لبنان الذي في خاطري ..جرح اليوم وذكريات من الماضي

زينب أشويياخ 

بعميق الحزن والتأثر حاولت أن استجمع شتات عقلي لأستوعب ما حصل يوم أمس بلبنان الجريح ، تمنيت أن يكون ذلك مجرد كابوس اقتحم منامي وسينتهي لحظة الاستيقاظ ، لكنها الحقيقة ، حقيقة ما جرى من انفجارات راح ضحيتها أبرياء، أعادتني ليوم 14 فبراير من سنة 2005 ، تاريخ عيد الحب ، تذكرت ذلك اليوم بتفاصيله وجزئياته ، يوم اغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري بمتفجرة تزن أكثر من 1000 كلغ من التي أن تي.

عادت بي الذاكرة إلى الوراء في ذلك اليوم المشهود بحسرة وأسف ، متسائلة وكلي حيرة عن سبب تحويل الحب إلى حرب ، والوئام إلى موسيقى كلاسيكية راحت مع الزمن الذي مضى ، والسلام إلى مجرد هيكل عظمي صار رميما تحت التراب منذ زمن ، تساءلت مع نفسي بكل تلك الأسئلة الباحثة عن إجابة شافية ، وفي لحظة تساؤلي اخترقت مسامعي أصوات لبنان ، فيروز ، جوليا بطرس ، ماجدة الرومي ، وأصوات عديدة مسجلة بقائمة طويلة، كلها غنت عن السلام والحب والوئام ، لكن صار كل ذلك مجرد أغنية بمجرد ما عبثت أيادي الغدر الغارقة في الدماء بسلام هذا البلد الطيب أهله ، هذا البلد الذي أخرج من رحمه أدباء وشعراء وصلت إبداعاتهم عندنا هنا بالمغرب وكنا صبايا نستشهد بإبداعاتهم ونستأنس بها في كل لحظة من لحظات حياتنا ، وأبرزها لحظات الحب التي لا ولن تنسى .

إن أردت الحكي عن لبنان لا تكفيني مجرد صفحات عابرة ، فهي صفحة كبيرة تقع في عمق التاريخ الذي كتبه رجالها ونساؤها ، شيبها وشباباها ، فمن ذا الذي أراد العبث بهذا التاريخ يا ترى ؟ من الأكيد أنها أياد طاعنة في الغدر لا تعرف للحب والسلام طريقا .

لبنان ، سيظل شامخا ، راقيا وساميا رغم كل الإغتيالات التي لا تزيده إلا صلابة وقوة ، لبنان لا يمكن اختصاره في سطور مقال أو كتاب، أو فيلم أو مسلسل تلفزيوني ، بل لبنان تاريخ عريق له أمجاد وبطولات موثقة .
رحم الله كل الشهداء والشهيدات الذين سقطوا غدرا على يد الغارقين في الدماء .

إرسال التعليق

رأي في قضية