من ورط إبراهيم الرشيدي في استغلال الزاوية البودشيشية بالحملة الانتخابية ؟

الأنباء بوست / حسن المولوع 

انتشرت على نطاق واسع عبر الفيسبوك و تطبيق الواتساب ، صورة يظهر فيها المحامي الشهير ابراهيم الرشيدي ، المرشح للاستحقاقات التشريعية بالدائرة الانتخابية مقاطعات أنفا بالدار البيضاء عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وسيدة من قلب منزلها ، ويظهر فيها كذلك شخص يحمل آلة تصوير يلتقط لها صورا ، من أجل استغلالها في الحملة الانتخابية .

واستنكر عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا السلوك ، معتبرين أنه اقتحام لحرمة البيوت ، وأن التقاط صورة لسيدة من قلب منزلها ينافي الأخلاق المغربية التي تأمر بصون حرمة أي بيت ، ويخالف أيضا المبادئ العامة للقانون التي تمنع التقاط ونشر صور شخص دون إذنه ، فما بالكم إن تم استغلال صوره في الحملة الانتخابية التي ستنتهي وستبقى الصور تتنقل عبر فضاءات التواصل الاجتماعي وكل يستعملها حسب أي سياق .

وبدت السيدة الظاهرة بالصورة رفقة المحامي الرشيدي وكأنها تنتمي للطبقات الاجتماعية الهشة طالبة الصدقة ، وأن المرشح زارها لاقناعها بالتصويت لصالحه من أجل انقادها من براثين الفقر والهشاشة ، لكن الحقيقة الصادمة أن السيدة حسب ما استقيناه من معلومات هي أرملة شيخ من شيوخ الطريقة البودشيشية بالدار البيضاء ، لكن عند نشر الصورة لم يتم توضيح الأمر من الذين نشروها ، الشيء الذي لن يروق أرملة الشيخ ومكانتها الاجتماعية .

مصادر الأنباء بوست أفادتنا بأن الزيارة “تمت برمجتها بدعوى تقديم العزاء للسيدة ، فبدا في ظاهرها نعمة لكن في طيها نقمة ، إذ أنه تم استغلالها في الحملة الانتخابية ” مضيفة ” وقد ألتقطت مجموعة من الصور لها والسؤال المطروح هو من سمح بذلك ؟ وتم نشرها لغاية في نفس الذي أوحى للمحامي الرشيدي القيام بهذه الخطوة غير المحسوبة ، وذلك من أجل إرسال رسائل مشفرة لمن يهمهم الأمر ، من أجل الفوز بالمقاعد سواء البرلمانية او الجهوية او الجماعية ”

وفي السياق ذاته أضافت مصادرنا ” الذي أفتى بهذه الفتوى وهو طالب في السنة الأولى بسلك الدكتوراه، اعتقد أن سلطة الزاوية باعتبارها قوة سياسية وازنة، استطاعت أن تفرض نفسها على المخزن كسلطة محلية قائمة بذاتها و القوة السياسية الوحيدة التي كانت تنافسه في إحدى أهم رموز مشروعيته السياسية حسب ما قرأه هذا المفتي في بعض الكتب ، أنه يمكن تبني ما قرأه دون فهم واستغلاله في هذه الظرفية الانتخابية عبر التمسح بالزاوية لنيل المراد الانتخابي والظفر بالمقاعد بعد فشل الحملة الانتخابية ، وعدم القدرة على اقناع الناخبين من أجل التصويت لصالح الوردة ”

وإذا كان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يرفض رفضا قاطعا استغلال الدين في السياسة والابتعاد عن المساجد خلال الحملة الانتخابية ، فإن هذه الواقعة أظهرت العكس وبينت وجها من أوجه التناقض التي يقع فيها بعض من مرشحي ومرشحات حزب الوردة ، فمتى كان حزب الشهداء يتمسح بالزوايا ؟ ومتى كانت الزاوية تدعم الوردة ؟

مصادر الأنباء بوست أشارت إلى أن صاحب هذه الفتوى لن يكون الا جواد رسام صاحب الخطط الفاشلة دائما ،على حد تعبيرهم، مضيفة أن خطته هاته ورطت المحامي ابراهيم الرشيدي مع الرأي العام خاصة عموم الناخبين والناخبات ، واثرت بشكل سلبي على حملته الانتخابية، وسيكتشف بعد نهاية الانتخابات أنه صرف ملايين كثيرة على الحملة وما كان ليصرفها ، وسيفطن بذلك متأخرا كما فطن كمال الديساوي سابقا ، حينما كان رسام مرتميا في حضنه كخادم له .

جواد رسام هو أيضا مرشح بانتخابات أعضاء مجالس المقاطعات بسيدي بليوط ، ويبدو أن حملته الانتخابية يمولها له الرشيدي الذي سيكتشف أنه يسكب الماء فوق الرمل ، دون تحقيق النتيجة المرجوة .

وخلال الحملة الانتخابية للمحامي ابراهيم الراشدي بآنفا ، لوحظ فيها حمل إطارات خشبية بها صوره بجلباب أبيض وشاشية حمراء إلى جانب الزعيم المرحوم عبد الرحمان اليوسفي بنفس اللباس الموحد، ومن المرجح أن الصورة تعود إما خلال افتتاح دورة من الدورات التشريعية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، وإما خلال حضور مراسيم الاحتفال بعيد العرش ، وقد تم استعمال الصورة من أجل اقناع الناخبين بالتصويت في الوقت الذي كان يجب اقناعهم بالبرنامج الانتخابي خاصة وأن الحزب رفع شعارا جديدا” المغرب اولا تناوب جديد بأفق اجتماعي ديمقراطي ” و كان يجب استثماره في الحملة الانتخابية بأساليب جديدة وليست بممارسات قديمة لا تتناسب وجيل ال 2021.

وعلى ما يبدو فإن المحامي الرشيدي يوجد الآن في ورطة، ووقع ضحية سماسرة الانتخابات الذين أفشلوا حملته الانتخابية ، واشترى منهم الوهم الذي سيخيب الآمال والتوقعات ، وسيصبح مروره هو لوحده صعب المنال ، نظرا لفشل الحملة الانتخابية وعدم التنسيق، ما ينذر بفقدان أصوات انتخابية كثيرة ، وأن الصورة المنتشرة أثرت بشكل سلبي على سير الحملة ، وإذا لم يتم تدارك الأمر خلال الأيام المقبلة من عمر الحملة الانتخابية، والقيام بها بالشكل الصحيح ، فإن النتيجة ستكون حتما سلبية إذا استمرت الأمور كما هي عليها واتباع فتاوى جواد رسام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *