الأنباء بوست / حسن المولوع
ظهر اليوتبور الشهير محمد تحفة عبر فيديوهات متتالية على قناته باليوتيوب بخصوص الملف الذي أصبح معروفا إعلاميا بملف حمزة مون بيبي، وتتضمن تلك الفيديوهات، معطيات جد خطيرة واتهامات لأشخاص بالأسماء، من قضاة ومحامين خاصة الموجودين بمدينة مراكش بالإضافة إلى جريدة الصباح .
وظل هذا اليوتيوبر الشهير محط إعجاب من متابعيه وأيضا حتى البعض من الصحافيين ، نظرا للمعلومات التي يقدمها باحترافية كبيرة بحكم أنه شخص احترف المسرح ويسهل عليه أن يخاطب عقل ووجدان أي أحد، بمختلف المستويات ويجعلهم يصدقون كل ما يقول من دون أن يتحروا حقيقة ما يقول ، حتى إن المتتبع له يجعل ما يقوله تحفة في حضن المسلمات وغير قابل للتساؤل أو التكذيب ، ودون أن يطرح أي أحد على نفسه السؤال الأساسي ، من أين يحصل تحفة على كل تلك المعلومات وهو يبعد بأميال عن المغرب ؟ وما هدفه من كل ذلك ؟ وهل يقوم بكل ذلك بالمجان ؟
بقيت هاته التساؤلات حائرة وبدون إجابة شافية وكافية ، حتى وصل تاريخ 12 يوليوز الجاري ، تاريخ نشره لفيديو بعنوان ” تحفة +هاعلاش جريدة الصباح تدافع على باطما + عدالة مراكش + كريمي ” ، بهذا الفيديو تبين أنه ومما لا يدع مجالا للشك من هو الذي يزود تحفة بالمعلومات أو لنقل بالمغالطات ، وتحفة هو نفسه لا يعرف حقيقة بعض الأمور لأنه لا يتوفر على وسائل التحري من المعلومات (المغالطات ) التي يتوصل بها ، فقط تأتيه معلومة من مزوده بحكم مكانته داخل جريدة الصباح ، ويأخذها تحفة ثم يقدمها إلى المتابعين بطريقته الفنية الخاصة ، وكنا سنعتبر أن الأمور جد عادية لو لم يتم إقحام عبد المنعم الديلمي مالك جريدة الصباح والمجموعة الإعلامية التي تنتمي إليها ، ولم يستطع ضمن الفيديو تقديم أي دليل واقعي يثبت أن الرجل له علاقة بملف حمزة مون بيبي، فقط هي إشارات لتمويه الرأي العام، ولا يمكن ربطها بالملف وليست دليلا على دفاع جريدة الصباح عن المغنية دنيا باطما ، ويمكنكم الرجوع إلى مشاهدة الفيديو من جديد على ضوء ما سنقدمه لكم من معطيات ، وعلى ضوء ذلك نطرح سؤالا نستخدمه نحن الصحافيين دائما عند البحث في أي قضية ، لماذا الآن ؟ بمعنى لماذا بالضبط الآن وفي هاته الظرفية تم إقحام عبد المنعم الديلمي في الملف وخلق الشوشرة عليه ؟
إن الجواب عن هذا التساؤل يحمل في طياته سببين ، فهناك سبب غير مباشر وهناك سبب مباشر .
السبب غير المباشر وهو لصرف الأنظار عن الذي له ارتباط ببعض العناصر التي لها علاقة بالملف ، وآخر يصفي حساباته مع قضاة ومحامين بعينهم ويحاول ربطهم بالملف عبر تزويد تحفة بمعطيات تضليلية قصد إثارة بعض القضايا الأخرى التي لا علاقة لها بملف حمزة مون بيبي .
أما عن السبب المباشر فهو أن مجموعة إيكو ميديا التي من ضمنها جريدة الصباح ، تم بيعها، وبالتالي أصبحت هناك إدارة جديدة ولم يعد الديلمي حاليا على رأسها ، ولم يجد الذي يزود الآن تحفة بالمعلومات التضليلية غير هاته الوسيلة من أجل الهروب للأمام لأنه مهدد بالطرد، فهو له قوة و مكانة داخل الجريدة ولكن ليس بأجير بها ، لأن له رقم تأجير بالوظيفة العمومية وله فقط عقد مع الصباح ، بمعنى أن الإدارة الجديدة التي اشترت المجموعة يمكن أن تطرده في أي لحظة ، لأنها تعلم مجريات الأمور ، وأحيطت علما بأن هناك تسجيلات لدنيا باطما تقول فيها أن جريدة الصباح ” ديالي ” أي تتحكم فيها ، ومرد ذلك كون أن أحدا من نفس الجريدة حصل على مبلغ مالي قدره 50 مليون سنتيم هو وشخصية بارزة قصد الدفاع عن باطما عبر الجريدة ، وهو نفس الشخص الذي توسط لدنيا باطما مع محام يدافع عنها ، وقد أصبح هذا الشخص بمثابة ملحق إعلامي لمحامي دنيا ويتكلف بالتواصل مع الجرائد قصد الدفاع عن دنيا باطما وتبرئتها أمام الرأي العام والهجوم على المديمي ، وإذا أردتم التعرف على هذا الشخص المقصود يمكنكم الرجوع إلى المواد الصحفية التي تتضمن تصريحات المحامي الحالي لدنيا باطما او حواراته وستكتشفون أنه هو الشخص نفسه الذي ينجز تلك المواد ، وتحفة كان قد أشار إليه في فيديوهات قديمة لكن مزوده بالمعطيات التضليلية اتصل به وقال له “ميِّك عليه “، حسب ما ذكره تحفة نفسه عبر الفيديو ، إذن هناك مصالح مشتركة (…) .
وحسب ما يروج أن المديمي بحوزته صور تتعلق بهذا الشخص بذات الجريدة ومسؤول بارز ضمن سلطة من السلط الثلاث ، فلتكن لتحفة الجرأة ويكشف عن هذا الشخص من جديد ، دون أن يقوم بتمويه الرأي العام كما جاء في مطلع نفس الفيديو بأن هناك من اتصل به من جريدة الصباح وقال له ” ميك” عليه ، وهذا الذي اتصل به ما هو إلا الذي يزوده بالمعطيات التضليلية الآن ويخاف أن يسقط هذا الشخص ويجره معه ، وفي سقوطهما ضياع لمصالح كثيرة ، وتحفة اعترف بسذاجة أن له أصدقاء في جريدة الصباح واتصلوا به سابقا من أجل الكف عن الحديث عن الذي تم تصويره ، والحقيقة أنه لا يعرف أحدا بالجريدة إلا مزوده بالمعطيات وهو من اتصل به (…) وإذا أراد تحفة أن ينفي هاته الأشياء فلينفها بالحجة والدليل وليس بطرقه البهلوانية ، فنحن لا نؤمن إلا بالدليل .
الإدارة الجديدة من دون شك تعلم بكل هاته التفاصيل ، وتعلم أن قضية حمزة مون بيبي مازالت في بداياتها الأولى ومازال الملف سيعرف تطورات ومفاجآت ، لذلك فهي تحاول أن تسارع الزمن من أجل أن تصلح ما يمكن إصلاحه ، وتتدارك ما يمكن تداركه ، لكن ليس من السهل أن تقوم بحركة تغيير شاملة داخل الجريدة حتى لا يتضرر سيرها العادي ، ولهذا السبب فإن الذي يزود تحفة بالمعطيات أراد أن ينفي التهمة عليه وينفيها عن الشخص الآخر الذي تم تصويره ، ويقوم بإلصاقها بعبد المنعم الديلمي لأنه الآن في نظرهم أصبح ورقة محروقة بجريدة الصباح .
من الأكيد أن تحفة لا يعلم تفاصيل هاته الأمور ووقع ضحية التضليل ، ولا يعلم أن هذا الذي زوده بهاته المعطيات أو المغالطات إنما هي معطيات ساذجة وبليدة ، لكن حتى تحفة تعامل معها بنفس البلادة والسذاجة وحاول أن يربط دنيا باطما بسيدة قال إن الديلمي كان متزوجا بها عرفيا ، وما يؤكد أن هاته المعلومة ساذجة جدا ، هو أنه لا يوجد بالمغرب شيء اسمه الزواج العرفي أو المسيار أو المتعة ، إضافة إلى أن تلك السيدة لا يمكن أن تكون صديقة لدنيا باطما لأن سنها يتجاوز بكثير سن دنيا ، وفرق كبير بينهما ، فالسيدة لها اهتمامات أخرى وتفكيرها بعيد جدا عن باطما ، لا يمكن أن تجمعهما مصالح مشتركة ، وليس هناك ما يبرر أن تكون السيدة على علاقة بالمغنية باطمة ، فهذا ربط نسميه نحن بالربط الساذج الذي لا وثاق له، والذي لا وثاق له غير موثوق به ، ويعتبرمجرد شطحة من الشطحات فقط ، فالسيدة سميرة البقالي فاعلة جمعوية معروفة ، وبحكم خبرتها فإنها تعمل على إدماج الفتيات بسوق الشغل بعد مغادرتهن مراكز حماية الطفولة ، ولأنها تقوم بأعمال الخير فإن الذي زود تحفة بهذا المعطى حاول أن يضيف إليه معطى خبيث ذكره تحفة عبر الفيديو ليضفي نوعا من التضليل عبر كلامه ، ثم زاد في سذاجته بأن قال أن السيدة البقالي ليس هذا هو اسمها الحقيقي بل تم تزويره لأن لها علاقة بقضية “CIH” ، والمضحك والمثير للسخرية أنه قال أنها ظهرت في الإعلام العمومي عبر القناة الثانية ، فهل القناة العمومية يمكن لها أن تقوم بإظهار شخص دون أن تعرف حقيقته وأصله وفصله ؟ ولو كان كلامه صحيحا هل ستستطيع هاته السيدة أن تجازف بسمعتها ومكانتها داخل المجتمع وتظهر في التلفزيون ونحن نوجد في العالم الرقمي إن عرفها سيفضحها من المحيط إلى الخليج ؟ وهل هي ساذجة لهذا الحد أن تظهر وهي متورطة في قضية حسب زعمه وتعتقد بان لا أحد سينتبه إليها ووحده السيد تحفة هو الذي سينتبه إليها من ضمن قرابة ال 35 مليون نسمة ويأتي ليخبرنا لأنه هو الوحيد الذي فطن بالأمر ؟ فأي حمق هذا وأي سذاجة بالغة هاته وأي كذب هذا الذي لن يصدقه حتى طفل غر ؟ طبعا هذا الكذب صدقه تحفة وحده من مزوده ومرره دون تمحيص ولا تدقيق .
إن الشخص الذي يمرر لتحفة تلك المعطيات المغلوطة يعرف خبايا جريدة الصباح ، لكنه لا يمرر له الحقيقة بل يعطيه ما يخدم مصالحه ويصفي به حساباته مع قضاة ومحامين بعينهم ، وهنا لا بد أن نطلب من تحفة أن يكشف لنا عن المقابل الذي تلقاه من أجل إنجاز هاته السلسلة من الفيديوهات ، هل هو مقابل مالي أم عقاري أم وساطة من نوع ما لقضاء المصالح ؟ وكل هاته الخدمات بطبيعة الحال ستستفيد منها السيدة الفاضلة مي الزمورية داخل المغرب حفظها الله وأطال عمرها وابعد عنها المال الحرام .
وباختصار شديد ، فالشخص الذي يزود تحفة بالمعطيات المغلوطة هدفه الأساسي هو حرق عبد المنعم الديلمي من أجل ألا يعود للمجموعة الإعلامية من جديد ، لأن المرحلة الانتقالية للمجموعة تقتضي منه الحضور بين الفينة والأخرى إلى حين تسليم مفاتيح الإدارة بأكملها ، وأراد هذا الشخص أن يظهر ولاءه للإدارة الجديدة وبأنه غير محسوب على الديلمي ، واختار يوتيوبر غير مقيم بالمغرب ليمرر بواسطته ما يخدم مصالحه ، لأن تحفة غير مقيم بالمغرب وبالتالي سوف لن يتعرض للمتابعة ويفضح سره .
إن ما هو مؤكد الآن أن ما روجه تحفة عبر الفيديو المذكور كله كذب ، وما هو معروف عن هذا الشخص الذي يمرر المغالطات لتحفة بأنه سيذهب عند الديلمي الآن ويقول له عليك أن تضع شكاية لدى النيابة العامة حتى يظهر بصورة البريء ، لكن الديلمي معروف عليه بأنه لا يحب الشوشرة وهو اختار بيع المجموعة ليستريح ويتفرغ للأنشطة الجمعوية .
لقد وصلنا يا سادة إلى الزمن البئيس ، الزمن الذي يصبح فيه شخص له مكانة داخل جريدة يستعين بيوتيوبر من أجل التحدث بلسانه ويمرر رسائله ، إنها مهزلة المهازل ، عندما تصبح جريدة رأسمالها الملايير ويصبح شخص مثل تحفة يتكلم باسمها .
وبين هذا وذاك أين هي النيابة العامة من كل هذا ؟ لماذا لا تتحرك تلقائيا والرجل يظهر في فيديوهات يكيل الاتهامات لأحد رموز الصحافة الوطنية ؟ أليس من واجب النيابة العامة حماية المواطنين والمواطنات ؟ كيف لنا أن نترك رمزا من رموز الصحافة الذي له تاريخ نظيف بأن يكون عرضة للنيل من أمثال تحفة ؟ فهل ستنتظر النيابة العامة حتى يضع الديلمي شكاية ويقارن نفسه بتحفة ؟
عيب وعار أن نترك رموزنا الوطنية عرضة للنهش في هذا الزمن البئيس من طرف يوتيوبر أصبحوا أداة لتنفيذ أجندات معينة ، وما نعرفه عن النيابة العامة أنها تترصد الجرائم الإلكترونية ، أو ليست هاته جريمة إلكترونية تستلزم فتح تحقيق للوقوف عند حقيقة الأمر وفك هذا اللغز للوصول إلى من يزود تحفة بهاته المعطيات وعندما تصل إليه تفحص ثروته ورصيده البنكي …الخ
إن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الرأي العام أن تحفة لا يتضامن مع المديمي ، بل يضره كلما ذكر اسمه في الفيديوهات ، بدليل أنه أحيانا يقول بأن المديمي لم يكن يعرف هاته الأمور وبأنه أي تحفة أشرس منه ،بمعنى أنه يريد تبخيس كل مجهودات المديمي ويركب على كل ما حققه من نضالات حقوقية ، فهدفه هو الإضرار به وليس التضامن معه ، فكيف لشخص متابع في قضية اغتصاب ابنته أن يعلن تضامنه مع شخص حقوقي ما زال تاريخه إلى حدود الآن نظيفا ، ونحن نعلم أن الاشياء المتسخة دائما ما تحاول الالتصاق بالشيء النظيف حتى تظهر للناس أنها نظيفة ، لكن للأسف يحدث أن تتلوث حتى الاشياء التي كانت نظيفة نتيجة هذا الالتصاق ، لأن التلوث غالبا ما يطغى عن النظافة .
المديمي ليس بحاجة اليوم لتضامن تحفة معه ، فعندما كان يخرج للشارع ويحارب الفساد لم يكن حينها تحفة مساندا له ، والآن يريد الركوب على قضيته خدمة لمزوده بالمعطيات المغلوطة والذي لم يستطع استقطاب المديمي ليمرر عن طريقه الرسائل المشفرة .
للأسف لقد أصبحت ظاهرة اليوتيوبر موضة جديدة يتم استغلالها من أجل تصفية الحسابات ، وهذا ناتج عن غياب صحافة حرة ونزيهة ببلادنا ، فلقد استغل تحفة وأمثاله هذا الفراغ ، وتحولوا إلى أدوات مسخرة لتنفيذ ما يقال لهم بمقابل ، فالذي يعتقد بأن تحفة يقوم بذلك بالمجان عليه أن يزور مستشفى المجانين، وإذا كان تحفة قد أوهمه مزوده بالمعطيات المغلوطة بأنه سيحميه من أي متابعة وسيسهل له أشياء نظرا لعلاقاته فأيضا عليه زيارة مستشفى المجانين ، فالذي يزوده اليوم بالمغالطات يمكن أن ينقلب عليه غدا عندما يقضي مصالحه وإن غدا لناظره قريب …وللحديث بقية
شارك هذا المحتوى
هذا الملف شائك وخيوطه متشتبك ولكن كل خيط له نهاية مهما زاد طوله.
مقال يحمل حقائق ومغالطات، لأن الحقوقي شئتم أو أبيتم بمعية مشتكية في الملف كانا أول من جند تحفة لضرب كل من أرادوا ابزازه بإقحامه في الملف. لعبة قذرة كان رأسها المديمي ومن يختبئ وراءه وكل شيء كان مدروسا منذ الأول حتى كونوا عصابة هرمية في اليوتوب وعلى أوض الواقع. وما يريد إبعاده تحفة هو إفشاء سرية البحث والنصب بإسم حقوق الإنسان وتقاضي مبالغ كبيرة من أجل الوقفات والمواقف التي ترونها بطولية. فلا يوجد بطل في هاته القضية!