
الأنباء بوست/ حسن المولوع
تحظى فاطمة الزهراء الورياغلي، نائبة رئيس المجلس الوطني للصحافة، بتقديرٍ عميق واحترام كبير من كافة الأطياف في الوسط الصحافي المغربي. فتاريخها النظيف ومكانتها المرموقة يجعلان منها مثالاً نادراً للنزاهة والاستقلالية، بعيداً عن أي انتماءات حزبية أو تحزبات مصلحية. إنها نموذج مشرف للمرأة المغربية المثقفة؛ ساعية دائماً إلى إيجاد حلول عملية لمشاكل الصحافة، وبلادنا في حاجة ماسة لأمثالها في قيادة المجلس الوطني للصحافة وتطويره.
ما يميز الورياغلي، إلى جانب كفاءتها، حضورها القوي واحترامها لدى أعلى الجهات في الدولة، وهو ما ظهر جلياً حينما كانت حاضرة ضمن مراسم توقيع 22 اتفاقية هامة بين المغرب وفرنسا داخل القصر الملكي بالرباط. إنها لحظة فخر لكل مغربي يرى في هذه الشخصية نموذجاً يحتذى به ويبعث على الثقة في مستقبلٍ مشرقٍ للصحافة المغربية، لو أُسندت إليها القيادة.
في المقابل، نجد الثنائي يونس امجاهد وعبد الله البقالي لا يمثلان سوى نموذج صارخ للاستغلال السيئ للنفوذ. فسلوكهما يفتقر إلى المهنية ويقوم على المزاجية وخرق القانون، فقد أضرا بسمعة المجلس الوطني للصحافة باستغلالهما لمواقعهما، وفرض قواعد غير منطقية وبطرق مزاجية تنم عن جهل مفضوح بإحداث نظام خاص رغم وجود قوانين مؤطرة لمهنة الصحافة والنشر ووجود مرسوم يحدد كيفيات منح وتجديد البطاقة المهنية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل فرض الثنائي أيضاً دفع واجبات الضمان الاجتماعي، متجاهلين أن هذا القرار يعود لصاحب المؤسسة، وأن الجهة المخولة بفرض الأداء هي مؤسسة الضمان الاجتماعي. وهذا يُظهر جلياً تجاوزاً صريحاً للصلاحيات، وكأنهما حارسان على مؤسسات أخرى، ويتضح تماماً إما جهل تام بالقوانين أو محاولة للسيطرة غير الشرعية على قطاع الصحافة، متناسيين أن دورهما في اللجنة مؤقت لتصريف أعمال المجلس، وليس لفرض تشريعات أو أحكام جديدة. وهذا التصرف يعكس رغبة مستمرة في خرق القانون وفرض نظم تفتقر للشرعية، مما يستدعي تدخل الجهات المختصة وعلى رأسها القضاء، ممثلاً في السيد عبد النباوي، لوقف هذا التسلط على قطاع الصحافة.
وبدورنا كصحافيين، ندعو إلى فتح تحقيق شامل في مالية المجلس الوطني للصحافة، وكشف ممارسات التلاعب بالنفوذ التي عرقلت سيره وأضعفت مصداقيته.
إن الوقت قد حان لإعادة هيكلة هذا المجلس وتحريره من سيطرة شخصيات تستخدم سلطتها لتصفية الحسابات الشخصية. وتطلعات الصحافيين المغاربة في هذه الفترة تتمحور حول إعادة الدور الحقيقي للمجلس الوطني للصحافة، وتنظيفه من التأثيرات الحزبية والمصالح الضيقة. ونرى أن فاطمة الزهراء الورياغلي هي الشخص المناسب لقيادة هذا التغيير، فوجودها في هذا المنصب سيفتح الباب أمام نخب جديدة وقوية قادرة على الارتقاء بالقطاع الإعلامي إلى آفاق أوسع، بعيداً عن الحسابات الشخصية والأجندات الضيقة.

شارك هذا المحتوى