
الأنباء بوست
في وقت لم يعد فيه المجال الصحفي يحتمل المزيد من الفساد واستغلال النفوذ، يبرز يونس مجاهد وعبد الله البقالي كرمزين لنهج ريعي يتجاهل مصالح القطاع بأكمله. وما يثير القلق ليس فقط استهتارهما بالقانون، بل أيضاً عدم إدراكهما لأهمية الشفافية والمهنية في عملهما. وكأن هذا القطاع وحقوق العاملين فيه ملكية خاصة يتلاعبان بها كما يحلو لهما.
في فضيحة أخرى تضاف إلى سلسلة الفضائح التي تخلق التوتر والتذمر بين صفوف الصحافيين والصحافيات، سارع المجلس الوطني للصحافة، أو اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون القطاع، لإصدار بلاغ يدعو الصحفيين لتجديد بطاقاتهم المهنية أو طلبها لأول مرة. لكن الشروط التي تم وضعها تخالف القانون جملة وتفصيلا وتخالف بشكل صارخ المادة 16 من القانون 88.13 المنظم للصحافة والنشر. وعلى ما يبدو أن مجاهد ورفيقه البقالي لا يكترثان لهذا النص القانوني، أو يجهلانه.
يعمل يونس مجاهد ورفيقه في الجهل عبد الله البقالي، في تجاوز صارخ، على فرض سلطتهما على القطاع بتقويض صفة “مدير النشر” التي يمنحها القانون عبر النيابة العامة، وكأنهما يسعيان لرسم أنفسهما كأوصياء على المهنة. وهذا ليس إلا قمة جبل الجليد في سلسلة من الانتهاكات للقانون والشطط في استعمال السلطة، وكأن الهدف هو إقصاء كل من يقف في وجه مصالحهما الشخصية.
والأكثر من ذلك، فإن تجديد البطاقة عبر المنصة لم يذكرها المرسوم الخاص بتحديد كيفيات منح البطاقة وتجديدها، ما يؤكد الاستهتار بالقانون والتلاعب بمؤسسة التنظيم الذاتي من طرف يونس مجاهد وعبد الله البقالي. إذ أصبح واضحاً أن هناك محاولة للسيطرة على القطاع ومحاولة لخلق بيئة تعزز من مصالحهما الخاصة على حساب المهنة نفسها.
لقد كان يونس مجاهد يُنظر إليه يوماً كرمزٍ للتحولات في قطاع الصحافة والنشر، لكن الزمن تجاوزه. والقطاع الآن، خاصة في عصر يزخر بالشباب المثقف، الواعي، والطموح، يتطلع إلى غدٍ تُبنى فيه الصحافة على الشفافية والمهنية وحرية التعبير.
مع بقاء يونس مجاهد والبقالي على رأس هذا القطاع، والمغرب يواجه تحديات كبرى، فإنه من اللازم استئصال أمثالهما وتمكين القطاع في يد قيادة شابة متشبعة بفهم التحولات الرقمية والمجتمعية التي تعيشها البلاد. فقد حان الوقت لإفساح المجال لمن يملك الرؤية الجديدة والطموحات التي تخدم مصلحة الصحافة والمجتمع بأسره.
إن الانتقال إلى قيادة شابة قد يكون الحل الأمثل لتحقيق إصلاح حقيقي في القطاع، حيث يجب أن تكون الأولوية لتمكين الجيل الجديد من الصحفيين الذين يفهمون التحديات المعاصرة ويستطيعون التفاعل مع القضايا التي تهم المجتمع. و استبعاد الوجوه القديمة قد يُفضي إلى مزيد من الشفافية والمهنية، وهو ما يحتاجه القطاع بشدة في هذه المرحلة الحرجة.

شارك هذا المحتوى