مفتاح يسعى إلى لم الشمل وتوحيد وجهات النظر لخدمة المواطن عبر صحافة حقيقية وعصرية
الأنباء بوست / حسن المولوع
يشهد الجسم الصحفي تشثتا بين أبنائه وبناته ، وأصبح يعرف اصطفافات لا ولن تخدم قطاع الصحافة والنشر بالقدر الذي تخدم فقط المصالح الشخصية ، بدون اي رؤية لمستقبل المهنة التي اضحت تعاني ، على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الأخلاقي ..
لقد تناسلت على السطح تنظيمات على شكل اطارات نقابية تنخر الجسم المهني، يؤسسها أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة ، ويتخذونها أداة لقضاء مآربهم ، بعيدا عن خدمة الصحافة والصحافيين ، ومثل هؤلاء لا نتحدث عنهم في هذا السياق ولا نقيم لهم وزنا لأنهم ” كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ”
ففي الوقت الذي كانت فيه فيدرالية الناشرين هي بمثابة المفاوض الوحيد ، عرف قطاع الصحافة والنشر ولادة إطار جديد يضم نخبة من الناشرين تحت اسم “الجمعية الوطنية للاعلام والناشرين ” ، وفي هذا الصدد قال الأستاذ نور الدين مفتاح رئيس فيدرالية الناشرين ضمن حوار أجراه مع صحيفة الاسبوع ” إن هذا بلد التعددية ، وكل الناس لهم الحق في خلق منظمات تمثيلية ، والمهم ليس هو التعدد ، ولكن من المهم أن يكون هناك توافق حول الهدف السامي ، وهو النهوض الصادق والحقيقي بادوار الإعلام وخدمة المواطن عبر صحافة حقيقية وعصرية ”
وأشار عميد عمداء الصحافيين ضمن الحوار ذاته الذي أجراه معه الزميل سعيد الريحاني ” دعني أقول لكم إن الأزمة القاسية التي مرت منها الصحافة ، أدت إلى شرخ تنظيمي داخلي ، ونحن دائما كنا خلال هذه السنة ، أو أكثر ، نحاول لم الشمل ” مضيفا في السياق ذاته ” كانت يدنا ممدودة ، والمفاوضات لازالت جارية لجمع الشمل من جديد ، وهذا يبدأ من تنسيق العمل وتوحيد وجهات النظر فيما يتعلق بالملفات المطروحة ، والذهاب بأقصى حد من التوافق حول الملفات المطروحة على الحكومة”
وابرز مفتاح رئيس فدارلية الناشرين في السياق نفسه على أن “هناك ملفات أخرى لا علاقة لها بالحكومة ، مثل ملفات الاشهار وملفات التوزيع والعلاقة مع المطبعة وملفات المجلس الوطني للصحافة والتنظيم الذاتي ” مضيفا ” في كل هذه القضايا نحن نحاول أن نجد توافقا ، وقد تفاجؤون إذ ا عرفتم أن 99 في المائة من مطالبنا متطابقة ” متسائلا في السياق ذاته ” السؤال الوجيه الذي يطرح ، هو لماذا يوجد هناك أكثر من إطار ؟ لذلك ، لماذا لا نساعد أنفسنا ونساعد الاخرين الذين يريدون مساعدتنا حتى نكون موحدين ؟”
وذكّر أنيق الصحافيين نور الدين مفتاح بالسياق الذي تاسست فيه الفدرالية ، حيث قال ضمن الحوار ذاته عند سؤاله حول إمكانية الاجتماع في إطار واحد ” تعرفون أن الناشرين منذ سنة 1962 والناشرون هم الذين أسسوا النقابة الوطنية للصحافة ، إلى حدود منتصف الثمانينات حيث دخلها الصحفيون ، وبعدها كانت غرفة للناشرين داخل النقابة ، وبعدها تأسست الفيدرالية ، وهو ما يعني أن الناشرين ظلوا موحدين منذ سنة 1962″ مضيفا ” أعتقد ان هذه فاصلة فقط ، ولدي قناعة بأنها ستزول ، لأن الأصل هو أن نبقى موحدين ، وانا اعتقد أنه من المنظور القريب ، يمكن أن نعود إلى وحدتنا وقوتنا “.
وفي تقييمه للفترة التي تأسس فيها المجلس الوطني للصحافة ، اعتبر مفتاح بصفته عضوا بالمجلس ذاته أن تقييم مرحلة التأسيس كانت إيجابية ، “حيث استطاع المجلس أن يأخذ اختصاصا من اختصاصات السلطات العمومية واستطاع أن يمر بشكل سلس ”
جدير بالذكر أن ولاية المجلس الحالية اقتربت من نهايتها ، وسيتم إجراء انتخابات لتجديد أعضاء المجلس وهياكله ، لكن قد تصطدم هذه الانتخابات بعائق قانوني ، بكون أن الولاية الأولى لم تبتدئ بعد ، لأن الانتخابات التي أجريت هي انتخابات تتعلق بمرحلة تأسيسية ولا تتعلق بولاية كاملة كما أشار إليها القانون رقم 90.13 المتعلق باحداث المجلس الوطني للصحافة ، ذلك أنه وخلال المرحلة التأسيسية كان هناك تأخر في صدور النظام الداخلي لمدة سنتين ، وميثاق أخلاقيات المهنة ، وتأسيس اللجان ، وبالتالي فإن المرحلة الحالية إذا ما نظرنا الى روح القانون فإنها تتعلق بالتاسيس وليس بولاية كاملة، لأن الولاية الأولى لم تبتدئ ، وفي هذا الصدد، إذا ما تم الاصطدام بالعائق القانوني، فإنه يمكن أن يكون هناك توافق بين جميع المهنيين والناشرين بدل إجراء الانتخابات التي لن تزيد الجسم المهني الا تفككا .
إرسال التعليق