الأنباء بوست / حسن المولوع
في ظل السباق نحو الاستحقاقات الانتخابية التي ستعرفها بلادنا سنة 2021، تشهد العديد من الأحزاب السياسية رجَّات داخلية تؤدي ببعض كوادرها إلى الهجرة نحو أحزاب أخرى تنافس التي ينتمون إليها ، ضمانا لمقعد برلماني بلون حزب حضي برضا “المخزن ” على أمينه العام ، ومن بين الأحزاب التي تعرف رجة داخلية عنيفة بسبب كثرة استقالات أعضائه ، هو حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأسه الملياردير عزيز أخنوش ، هذا الأخير بدوره يستعد لحزم حقائبه من أجل المغادرة النهائية للحزب ، وتوقيع ورقة الطلاق مع السياسة .
ولأنه لطالما كان مصير الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي ، إدريس لشكر ، مرتبطا بإرادة التجمعي عزيز أخنوش ، فإن الإحتمال صار كبيرا بخصوص مغادرة لشكر لسفينة حزب الوردة ، على اعتبار أن البيت الاتحادي يشهد انقساما داخليا يعرفه المكتب السياسي واحتقانا كبيرا في صفوف أغلبية مناضلي ومناضلات الحزب سواء الذين ما زالوا ينتمون إليه أو الذين يوجدون خارج أسواره، لعدم رضاهم على طريقة تسيير الحزب من طرف الكاتب الأول، وأيضا بسبب المشاكل التي بات الحزب غارقا فيها والتي أدت إلى قتل شعبيته أمام الأغلبية الساحقة عند المواطنين والمواطنات .
السخط الشعبي على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ارتفعت حدته عندما ارتبط اسم وزير العدل الاتحادي بنعبد القادر بمشروع قانون 22.20 الذي سمي بقانون تكميم الأفواه ، وزاد أكثر بالتعيينات الأخيرة في الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء التي تضم ثلاث اتحاديين مقربين من إدريس لشكر ،ما يفسر أن هذا الحزب أصبح مجرد مكتب لتوزيع الريع فقط ، الشيء الذي جعل شعبيته تنهار ، وهو الأمر الذي يجعل الحزب في موقف حرج خلال الاستحقاقات المقبلة والتي من المحتمل جدا أنه لن يحصل فيها الا على 10 مقاعد برلمانية كأقصى تقدير ، ويصير الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مجرد “حُزَيِّبٍ ميكروسكوبي ” بعدما كان حزبا عتيدا خرج من رحم الجماهير .
ومن أجل انقاد الحزب وارجاع عذريته التي افتقدها ، فإن التفكير يتجه نحو عقد مؤتمر استثنائي حتى ولو انه لم يتبق الوقت الكثير ، وذلك من أجل أن يقود الحزب وجه جديد يمكن أن يقوم بالمصالحة التي فشل فيها لشكر مع أبناء وبنات الحزب ، ومصالحته أيضا مع الشعب حتى يحضى بفريق داخل قبة البرلمان ، وهذا الوجه سيكون من نفس فئة الإستقلالي نزار البركة ، والتجمعي مولاي حفيظ العلمي او بنشعبون ، و حصاد عن الحركة الشعبية الذي من المحتمل جدا أنه هو قائدها ، واعمارة عن العدالة والتنمية وهو المرشح الابرز لخلافة العثماني في الحزب .
والأنظار جميعها تتجه نحو رضى الشامي أو عبد الكريم بن عتيق رغم ان حظوظه باتت ضعيفة نوعا ما ، ليكون خليفة لادريس لشكر الذي انتهى سياسيا والتحق بصنفه كشباط وبنكيران والعنصر ، لأن المرحلة الجديدة في السياسة لا تتحمل الشعبوية ، وسياسة “المعاطية” داخل قبة البرلمان .
شارك هذا المحتوى
الخطأ هو مقارنة بنكيران بلشكر وشباط ولعنصر هناك فارق كبير ولا قياس مع وجود الفارق