
الأنباء بوست / حسن المولوع
أثار اسم مستعار على الموقع الإلكتروني شوف تيفي يدعى أبو وائل الريفي ، جدلا واسعا بخصوص المقالات التي ينشرها بانتظام تتضمن معطيات صادمة عن أشخاص يحملون صفات متعددة ، تشترك جميعها في محاربة الفساد والمفسدين، وانتقاد السلطة ، إلى غير ذلك من الصفات التي تجعلهم في نظر المجتمع من الصلحاء الأتقياء والأقوياء بمواقفهم ومبادئهم التي تنزههم عن فعل أشياء هم في الأصل ينتقدونها.
ورغم الانتقادات التي يواجهها أبو وائل من طرف الصف الذي منح لنفسه صفة الدفاع عن الشعب ، والهجوم على الموقع الذي ينشر عبره تلك المقالات ، إلا أنه يستمر في النشر ولا يبالي، وفي كل نشر يكثر الحديث عن هاته الشخصية الغريبة التي من دون شك انها قضَّت مضجع الذين تُذكر أسماؤهم المرفقة بمعطيات أسقطتهم من نظر المعجبين بنضالاتهم ، ولم يتم دحض تلك المعطيات بالحجة والبرهان من طرف المعنيين بالأمر أو امتلاك الشجاعة في توجيه شكاية لدى المحكمة تتهمه بالقذف ونشر أخبار زائفة إن كانت معطياته خاطئة ، كل ما رأيناه مجرد بكاء وعويل ، ومحاولة الهروب إلى الأمام قصد دغدغة العواطف واكتساب المزيد من المتضامنين الإفتراضيين .
وبدل أن يساهم هؤلاء في خلق نقاش عمومي ، عبر تقديم الحجة بصنوتها ، فإنهم طبقوا المثل الصيني الشهير ، الذي يقول ” أنا أشير إلى القمر والأحمق ينظر إلى إصبعي” ، وأخذ الجميع يبحث عمن هو أبو وائل ، وقال البعض بأنه هو نفسه إدريس شحتان مالك الموقع ومدير نشره ، فبماذا ستفيد الشخصية الحقيقة لكاتب المقالات أمام الكم الهائل من المعطيات ، فليكن هو شحتان أو كونان أو كريس كولمان ، الأمر غير مهم ، فالأهم هو الرد على تلك المعطيات بمقالات شبيهة توضح وتدحض ما قاله ، احتراما لنا كرأي عام ، بدل التباكي على جدران الفيسبوك والتغني بلازمة التشهير أو صحافة التشهير التي صارت لازمة بئيسة لا يصدقها عاقل ، فمتى كان فضح الفساد والمفسدين يسمى تشهيرا، ومتى كان بسط الحقائق بالدلائل يسمى تشهيرا ؟ واي بدعة هاته التي خرجت إلى الوجود والتي أصبحت تصنف الصحافة بتصنيفات لم نشهد لها مثيلا (صحافة التشهير، صحافة اسلامية ، صحافة حقوقية …) هناك صحافة واحدة وليست صحافات ، هناك صحافة مهنية فقط، التي تحترم قواعد المهنة المتعارف عليها، وأبو وائل يزاول المهنة بقواعدها ، يجمع المعطيات والمعلومات ويتحرى عنها قصد اعداد مادة ثم ينشرها ليخلق بها النقاش ، لا يهمنا من أين أتى بها ، فذلك يتوقف على الحنكة المهنية لكل صحافي ، ما يهمنا هو ما ينشره بشرط ألا تكون تلك المعلومات تم الحصول عليها بطرق غير شرعية ، ولا يتم السطو عليها كما فعل أحد الصحافيين في وقت سابق حسب ما يشاع ، أنه قام بالسطو على قاعدة بيانات بمساعدة عضو من أحد الأحزاب ، قصد انجاز تحقيق بخصوص أراضي لمسؤولين بالدولة ، وقد تم نشر هذا التحقيق ، وتم التصفيق لهذا الصحافي المغوار الذي لا يشق له غبار ، ولم يسأله أي أحد كيف حصلت على المعلومات التي بطبيعة الحال يصعب الحصول عليها ، ولم يعاتبه أي أحد على القيام بذلك وما هي خلفياته ، وخلق بتحقيقه النقاش ، وانتهى الكلام ، ولم يشتك أي أحد من التشهير ، بل اعتبر ذلك فضحا ، وفضح الفساد صفة محمودة شريطة ألا يتم فضحه بطرق فاسدة مثله، فهل فضح الفساد بوطننا يقتصر فقط على فئة دون أخرى ؟ هل المسؤول هو الفاسد ومراقب المسؤول أي المناضل من الصلحاء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟ من حقنا كرأي عام أن نعرف الحقيقة ونحن ننتظر التوضيح من الذين ذكر أسماءهم أبو وائل الريفي رضي الله عنه .
عندما كان كونان يكشف عن الجرائم كان متخفيا في شخصية غير شخصيته وجميعنا تابع تلك السلسلة الكرطونية ويعرف تفاصيلها ولم تكن معرفة شخصيته الحقيقية في غاية الأهمية إلا عند العصابة (…) ، وعندما ظهر حساب وهمي على التويتر لقرصان يسمى كريس كولمان، ونشر أكثر من 140وثيقة حساسة للدبلوماسية والمخابرات العسكرية المغربية ، لم يكن آنذاك أي أحد يقول بأن ما كان يقوم به يسمى تشهيرا بل كانوا يقولون إن ذلك يسمى فضحا، وانخرط الغالبية العظمى في مناقشة فحوى تلك الوثائق ، ووجدها البعض فرصة لضرب صورة المغرب التي لا تهم هؤلاء الذين يتبجحون في كل مناسبة بأنهم يفضحون الفساد والمفسدين وأنهم في صف الشعب بالرغم من أن هذا الشعب لا يعرفهم ولم يفوض لهم الدفاع عنه ، فمن يدافع عن الشعب عليه أن يكون منهم وإليهم ولا يتخذ من الشعب ذروعا بشرية لتصفية الحسابات مع أطراف معينة داخل الدولة .
إن العلاقة التي تجمع بين كريس كولمان وأبو وائل الريفي هي علاقة فضح ما يدور في الكواليس ، الفرق بينهما أن الأول كان يريد زعزعة الإستقرار وخلق البلبلة ، أما الثاني فهو وطني غيور على وطنه يفضح ما كنا نجهله ، ولقد استطاع الاقتراب من دائرة المعطيات ويحصل عليها بطرق شرعية طبقا لما تنص عليه الأعراف المهنية ، لا يهمنا أن يكون قريبا من المخزن أو يكون نبيا من أنبياء المخزن يوحى إليه ما يوحى ، ما يهمنا هو ما يكتبه، فالأفضل أن يكون نبيا للمخزن وألا يكون بين يدي قطر والإمارات والمنظمات إياها، ونحن ننتظر التوضيح من المعنيين بالأمر لأننا سئمنا البكاء على صفحات الفيسبوك ، ولا شك أنكم ستلاحظون العنوان التضليلي لهذا المقال، فهو متعمد بغية إيصال فكرة مفادها، أن هناك من قام بتضليلنا لسنوات بشعارات كبيرة على أساس أنها الحقيقة ولما نزل نبي المخزن رضي الله عنه ، كشف الحقيقة وأصبنا بالصدمة والذهول ، لأننا صدقناهم على سجيتنا العفوية، سيبقى ما كتبه أبو وائل الريفي حقيقة ثابتة إلى أن يثبت العكس .

شارك هذا المحتوى