الأنباء بوست / حسن المولوع
وصلتني تدوينة لصاحب هذا الحساب الفيسبوكي عبر تطبيق الواتساب ، وأصبت بإستغراب كبير ما جعلني أتساءل مع نفسي ، من هذا الذي يرفع التحدي وما هي صفته وقوته ؟ وهل له من الزاد ما يجعله ينفخ صدره وينفش ريشه كالديك الصائح الذي يحسب أن الشمس لا تشرق إلا بصياحه…؟
بحثت قليلا عن صاحب الحساب ووجدته فتى مدلل من أبناء التسعينيات ، ليس له ريش كالديك ، بل ما يزال كالكتكوت وعظمه طري وزاده لا يكفي ، كل ما هنالك أنه يسمع من هنا ويكتب هناك ، يسمع من الشيخ الكبير ويصيح بصياح الديك، والشيخ يعجبه هذا الصياح لأنه يزعج به جاره الذي بنى عمارة وهو بقي في داره منذ سنوات السبعينيات ولم يضف أي طابق او يصلحها، وفي ذلك فليفهم الفاهمون، وما كل شيء يقال (…)
خلال رحلة بحثي في سيرة هذا الفتى المدلل أشفقت عليه كثيرا لأنه من المغرر بهم ، واني أراه كذلك التائه في صحراء قاحلة ليس له هدف ولا بوصلة ، ولا زاد ولا عتاد ، سلاحه مجرد اوهام التصقت في دماغه بعد غسله ، حتى صارت أخته التي خرجت من نفس البطن الذي خرج منها تقول له “أنت غي تتخربق ” ، وبالمناسبة فاخته يحكى عنها أنها انسانة طيبة و سيدة أعمال وتختلف عنه باختلاف الشرق مع الغرب …
لقد أوهموا هذا الفتى أن بصنيعه هذا سيحظى باللجوء السياسي ، وهو يمني نفسه بأن يصبح مشهورا وما عليه إلا ترديد كلمات بدون فهم من قبيل ( البوليس السياسي ..الحموشي ..المخزن..العصابة الحاكمة ) ويسخر حسابه الفيسبوكي لهذا الغرض ، لدرجة أن عدد الجيمات والتعليقات أغرته، وتوهم بشهرة مفترى عليها محدودة النطاق تنتهي بمجرد اغلاق الحساب الفيسبوكي ، وهي في الحقيقة “تبياع العجل ” كما وقع مع إحدى الشابات المسماة (س.ع) والتي تم دفعها إلى أن اصطدمت بالحائط ، والويل ثم الويل لمن يقول إن ما كانت تنشره هو سب وقذف واضح، فمن يقول هذا الكلام سيتم اتهامه بالعمالة والاشتغال مع البوليس .
دماغ هذا الفتى جعله يتوهم أشياء أكبر من سنه ومستواه ومركزه الاجتماعي وتجاربه في الحياة وقدرته على التحليل ، لدرجة أنه تعرض مؤخرا لمحاولة سرقة نظرا لان المكان الذي تعرض فيه لذلك يعرف العديد من الأحداث المشابهة ، فقام باصطناع سيناريو أن الأمر يتعلق بمحاولة إغتيال لأنه وحسب وهمه أن ما ينشره على حائطه أزعج جهات نافذة في البلاد وان هذه الجهات خططت ودبرت المكيدة لهذا الانسان المزعج وقرروا اغتياله ، لكن محاولتهم هاته باءت بالفشل لأنه قوي جدا وأفشل مخطط اغتياله ، فعندما سمعت بهذا الكلام تساءلت مع نفسي من يكون هذا ، أيعقل أن يكون المهدي بنبركة ؟ لكن عندما بحثت قليلا وجدته فتى من الفتيان المغرر بهم …
أليس هذا الامر مضحك للغاية ؟ ولكنه ضحك كالبكاء لأننا نرى فتيانا من هذا النوع يتوهمون أشياء لا وجود لها الا في خيالهم كمثل هذا الفتى الذي يثير الشفقة لأن من أفتى عليه هذا السيناريو أراد به ضرا ، لدرجة أنه وزع الاتهامات على الناس يمينا و شمالا واختار المشاهير منهم والذين لهم صفة ومركز اجتماعي ، ولا يعلم المسكين أن أي اتهام بدون دليل يقوده للمتابعة حينها سيعلم أنه وقع في المصيدة وان صاحب الفتوى ورطه ، وهو يفهم جيدا ما تعنيه هذه العبارة ، وكما قلنا سلفا ليس كل شيء يقال ولكل حادث حديث .
هناك من يقول أن ذلك الحادث تمت صناعته من طرفه ومن أفتوا عليه الفتوى وان من ضربوه يعرفهم جيدا لكن لن يكشف عنهم وذلك من أجل أن يعيش الدور على هواه و تسهيل عملية طلب اللجوء حتى يدعي بأن فعلا هناك جهة ما ارادت تصفيته ، وهناك قول آخر مناقض لهذا القول بأن هذا الفتى تعرض لمحاولة سرقة وعندما وضع شكاية لدى المصالح الأمنية بمهدية لم يساعدهم على الوصول للفاعل او الفاعلين بل قام بتضليلهم عندما ادعى أن الأمر له علاقة بكتاباته على الفيسبوك وأن الأمر يتعلق بمحاولة إغتيال ونحن نعلم أن مفهوم الاغتيال له دلالات بعيدة كل البعد عما يدعيه وذلك راجع إلى أنه ليست له أي صفة او مركز اجتماعي او عداوة دااخل المغرب او خارجه وليس بفاعل سياسي له خصومات سياسة ، هو شاب عادي جدا حاصل على دبلوم عادي كغيره من ابناء المغاربة لم يتوفق في الحصول على عمل وفق ما يطمح إليه ويتماشى مع أحلامه كاي شاب وهذا طموح مشروع لكن طموحه ربما سيصطدم بالجدار لأنه لم يقم بالعملية الحسابية جيدا وترك عقله يتحكم فيه غيره .
اعتقد الفتى أن المصالح الأمنية غبية يمكن أن تنطلي عليهم العبارات ” الغليضة والسمينة ” ولن تفطن بأي شيء وان فتى لم يعش “تحراميات ” الحياة يمكن أن يرقصهم على الواحدة والنصف ، ولا يعلم أن اعطاء معلومات بغاية تضليل الشرطة يعرض صاحبه للمساءلة ، وأن تشخيص دور في اي مسلسل ينتهي مهما طالت حلقاته وان الحقيقة يتم الاهتداء لها سواء اليوم أو غدا ، وما سيسفر عنه البحث سيضع النقط على الحروف
عندما يكتب هذا الفتى تدوينة بهذا الشكل يتحدى من خلالها مسؤولا كبيرا داخل الدولة ويتهمه بالحكرة على ولاد الشعب ، فهذا دليل على أنه لا يعرف ما يقول وانه أخذته العزة بالاثم ، فهناك تدوينات مشابهة تصب في هذا الاتجاه ولكأنه يفعل ما يفعل المريب الذي قيل فيه ” يكاد المريب أن يقول خذوني ” …
ليس هناك اي شخص مقدس بهذه البلاد وكل شخص قابل للانتقاد ، لكن الانتقاد له قواعده وله ضوابطه وله ناسه ، فليس العوام هم من يقومون بهذا ، بدعوى حرية التعبير ، فهذه الحرية لها ضوابط ومسؤولية ، فما هي صفة هذا الفتى حتى يرفع التحدي في وجه مسؤول كبير بالدولة ويتهمه بالحكرة على أبناء الشعب وكأن الجهاز المسؤول عنه يشتغل خارج نطاق النيابات العامة الموجودة بربوع المملكة ؟ وهذا في في نظري كلام غير مسؤول من طرف هذا الفتى ، ودائما أرجع واقول أنه مغرر به ، ولا أقول بأنه من الواجب على النيابة العامة أن تحرك بحثا في الموضوع لتتيقن من كلامه وعندما لا يعطي ما يفيد سيكون له مصير لا نتمناه له ، بل أطلب الهداية له وأن يجلس مع نفسه قليلا ويحصي خيباته وزلاته قبل فوات الاوان ، فهو اليوم فتى ، وغدا سيصبح شيخا ، اذن عليه أن يستغل أجمل فترة من حياته لتحقيق ذاته بعيدا عن منح عقله لغيره ويتحول إلى أداة للاستغلال …
أتمنى له بكل صدق مستقبلا مشرقا قبل الاصطدام بجدار الخيبة ، فكثرة اللايكات والتعليقات لن تقف مع اي كان أمام المحكمة ولن تكون مؤنسا في برودة الزنزانة ، فهناك من يتوهم أن العالم الافتراضي يمكن أن يتحول إلى واقعي، وهناك ايضا من يتوهم انه الاقوى بفيسبوكه او بقناته اليوتيوبية ويتوهم بواسطة ذلك بطولة مزيفة …
هذه البلاد لها رجالاتها ولن تنزعج يوما من الخربشات الفيسبوكية ، وانا أتعجب من بعض الاشخاص أنهم يعتقدون بأن المخزن له عواطف ، يغضب ويفرح ، يغضب ممن ينتقده ، ويفرح بمن يمدحه ، وهذا الفتى هو كذلك يحسب أن المخزن يمكن أن يغضب لمجرد تدوينة ويمكن بتدوينة أن تلعب دور البطولة أمامه ، فهو يتركك في وهمك غارقا حتى يفاجئك بعد حين ، بعدما يعطيك عددا من الفرص .
أتمنى من الفتى أن لا يقرأ السطور بالقدر الذي يجب عليه قراءة ما بين السطور ، قبل أن يصل الوقت ويكون وحيدا يردد مع نفسه يا ليتني كنت ترابا …
ملحوظة لا علاقة لها بما سبق :
القطار الفائق السرعة الذي يسمى البراق ينطلق من الدار البيضاء ولا يقف في المحمدية ، يقف في الرباط أكدال ويمر من محطة الرباط المدينة دون توقف ، ثم القنيطرة ، بعد ذلك تتضاعف سرعته ولا يتوقف إلا في طنجة نقطة النهاية ، بمعنى من كان يريد المحمدية فله فرصة أكدال ، ومن نسي النزول في أكدال من أجل العودة لها يمكنه النزول في القنيطرة ، وهذه آخر محطة/ فرصة …للأسف البراق لا يقف مباشرة في المحمدية وهذا أمر يجب النظر فيه من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية
شارك هذا المحتوى