
الأنباء بوست / حسن المولوع
لأن الموسم الانتخابي أضحى في مجمله موسما يثير السخرية والضحك ، لكنه ضحك كالبكاء على واقع سياسي كئيب وبئيس ، فإن الأخبار التي نتوصل بها من حين لآخر بهذا الخصوص، لا تخرج عن هذا النطاق .
وفق ما توصلنا به من معطيات من مصادرنا ، فإن البرلماني عن الاتحاد الدستوري ورئيس مقاطعة منطقة بن مسيك بالدار البيضاء ، محمد جودار ، أراد الدفع بابنه للترشح في الانتخابات المزمع اجراؤها في الثامن من شتنبر من السنة الجارية ، وأراد بذلك توريث ابنه المقاطعة المذكورة، فيما هو الأب أراد الترشح عن طريق اللائحة الجهوية بحزب الحصان .
المفاجأة ، هي ان حمار الشيخ سقط في العقبة كما يقال ، فبعدما أراد ابنه التوجه الى المصلحة المختصة من أجل الحصول على الشهادة الإدارية التي تثبت أنه مسجل في اللوائح الانتخابية ، لأن التسجيل في اللوائح يعتبر شرطا من بين الشروط الأساسية للترشح من أجل خوض الانتخابات ، سيكتشف أنه غير مسجل بها ، وبالتالي فإن قبول ترشيحه غير ممكن، طبقا للقوانين الجاري بها العمل .
مصادر الأنباء بوست أوضحت بأن ابن جودار قام بتسجيل نفسه عبر الموقع المخصص لذلك ، وعندما قام عون السلطة بأمر من قائد المنطقة لاجراء البحث المعمول به ، تبين بأن المعني بالأمر لا يسكن بالعنوان الذي أدلى به عبر الموقع ، وعليه فإن تسجيله مرفوض تماما ، حتى ولو قام بالطعن، فإن السلطة المختصة قامت بما يجب ولم تطبق الا القانون .
مصادرنا أشارت بأن جودار “أصبح منبوذا في المنطقة ومثار سخرية ، وهذه إشارة قوية على أنه سينزل من ظهر الحصان لأن العملية الانتخابية تحتاج وجوها جديدة وأن زمن الهيمنة والتوريث انتهى ” مضيفة في السياق ذاته ” إجراء الانتخابات يعني التناوب والتداول على تسيير الشأن العام وليس الخلود وتوريث الكرسي ، وعندما يصبح شخص وحيد هو من يترأس كل مرة المقاطعة، فإن ذلك فيه شك خصوصا عندما تتم الاستعانة ببلطحية في الحملات الانتخابية ”
وفي سياق متصل أضافت المصادر ذاتها ” لنكن واضحين ، لو أرادت السلطات المختصة تسجيل ابن جودار في سرية تامة باللوائح الانتخابية دون أن يخرج الخبر للرأي العام ، لقامت بذلك وتغاضت ، لكن الأمر فيه إشارة خضراء تلزم من جودار الأب التقاطها حتى يحافظ على ماء وجهه قبل أن ينهزم ويصبح سخرية بين الفاعلين السياسيين ”
ما حدث مع ابن جودار هو نفسه ما حدث مع حزب الاستقلال بالمنطقة ذاتها وإن اختلف السيناريو بعض الشيء ، حيث استقطب حزب الميزان أحد الميليارديرات للترشح باسمه ، ففرحوا كثيرا به واغاظوا به منافسيهم ، لكن سيكتشفون بعد ذلك أن الملياردير غير مسجل باللوائح الانتخابية ، وبالتالي فإنه لن يترشح .
هذه الطرائف الانتخابية ، تثير الضحك والبكاء على واقع السياسة والسياسيين ببلادنا ، واقع يجعل أي متابع يشمئز من الوضع ، ويحيله دون تردد الى العزوف ومنه إلى الالحاد السياسي ، وخصوصا عندما نرى أن منتخبينا يدعون الناس إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية وهم في الأصل لا يسجلون أهلهم و ذويهم.

شارك هذا المحتوى