الأنباء بوست / حسن المولوع
لا تزال قضية نجل الزعيم محمد زيان ، الوزير الأسبق لحقوق الإنسان ، لم تنته فصولها بعد، وما يزال الغموض يلف تفاصيلها بسبب ضعف الأدلة غير المتماسكة فيما بينها ، ما يجعل الغرض من اعتقال ناصر الدين زيان أو متابعته في حالة اعتقال هو الإنتقام بشكل مباشر من زيان الأب عن طريق ابنه ، حسب رأي العديد من المتتبعين لهاته القضية منذ بداياتها الأولى .
وفي تصريحات لوسائل إعلامية مختلفة ، قال علي زيان المحامي بهيئة الرباط والعضو لهيئة الدفاع عن ناصر الدين شقيقه “إن الغرض من هذا الاعتقال هو الانتقام من محمد زيان باعتباره شخصية مؤثرة ولاقت اعجاب شريحة عريضة من الشعب المغربي ” مضيفا ” وبحكم أن الانتخابات على الأبواب فقد جرى الاعداد لهذا السيناريو الذي تنقصه الحرفية من طرف من صنعوه ” معتبرا أن ذلك “يدخل في إطار سلسلة من المضايقات التي يتعرض لها النقيب زيان في السنوات الأخيرة كان آخرها توقيفه عن مزاولة مهنة المحاماة لمدة سنة” مؤكدا في السياق نفسه “أن قضية ناصر الدين زيان هي قضية سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالقانون وأن أي حكم عليه سيكون سياسيا لغرض في نفوس الذين أصبح يرهبهم النقيب محمد زيان بعدما فقد المغاربة ثقتهم بالسياسيين لكنهم وضعوا ثقتهم وآمالهم في زعيم الحزب المغربي الحر وبالخصوص آهالي الريف الذي شهد حراكا اجتماعيا تاريخيا “.
ويعد زعيم الحزب المغربي الحر ، محمد زيان من أبرز المعارضين بحكمة على الصعيد الوطني ، ليس معارضا للنظام بل لبعض السياسات المنتهجة ، ففي الوقت الوقت الذي أصبح جسد المعارضة منخورا ، وأضحى نجم الصحافة آفلا ، صعد نجم النقيب محمد زيان عاليا ، وانخرط في مسلسل نشر الوعي العام داخل المجتمع ، وفضح بعض الوجوه التي تسببت في عرقلة النمو الاقتصادي ، والانتقال الديمقراطي ، وساهمت بشكل أو بآخر في اجهاض الحلم بمغرب مثل فرنسا وإسبانيا القريبة من المغرب ، وألمانيا، فيما يتعلق بالحقوق والعيش الكريم .
وإذا كان ناصر الدين ، نجل محمد زيان لم يتم اعتقاله بسبب معارضة أبيه لبعض الجهات ، وتم اعتقاله بشأن “ماركة” للكمامات ، فإنه من الضروري جدا أن تتحرك الجهات المسؤولة ذات الصلة ، وتنخرط بشكل تلقائي في مسلسل الاعتقالات في حق الذين يُصَنِّعون ويبيعون كمامات وهي تحمل شعار المملكة المغربية “التاج”، دون الحديث عن باقي الماركات مثل “أديداس ، نايك ، الرجاء ، الوداء ، باربي …الخ ” بحكم أن التاج لا يحق لأي أحد استغلاله من دون مؤسسات الدولة ، وبالتالي فإن الأولى والأحق هو حماية شعار المملكة الشريف من الاستغلال ، إذ أن ماركة الكمامات التي اعتقل بسببها ناصر الدين ، لاقيمة لها أمام شعار المملكة ، فالأجدر هو التحرك في هذا الباب لأنه يعد نصبا واحتيالا واستغلالا وتضليلا باسم “التاج ” الشريف .
وأمام هذا المعطى الهام سيكون القضاء بالمحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع ، الدار البيضاء في موقف حرج ، لو نطق بالحكم لصالح شركة أمريكية وهو يعلم ان شعار مملكة بأكمله يتم استغلاله دون أن يبالي به أي أحد ، خصوصا وأن الشركة الأم التي تملك “الماركة ” لا وجود لممثلها القانوني في الملف، وأنه جيء بإمرأة تنصب نفسها في هذا الملف حسب تصريحات لدفاع ناصر الدين للصحافة ، ومن هذا المنطلق وجب فتح بحث معمق معها لأنه من المحتمل ان تكون ضمن شبكة لغسيل الأموال وهي لا تدري (…) ، وعلى هذا الأساس فإن شعار المملكة اولى وأحق بالدفاع عنه من ماركة هي في الأصل غير معروفة وما جعلها مهمة الا لكونها أمريكية ، وكأن أمريكا هي الإله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حتى يتم خلق هاته الهالة وتضخيم الملف ، في المقابل لايجد شعار المملكة الشريفة من يحميه ويدافع عنه بهاته الشراسة .
إن قضية ناصر الدين زيان ، الذي تم القضاء على مستقبله بسبب هذا الاعتقال ، هي قضية يُستعصى فهمها مهما طال شرحها ومحاولة اقتناص بعض التصريحات من فريق دفاعه الذي هو في الأصل لم يجد رباطا قويا ، يجعل من التهم الموجهة لناصر الدين منطقية ، ويجعل مبرر متابعته في حالة اعتقال قويا ، الشيء الذي يؤكد فرضية اعتقاله هو الانتقام من أبيه ، وهي فرضية قوية جدا ، حسب رأي العديد من المتتبعين ، والذين اضافوا في السياق نفسه بأن هناك إرادة للعب على أعصاب النقيب زيان ، حتى يصاب بالإنهيار أو بأي مرض من الأمراض ، وهذا يعد اغتيالا معنويا ، يشبه اغتيال الزعماء الكبار الذين عرفهم التاريخ وخلدهم بين صفحاته ، لأن النقيب محمد زيان أصبح مصدر ازعاج كبير ، وعنصرا خطرا يزعزع بعض الكراسي ، وبالتالي فإن أنجع وسيلة لاسكاته إلى الأبد ، هي الإغتيال ، وبالتالي سيتعزز قاموس الإغتيالات بمفهوم جديد على غرار “الموت البطئ” سيصبح هناك ما يسمى “بالإغتيال البطئ” ، وهذا النوع أشد وقعا من الإغتيالات التقليدية التي جرت للعديد من الزعماء في دول مختلفة .
إن العدالة في هذا الملف ، تقتضي الحكمة والتروي، لأن صرامة القوانين يتم تفعيلها في حق أخطر المجرمين ، او الذين يهددون النظام ، أو من يشتغلون لحساب أجندات خارجية لتهديد استقرار المملكة ، والحال أن النقيب محمد زيان ، خدم الدولة المغربية بإخلاص وكان محاميها في الوقت الذي لا يسمح فيه حتى التفكير في الخيانة ، وكان مخلصا ومازال لوطنه وملكه ، فالأجدر أن يتم تكريمه عن طريق الحكمة في هذا الملف ، ولا شك أن ذلك سيكون أفضل تكريم بعودة فلذة كبده ناصر الدين إلى حضنه ، ومن الصور التي ستظل راسخة في ذهن أي مغربي ، هو رؤية شقيقه علي زيان وهو يدافع عنه بشراسة وباستماثة ، إنه مشهد مؤثر جدا وهو يدلي بتصريحات أمام الصحافة بعزة وكبرياء ، يجعلك وانت ترى هذا المشهد تقول في نفسك من اين ذلك الشبل ؟ وستتلقى الجواب البديهي ، هذا الشبل من ذلك الأسد .
ومن هذا المنطلق فإن الحكمة أبلغ من لغة القانون ،أو أي منطق يبقي ناصر الدين بين اسوار السجن ،لأن مكانه الطبيعي هو مواصلة دراسته ومهنته ، وليست دنيا باطما بأفضل منه، وليس ناصر الدين هو الفاسد، بل هناك من كان يقرر اعتقال االناس بالفساد بكل انواعه، لكنه ثبت أنه هو في الأصل فاسد وقد شهد عليه من قرر اعتقاله ، لنقول في نهاية المطاف ،وشهد شاهد من أهلها، وصدق محمد زيان الزعيم الذي كان يقول ذلك دائما (…)
شارك هذا المحتوى
تحياتي الأستاذ النقيب المحترم ، و استمرارية موفقة بإذن الله.
أنا مواطن مغربي أتابع عن كتب جميع خرجاتك التي ينقلها الإعلام المغربي والتي تطالب من خلالها المسؤولين المغاربة بالإلتزام بالضمير المهني مع الحياد والتحلي بروح المواطنة الفعلية بالإضافة إلى دعم تطبيق مبدأ ” ربط المسؤولية بالمحاسبة ” وهو الشىء الذي حث عليه جلالة الملك في أكثر من خطاب .
الأستاذ زيان فأنت فضحت المغاربة المفسدين وأزلت الستار على مجموعة من الملفات التي كانوا ضحاياه عرضة لطمس حقهم على سبيل المثال لا الخصر :
بطل العالم الملاكم الفرنسي من أصول مغربية زكرياء مومني / الصحفي توفيق بوعشرين / الصحفي حميد المهداوي / الصحفيات عفاف برناني ، أمال الهواري و…..إلخ/ حرام الريف / المرحومة حنان بنت الملاح / شرطية الرباط التي أغتصبها رئيسها ثم أصبح يستغلها لأعمال السخرة ببيت والدته بحي الرياض / ضابط الجديدة التي تم توريط عبد اللطيف الحموشي بتسريبه معلومات تخصها من أرشيف إدارة الأمن / فضحك لأمر الطائرة الملكية التي ظبطت تهرب دهب طاطا / آبار الفضة بتنغير ….إلخ .
الأستاذ المحترم صراحتك في فضح المفسدين حسب النشار إليه أعلاه حيث كنا نتساءل دائما عن نوع التهمة التي سوف يلفقونها لك ، ورغم محاولاتهما التي باءت بالفشل فقد حاولوا مع إبنك بوسائل إثبات مزورة مثل التقرير الذي أنجزته وزارة الصحة المغربية التي أعتادت تزوير تواريخ إنتهاء استعمال الأدوية .
* بطل ال