
الأنباء بوست / حسن المولوع
صمت قاس على نفوس بعض المسؤولين بوكالة المغرب العربي للأنباء، يطبقه بذكاء مديرها العام، السيد فؤاد عارف، الذي ينتظره هؤلاء بفارغ الصبر لمعرفة القرارات التي سيتخذها، وما إذا كانت ستطالهم أيادي وتبعات تحقيق ما، حتى يتخلصوا من عذابهم النفسي القاهر، خصوصا عندما علموا أن الكاتب العام للوكالة أضحى في خبر كان، وأن الملفات الموضوعة على طاولة السيد عارف أكثر مما توصلت إليه الصحافة التي لم تتطرق إلا الى جزء صغير جدا منها.
ولاحظت صحيفة الأنباء بوست أن الهيكل التنظيمي لوكالة المغرب العربي للأنباء قد اختفى من موقعها الرسمي، ما يفسر أنه سيكون هناك تغيير شامل على هذا المستوى، من مدراء ورؤساء أقسام ورؤساء مصالح وغيرهم ، والغالبية يترقبون حملة التطهير التي سيقودها السيد عارف، الذي يمارس تقنية الصمت بذكاء ليسقط البعض في شر أخطائه نتيجة الارتباك، وتنطبق عليهم المقولة الشهيرة ” كاد المريب بأن يقول خذوني !”.
* التهديد بحرق الأخضر واليابس
يبدو أن هذا الصمت المدروس بذكاء، بدأت بسببه في الخفاء عملية القصف والقصف المضاد بين مسؤولين داخل لاماب، وقد خرجت شرارة واحدة من ذلك القصف إلى العلن ليلة الاثنين 24 يوليوز الجاري، إذ قام رئيس القسم بموقع المدونات الصوتية “ريم راديو”، عبر تدوينة فايسبوكية، بتوجيه رسالة مشفرة الى من يهمهم الأمر، متوعدا إياهم بأنه سيحرق الأخضر واليابس ولن يبالي، قائلا بالحرف “العاقل يبحث عن ألف طريقة لتفادي الحرب .. وإذا دخلها مضطرا ، فإنه يحرق الأخضر واليابس ولا يبالي …”.
تدوينة تتضمن تهديدا ضمنيا بكشف أسرار البيت الداخلي وإفشاء السر المهني المعاقب عليه قانونا، وتؤكد على وجود صراع داخلي سيتمخض عنه ما لن يكون في الحسبان، خصوصا وأنه بات مؤكدا أن رئيس القسم المذكور في موقف لا يحسد عليه وأنه قاب قوسين أو أدنى من الاستغناء عنه وعدم تجديد عقد عمله اوفسخ ما تبقى به من مدة، وذلك بالنظر إلى الضجة التي أثارها حتى باتت تحيط به الأقاويل المسيئة لسمعة لاماب، التي سببها مديرية واحدة دون غيرها، وغالبية الصحافيين والصحافيات داخل وكالة المغرب العربي للأنباء يجمعون، بحسب مصادرنا، على أنه هو من تسبب في كل الصراعات الداخلية، بالإضافة إلى المشاكل التي خلقها مع العديد من الصحافيين تماما كما حدث معه في التجربتين الاذاعيتين السابقتين، دون الحديث عن عدم قدرته على الدفع بعجلة مشروع “ريم راديو”.
* الصمت يُوَلِّد الارتباك
التخبط العشوائي، والخوف من القادم المجهول، خلقا نوعا من الارتباك. هذا الارتباك بدى واضحا على مدير وسائل الإعلام الذي يترقب بخوف مصيره، حتى إن شغله الشاغل حاليا هو البحث عن مخرج ينقذه من المساءلة، إذ لا يتوانى في تبرير ما كتب عنه من طرف مواقع الكترونية كلما التقى في طريقه مع أحد، وكانت صحيفة الانباء بوست قد ربطت الاتصال به في وقت سابق بمجرد أن اطلعت على ما تمت كتابته من طرف أحد المواقع الالكترونية أول مرة، وذلك في الإطار المهني المتعارف عليه، من أجل أن يوضح أو ينفي، لكن المعني بالأمر لم يقم بذلك، وهذا يدحض المزاعم التي يتم ترويجها عن صحيفة الأنباء بوست كونها تكتب مقالات بخلفية هجومية او انتقامية، بل العكس أنها قامت بجميع الخطوات المتعارف عليها في الإطار المهني قصد التحري وقبل كتابة أي مقال تحليلي، وان الخلفية الوحيدة التي تنطلق منها هي تنوير الرأي العام والدفاع عن مكانة وكالة المغرب العربي للأنباء باعتبارها واحدة من مؤسسات الدولة الاستراتيجية، وكذا الدفاع عن سمعة الصحافي المقتدر الأستاذ خليل الهاشمي الادريسي رحمه الله، باعتباره قامة إعلامية كتب تاريخه بمداد من ذهب، ولأن هناك من حاول إلصاق كافة الاخطاء به ومسحها فيه، فأقل واجب علينا هو الدفاع عن سمعته طالما أنه حاليا في دار البقاء لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
* خطوات “غير مسؤولة” في حفل تكريم متقاعدي وكالة المغرب العربي للأنباء
ولأن مدير وسائل الإعلام أضحى حديث كل لسان نتيجة ما كتب عنه ولم يستطع نفيه، فإنه أراد أن يتحدى الجميع بمن فيهم المدير العام، معطيا رسالة ضمنية أنه أكبر مما كتب عنه، فقام بتاريخ ال 12 من يوليوز الجاري أثناء الحفل التكريمي الذي نظمته وكالة المغرب العربي للانباء على شرف متقاعدي الوكالة، باصطحاب زوجته معه، التي تقوم بإعداد وتقديم برنامج “حروف وإصدارات” على إذاعة ريم راديو، والتي اشار الموقع الإلكتروني الذي كتب عن زوجها مدير وسائل الاعلام أنها تتلقى تعويضا سمينا مقابل إعداد البرنامج المذكور .
وزيادة في تبرير ما كتب عنه، فلقد اختار رئيسة مصلحة الإنتاج بريم راديو لتقديم الحفل المذكور، ومن هنا فقد أكد من دون أن يدري ما كتب عنه من دفاع غريب عنها يتجاوز علاقة رئيس بمرؤوسته، وانها لم تقدم أي إضافة نوعية على مستوى الإنتاج بريم راديو منذ تنصيبها، وهي نفسها لم تقم بتقديم برنامج من إعدادها لتكون مثالا يحتذى به، بحسب ما أشارت اليه صحيفة الانباء بوست سابقا، وقيامه بهذه الخطوة ما هو إلا من أجل تلميع صورتها أمام المدير العام. وفي نفس السياق، أشارت مصادر الأنباء بوست، الى أن رئيسة المصلحة المذكورة تغيبت عن عملها مرات عديدة، خلال الفترات الأخيرة، وبالتزامن مع إقامة هذا الحفل، فما الغاية من اختيارها دون غيرها؟! علما أنها صحافية ومقدمة أخبار وليست “منشطة” ؟!
في هذا الصدد، ونظرا لأن الانباء بوست تتابع مواد وفقرات ريم راديو بشكل يومي، فقد لاحظت غياب رئيسة مصلحة الإنتاج عن التقديم لمدة أسبوع كامل ابتداء من الاثنين الماضي، فهل كان سبب ذلك الغياب مرض؟! فإذا كان الأمر كذلك، هل تم تقديم شواهد طبية بهذا الخصوص؟! وإذا لم يكن مرضا فهل يتعلق الامر بعطلة إدارية أو استثنائية؟!
وعلى الرغم من أن هذه التفاصيل قد تبدو صغيرة وتتعلق بشأن داخلي يهم المؤسسة ولا يهم كل مكونات الراي العام المحلي والوطني، إلا أنه كم من تفاصيل صغرى تفيد في تحليل أمور كبرى، وتفتح الباب لفهم كيف تدار وتُسيَّر المؤسسات الكبرى والاستراتيجية لبلدنا الحبيب، وأن مشكلا صغيرا يمكن أن يمس بشكل أكبر سمعة مؤسسة بحجم وكالة المغرب العربي للأنباء، التي هي بدون منازع واجهة من واجهات المملكة المغربية الشريفة.

شارك هذا المحتوى