
الأنباء بوست / حسن المولوع
يبدو أن البرلمانية ياسمين المغور فقدت الأمل في العودة إلى البرلمان بسبب كثرة أخطائها وتوريطها لرئيس الحكومة عزيز أخنوش وكل الحزب الذي أسسه صديق الملك الراحل الحسن الثاني، أحمد عصمان. ومن خلال منشوراتها يتضح أنها تعيش عقدة نفسية واضحة، وتنتهج سياسة “الأرض المحروقة”، حيث لا تترك أي فرصة إلا وتستغلها للإساءة والتصعيد، حتى ضد المواطنين الذين ينتقدونها.
ما نشرته البرلمانية على صفحتها في فيسبوك تحت عنوان “اعتذار”، ليس اعتذارا بالمعنى اللغوي أو الأخلاقي للكلمة، بل هو صرخة استهزاء موجهة للشعب المغربي، وكشف صريح عن النظرة الاستعلائية التي تحملها تجاه المواطنين.
في منشورها، اختارت المغور أن تعتذر للـ”ذباب” والـ”جراثيم” و”مزابل مواقع التواصل”، لتفضح من جديد سخريتها من أي صوت ناقد، وتحول الاعتذار إلى سخرية مفتوحة. فهي لا تعترف بخطئها ولا تتراجع عن إهانتها، بل تعيد إنتاج الشتيمة في قالب جديد، وكأنها تقول: “أنا أستمتع”. هذه اللغة ليست مجرد وقاحة، بل هي دليل على هشاشة نخبة سياسية ترى نفسها فوق النقد والمسؤولية.
لقد فضحت المغور نفسها أمام الجميع: لا حجة، لا فكر، ولا أي محاولة للجدال، فقط هجاء وسخرية من الناس الذين ينتقدونها، وتحويل المنبر الرقمي إلى مسرح لتأكيد السلطة المستعلية. فحتى اعتذارها أصبح وسيلة لاستعراض النفوذ السياسي، حيث تربط بين “المزابل” و”حزب التجمع الوطني للأحرار”، الذي، بحسبها، هو “الأقوى في الساحة السياسية” و”القربى من المواطنين”، وكأن الإهانة للشعب هي علامة على القوة والانتصار.
ما حدث يطرح سؤالا جوهريا ، هل هذا خطاب يمثل حزبا يحكم جزءا من الشعب، أم أنه خطاب شخصي يسيء لكرامة المواطنين ويكشف عن ازدواجية المسؤولية؟ هل يوافق عزيز اخنوش أن تكون هذه اللغة نموذجا لخطاب سياسي، أم أن الصمت هنا يعني رضوخا ضمنيا لتجاوزات صارخة ضد المواطنين؟
المغاربة ليسوا “جراثيم” ولا “مزابل”، ولا ذبابا إلكترونيا لتُستغل أسماؤهم للضحك أو جمع اللايكات والمشاهدات. لقد آن الأوان لحزب التجمع الوطني للأحرار أن يحدد موقفه من هذا العبث، قبل أن تتحول قبة البرلمان ومنصات التواصل إلى منصة للإساءة المباشرة، وكأن السياسة صارت مجرد مهزلة، والاختلاف مجرد فرصة للسخرية والاستهزاء.
المغور اختارت أن تستمر في المواجهة بنفس أسلوب الإهانة، مؤكدة أن نقاشها السياسي لا مكان فيه لأي صوت ناقد، وأن “الفليطوكس”، كما تسميه، سيبقى خطها الدفاعي ضد كل من يعارضها. فما لم تفهمه، هو أن الشعب لن يرضى أن يُهان بهذا الشكل، وأن الذاكرة الشعبية لا تنسى الإهانة، مهما حاول البعض تحويلها إلى مادة للضحك والسخرية.

شارك هذا المحتوى