الصحافي علي لمرابط يفضح من حيث لا يدري اليوتيوبرز زكرياء المومني بالأدلة القاطعة

الأنباء بوست / حسن المولوع 

نشر الصحافي علي لمرابط ، المنفي اختياريا بإسبانيا، فيديو مؤخرا على قناته باليوتيوب، أثار ضجة بالوسط الإعلامي المغربي ، تحت عنوان “ما أعرفه عن اعداء الوطن زكريا المومني ودنيا فيلالي ، وعن الكوميسير الحميد الشنوري :قضية زكريا المومني ” .

انتقد علي لمرابط من خلال الفيديو المذكور أو بالأحرى تهجم من خلاله على بعض المنابر الإعلامية ، متهما إياها بالعمالة لصالح الأجهزة الأمنية (المخابرات ) ، دون تقديم أدنى دليل، الذي يفترض أن يكون هو العمود الفقري لأي صحافي يدعي أنه يشتغل على جنس التحقيق الصحفي ، وأنه بدون دليل يصبح الكلام في هذا الباب مجرد استنتاجات شخصية كل واحد يبنيها من زاويته الخاصة ونظرته للاشياء التي تكون غالبا نتيجة تراكمات وضغوطات نفسية تطغى عليها الذاتية في أغلب الأحيان والتي تقود إلى الشخصنة وتصفية الحسابات .

وكعادة لمرابط، كال من السباب “المهذب” والشتم “اللطيف” لكل منبر إعلامي يخالف توجهه ألف مكيال ، بل لم يتوقف عند هذا كله بل تهجم حتى على التنظيمات المهنية ، منها النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي لم يرقه ردها عليه ببلاغ تضامني مع زملاء المهنة ، وتهجم على رئيس المجلس الوطني للصحافة في فيديو سابق ، ما يظهر بجلاء أن علي يقوم بتصفية حساباته الشخصية القديمة ، عبر الضرب تحت الحزام للمهنة بأكملها ، لابسا ثوب الصحافي تارة ، وثوب المناضل الفاهم لخبايا الأمور ثارة أخرى ، دون أدنى احترام للزمالة وأخلاق المهنة الواجب أن يتحلى بها أي صحافي وصحافية في العالم ككل .

الشيء “الحسن” الوحيد الذي يطبع إيجابا الفيديوهات التي ينشرها علي لمرابط على قناته أنها تكشف عن حقد دفين يعانيه ، يجعل منه متطرفا لا يقبل الاختلاف والحق في اختيار اي منبر إعلامي، الخط التحريري الذي يرغب فيه ، وتعطينا نظرة عميقة عن الأفكار التي يحملها والتصورات التي يتصورها ، وهذا شيء مفيد ، والأكثر من ذلك فيها اعتراف صريح عن نوع النضال الذي يلبس رداءه .

يحق لنا اليوم أن نعنون الفيديو الأخير الذي نشره على قناته ب ” جا يكحل لها العين ، عور جد باباها ” ، إذ أنه أراد الدفاع عن اليوتيوبرز زكرياء المومني الذي أنهكه سهر الليالي ولم يعد رياضيا ، ويبرر الأموال التي تلقاها ، والموثقة عبر فيديو ، لكنه سقط في المحظور وفضحه بأنه حين ذاك لم يكن زكرياء مناضلا ، وأن من حقه تلقي تلك الاموال نظير ما يزعمه من تعذيب تعرض له ، وأن من حقه أن يحصل على وظيفة بالقطاع الوزاري الوصي بحكم أنه بطل عالمي .

الواقع ان كل هذا الكلام جميل ، لكن ما أفسده هو عدم ذكر المعلومات كاملة ، وعلي لمرابط سيد العارفين ، أن نصف المعلومة يعتبر كذبا ، فمثلا لم يذكر أن زكرياء له مأذونية للنقل ولقريبه ، وبما أن علي يستند على وثائق كريس كولمان التي انتشر اغلبها على مواقع التواصل الاجتماعي ، فالمأذونيتان أيضا توجدان على مواقع التواصل ذاتها ، فلماذا أغفل هذا المعطى الهام الذي يظهر الصورة الحقيقية لهذا المناضل “المتصابي ” ؟ ثم بأي حق يحصل على مأذونية؟ ألا يعتبر هذا ريعا يناضل من أجله شريحة كبيرة من المغاربة على منعه ؟ وبأي حق يحصل على وظيفة وحملة الشواهد يعيشون العطالة ؟ وبأي حق يرغب في تلقي الأموال مقابل التعذيب الذي يزعمه ويدعيه هل الانسان يحكمه قانون الغاب ؟ لماذا لم يتم ذلك عن طريق مؤسسة القضاء سواء المغربية او في الخارج إن كان يؤمن بالقانون وليس بقانون الغاب هذا إن كان حقا صادقا في ما يدعيه من تعذيب ؟ وهنا يتبين انه أراد أخذ المال حتى لا تظهر حقيقة زعمه أنه تعرض للاختطاف والتعذيب واستبق الأمر ليحصل على ما يريد وتطوى الصفحة .

لقد سقط فعلا علي لمرابط في المحظور ، وظهر في قمة التناقض في هذا الاتجاه ، كيف لصحافي له نفس حقوقي أن يدافع عن شخص بتبرير الريع ، الذي هو من أموال المغاربة ؟ فالريع يسمى ريعا وإن ألبسته قناعا ، ومن يكون ضد الريع عليه أن يبقى دائما ضده ، لا يكون ضده عندما يحصل عليه أشخاص ، وعندما يتعلق بمن يريد الدفاع عنهم ، يقول هذا من حقهم لأن الجميع يتلقاه، كان الأجدر أن يمتلك علي لمرابط الجرأة والشجاعة ، ويقول لزكرياء المومني ، تلك الوظيفة ليست من حقك ، وتلك المأذونيات كذلك ، وكان عليك الترفع عليها ما دمت تريد أن تسير في خط النضال ، ضد المخزن .

الجميل في الفيديو المذكور للمرابط، وهذا هو الملفت للنظر ، أنه كشف لنا حقيقة المومني الذي لا يناضل من أجل الشعب ، بل يناضل من أجل نفسه ورصيده البنكي ، فلو حصل على ما يريد لوجدناه اليوم ، ضد علي لمرابط وغيره ، ولوصفه بعدو الوطن ، ولقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر ، أما والحال أنه لم يحصل على أراد ، فلقد أعطى لنفسه الحق في ممارسة النضال باسم الشعب .

لا يجب على علي لمرابط أن يعاتب أي أحد على تصوير زكرياء المومني وهو يقوم بالبيع والشراء والنصب ، لأن ذلك يدخل في إطار الدفاع الشرعي ، فأي جهاز استخباراتي في العالم له وسائله في الدفاع ، والمناضل الحقيقي يحتاط ويكون ذكاؤه يفوق ذكاء أي جهاز ، فماذا كان ينتظر زكرياء من الجهاز ؟ هل كان ينتظر منه أن يأخذه بالأحضان ويقول له أرجوك كن حملا وديعا معنا وسنعطيك ما تريد في الوقت الذي تريد وافعل بنا ما تشاء وقم بابتزازنا؟ .

إن السياية علمتنا أن الحكمة في التعامل مع الخصم هي سوء الضن ، وأستغرب من علي لمرابط أن تغافل عن هذه القاعدة الهامة ، معاتبا من قام بالتصوير ومدافعا عن ساذج صبي ليست له أدنى خبرة ويريد التكلم بلسان الشعب .

كان على علي لمرابط أن يمتلك الشجاعة ويعتذر من الجسم المهني الذي تهجم عليه وأهانه ، لأن ما فاه به ، لا يمت بصلة إلى اخلاق الشمال المغربي ، ولا لأخلاقيات المهنة ، فلنفترض أن تلك المنابر تشتغل لحساب الأجهزة الأمنية ، أليس هذا حقها في اختيار خطها التحريري كما يختار اي منبر خطه التحريري المناوئ ؟ أليس الصواب هو أن تكون هناك تعددية في الخطوط التحريرية وللمواطن الحق في الاختيار ، لبناء الموقف الذي يريد ؟ أليس من الذكاء أن نطالب الأجهزة الأمنية بإنشاء منابر إعلامية للتعرف على طريقة تفكيرها ؟

حان الوقت ليراجع علي لمرابط أفكاره وطريقة تناوله للمواضيع ونظرته للأشياء ، ولا احد يمتلك الحقيقة ، كل ما هنالك مجرد استنتاجات ، وما يقوم به علي مجرد استنتاجات لتصفية الحسابات ولا علاقة لها بجنس التحقيق الصحفي ولا بالشهادة التاريخية ، فالمؤرخ يُفترض أن يتحلى بالنزاهة أولا وأخيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *