
الأنباء بوست / حسن المولوع
منذ أن تأسس حزب الديمقراطيين الجدد سنة 2014 وهو يشهد جملة من الصراعات داخله ، والكثير من الاستقالات التي مازال نزيفها مستمرا والى حدود اليوم وسيستمر ، وذلك بفعل الصدمة التي يكتشفها كل من اقترب من الاستاذ الجامعي محمد ضريف الذي يظهر بوجه المثقف الوديع لكن الحقيقة تنطق عكس ذلك …
كان يروِّج محمد ضريف بأن حزبه هو حزب الأطر والكفاءات ، والحقيقة أن الحزب كان يضم مجموعة من الصيادلة فقط ، الذين كانوا يريدون حماية لهم ولأموالهم (…) إن لم نقل شيئا آخر ، ففي ذلك الوقت كان قطاع الصيدلة يعيش انتكاسات قوية بفعل شبح الإفلاس ، وحدهم الصيادلة الذين كانوا مع ضريف لم يلحق بهم هذا الشبح نظرا للأموال التي كانوا يغرقون فيها ، ويصرفون جزءا منها على الحزب ، لدرجة أنه سمي في ذلك الوقت ب “البام رقم 2” ، وبعد مغادرتهم عاد الحزب الى حجمه الحقيقي ، ليتم طرد محمد ضريف من الفيلا التي يملكها احد الصيدلانيين ، ويحط الرحال بشقة صغيرة بعد شقة أخرى ، وصار يردد لكل من أتاه بأن هناك جهات أرسلت من يخترق ويشتت حزبه ، والواقع أن حزبه منذ البداية كان مشتتا لأن الصيادلة كانوا في صراع دائم ومعهم بعض الأطر البنكية ، فعلى العموم كل شيء كان يدور في فلك الأموال التي سادت وفرقت ، وجميع من كان لم تكن تهمه السياسة بمن فيهم ضريف ، كلها مصالح خاصة تدور حول سلطة المال .
سبب التوترات والصراعات كان سببها بالاساس محمد ضريف الذي أحس بأن المؤسسين بدؤوا يتحالفون ضده للقيام بحركة تصحيحية التي تم الاعلان عنها في 2015، ولضمان بقائه انتهج سياسة فرق تسد ، واستغل مواقع التواصل الاجتماعي بانشاء حسابات وهمية من طرف بعض من أتباعه لينالوا من كل من عارضه او أي أحد لم يرقه ، وبذلك شعر الغالبية بالخوف وقدموا استقالاتهم ، حتى رئيس المجلس الوطني آنذاك الأستاذ الجامعي جواد العسري ، شعر بالخوف، وغادر الحزب وغيره كثير .
بقي ضريف وحيدا ، يبيع الوهم لكل من أتاه ، وليس هدفه مطلقا حصول الديمقراطيين الجدد على اي مقعد ، بل هدفه الأسمى هو الدعم الذي تخصصه الدولة للأحزاب السياسية ، سواء الدعم السنوي او دعم المؤتمرات ، او دعم الحملات الانتخابية ، فبالنسبة لضريف هذا الحزب مجرد دكان يفتحه عند كل موسم انتخابي، تماما مثل صديقه محمد الادريسي صاحب حزب العمل الذي يرأسه منذ عام 1996 والى اليوم ، وضريف سيسلك نفس المسلك ، إذ كان هو من يعطيه خطط الاستمرار وتفصيل النظام الأساسي والداخلي للحزب على المقاس .
محمد الادريسي لا يفارق محمد ضريف خصوصا في كل حملة انتخابية فهو الذي يصبح مكلفا بطبع المنشورات وغير ذلك ، لأنه يملك مطبعة ، وهو الذي يحضر معه أثناء إعداد الفواتير التي يتم تقديمها للمجلس الأعلى للحسابات باعتباره خبيرا في المجال ، وكل شيء يمر في إطار القانون بطبيعة الحال (…)، لكن هل من الأخلاق أن يشيخ الانسان في حزب دون تحقيق اي نتيجة على الساحة وتبقى أموال الشعب تضيع ويصبح بيع الوهم للشباب عملة رائجة يروج لها ضريف الذي يستغل صفته الجامعية في ذلك، وبعدها يصدم كل من عرف حقيقته ؟
محمد ضريف أيضا قرب الى جانبه المسمى منير بنعلي الذي نصبه أمينا مالا وطنيا سنة 2015 ، وبطبيعة الحال أمين المال الوطني هو الذي يوقع على كل ماله علاقة بمالية الحزب الذي لا يوجد فيه أي موظف، سوى بعض الأشخاص الذين لا يتجاوز مستواهم التعليمي الثالثة إعدادي ولا يتوفرون على أي دبلوم ، وهنا نتساءل ، إذا كان ضريف يدعي أن حزبه حزب الأطر والكفاءات ، لماذا يقتصر على تشغيل من ليس لهم أي مؤهل، هذا إن كان فعلا يشغلهم بناء على قانون الشغل وليس في إطار آخر (…).
إن محمد ضريف يخاف من الشباب الذي له إلمام بالسياسة ، فهو يريد أن يكون بجانبه أناس لا يفقهون شيئا حتى لا يكوِّنون تحالفا ضده وينقلبون عليه في يوم من الأيام ، وحزب الديمقراطيين الجدد دائما سيشهد نزيف استقالات وظهور وجوه جديدة ، لأن ضريف غايته ان يبقى رئيسا حتى يموت، لأن مستقبله داخل الجامعة اصبح سيئا ، فلقد حاول مرارا أن يصبح عميدا لكنه فشل ، وأراد أن يصبح كاتبا عاما وأيضا فشل فشلا ذريعا ، وبحث بكل ما أوتي من قوة على منصب آخر ، لكنه خاب وخسر، بقي أستاذا وكفى ، فجميع الذين هم في جيله ترقوا في المناصب بكفاءتهم ، الا هو وحده ، فلم يجد من سبيل غير تأسيس حزب ليضمن بقاءه ولو بشكل خافت اعلاميا في كل مناسبة انتخابية، وايضا ليضمن بعض الملايين تنضاف لراتبه الشهري قبل أن يتقاعد .

شارك هذا المحتوى