذلك وفي هذه الحالة ستتم متابعتهما أي عمر وحفصة بتهمة الفساد.
نحن الآن أمام روايتين ، حفصة بوطاهر تدعي اغتصابها من طرف عمر وهو الأمر الذي يؤكده بلاغ الوكيل العام للملك بعدما أمسك ولو ببداية حجة بكون أن أركان جريمة الاغتصاب مكتملة وأحال الملف على قاضي التحقيق ، في المقابل هناك الرواية المضادة لعمر راضي الذي ينفي تهمة الاغتصاب عنه ويقول بأن ذلك كان بتراض بينه وبين حفصة وهو الأمر الذي يؤكده صديقه عماد ستيتو الذي قال بانه كان حاضرا .
وبين هذا وذاك لا بد من طرح سؤال جوهري ، كيف استطاع عماد أن يعرف بأن العلاقة الجنسية التي جرت بين عمر وحفصة كانت رضائية ، وأن المواقعة بينهما كانت برضا حفصة وأنه لم يمارس عليها أي اكراه كان معنويا أو جسديا لأن تعريف الاغتصاب في القانون هو “مواقعة رجل لامرأة بدون رضاها ” وبدون رضاها يمكن أن تكون حتى بعد اللحظة التي قبلت أن تدخل معه فيه مكانا ما، وبعدها تراجعت عن القبول بتلك الممارسة (…) دون الحديث عن خداع الضحية قصد استدراجها للمكان وبعدها يتم تنفيذ ما يراد تنفيذه ،أما هتك العرض فيعني كل اتصال جسدي يقع على الضحية (سواء كان ذكرا أم أنثى ) من شأنه أن يخدش العرض أي الأماكن الحميمية من الجسد كأن يقوم الفاعل بتعريتها ولمس أماكن من جسدها أو إجراء اتصال بينه وبينها من شأنه إثارة الشهوة عند الفاعل ، وعقوبته إن كان مرتبطا بالعنف فهي السجن من 5 إلى 10 سنوات (جناية ).
إذن ، هل كان عماد موجودا معهما في غرفة النوم او لنقل المكان الذي تمت فيه المواقعة ، بمعنى هل كان عمر وحفصة يمارسان الجنس وهو ينظر إليهما ، ويشجعهما مثلا ويمنحهما “كلينيكس” ؟ أو يقدم لهما مساعدة من المساعدات التي مثلما يقوم بها وسطاء الدعارة ؟
بطبيعة الحال ليس لدينا أي جواب عن هاته الاسئلة لأننا ننتظر من عماد أن يكتب لنا التفاصيل لأنه غير معني بسرية الأبحاث ، وبالتالي يقوم بسرد كل تفاصيل تلك العملية الجنسية المثيرة والغامضة مادام أن الأمر أصبح فيه الاحتكام إلى محكمة الرأي العام وخصوصا ونحن نرى محادثات خاصة تنتشر عبر الصفحات وعبر تطبيق الواتساب ( …)
كنا نحفظ جميعا الحديث النبوي عن ظهر قلب والذي يقول “لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما” ، لكن لم نكن نتصور بأن الشيطان كان في عطلة وحضر مكانه عماد ستيتو ، على الرغم من أن الشيطان عندما يغوي أي أحد فإنه لا يبرر الفعل بل يقول “ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد “(…)
الملاحظة الثانية من بين الملاحظات وهي اننا رأينا بعض المحادثات الخاصة التي دارت بين حفصة وعمر ، تنتشر عبر بعض الصفحات الفيسبوكية وعبر تطبيق الواتساب ، ويراد من نشرها وتوزيعها إثبات أن الأمر يتعلق بعلاقة جنسية رضائية، أي فساد ، ولا وجود لجريمة الاغتصاب أو هتك العرض ، وبطبيعة الحال نحن الآن ليست لدينا الآليات لاثبات أن ما وقع هل هو اغتصاب أم غير ذلك كما أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته ، ولكن نشر المحادثات الخاصة في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون ، وبدل ايجاد وسائل لتبرئة عمر ، لم يجد اصدقاؤه وصديقاته إلا إعطاء فرصة أخرى لادانته بتهمة إضافية ، إذ يمكن للمشتكية أن تتقدم بشكاية أخرى تتهمه من خلالها بأنه نشر محادثاتها الخاصة التي جرت بينها وبينه .
وما يثير الإستغراب في هذه القضية والتي لا يمكن أن يقبلها عقل ناضج هو كيف لشخص يتم التحقيق معه في الإشتباه في تلقيه أموالا من جهات أجنبية بغاية المس بسلامة الدولة الداخلية ومباشرة اتصالات مع عملاء دولة أجنبية بغاية الإضرار بالوضع الدبلوماسي للمغرب ، ومع ذلك يفكر في ممارسة الجنس سواء كان في إطار الزواج أو خارجه ، ولطالما هو نفسه والمجموعة التي يسير على نهجها ، رددوا بأن الأجهزة تراقبهم ومع ذلك يقعون في أخطاء أقل ما يقال عنها غبية ، فماذا ينتظر المحارب من خصمه ؟ هل ينتظر أن ينثر عليه الورود ؟ بطبيعة الحال فإنه سيتحين الفرصة لكي يسقط من أجل الإنقضاض عليه ، وفي هذه الحالة لا يمكن البكاء على هذا السقوط ، بل تجب الحسرة والنحيب على الغباء المنقطع النظير ، وعلى عدم تطبيق وصية عمر بنجلون رحمه الله الذي قال “اللي بغا يدير السياسة يهز سنسلة سروالو ” ، وللأسف لم يحمل راضي من بنجلون إلا الإسم .

شارك هذا المحتوى