
الأنباء بوست / حسن المولوع
شهدت قاعة المحكمة لحظة حاسمة ومثيرة خلال جلسة محاكمة الصحافي حميد المهدوي، حين تدخل المحامي علي رضا زيان، نجل النقيب المعروف محمد زيان، ليرد بحجج قانونية دامغة على مرافعة دفاع وزير العدل عبد اللطيف وهبي.
في تفاصيل الواقعة، طالبت هيئة دفاع المهدوي بعرض الأشرطة المصورة كاملة لفهم السياق العام للمقطع الذي يتابع على أساسه الصحافي، معتبرة أن اجتزاء الفيديو يخل بقرينة البراءة ويُضعف حق الدفاع. غير أن محامي وزير العدل اعترض، مدعيا أن “العبرة فقط بالجزء موضوع المتابعة”، مستشهدا بمثال مفاده أن “في حالة توثيق جريمة قتل، فإن ضابط الشرطة يكتفي بالمقطع الذي يُظهر لحظة وقوع الجريمة فقط”.
لكن المفاجأة جاءت من المحامي علي رضا زيان، الذي فند هذا الطرح بقوة وذكاء، قائلاً: “إذا كانت الجريمة موثقة عبر شريط فيديو، فمن البديهي أن يُشاهد كاملا لمعرفة السياق الكامل للجريمة. هل هي قتل عمد أم دفاع مشروع عن النفس؟”، معتبرا أن السياق جزء أساسي من تقييم الوقائع جنائيا.
رد زيان لم يكن عاديا، إذ أثار إعجاب رئيس الجلسة الذي أبدى اتفاقه التام مع طرحه، ما شكّل لحظة فارقة في الجلسة. كما حاز رضا زيان على إعجاب الحضور، الذين أشادوا بطريقته في الإقناع وسرعة بديهته، معتبرين أنه يسير على خُطى والده النقيب محمد زيان، المعروف بمرافعاته الجريئة وقدرته الفائقة على دحض الخصوم بالحجج القانونية.
المداخلة القوية للمحامي الشاب أعادت النقاش إلى جوهر المحاكمة العادلة، مسلطة الضوء على أهمية فحص الأدلة الكاملة بدلا من الاقتصار على أجزاء مجتزأة، وهي مسألة جوهرية في أي محاكمة عادلة تحترم حقوق الدفاع ومبدأ البحث عن الحقيقة.

شارك هذا المحتوى