
الأنباء بوست/ حسن المولوع
نشرت صفحة تابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تُسمّى “أخبار الاتحاد”، مقالا للكاتب الإقليمي محمد السوعلي بتطوان، وهو مقال يستدعي الرد القوي والبيان الجاد. والغريب أن هذه الصفحة التي تدّعي الدفاع عن الحزب تُدار من طرف شخص معروف بسلوكياته الإجرامية الإلكترونية، متشرد، مهدد للصحفيين بالتصفية الجسدية ، ومشهر بهم، ومستغل للنساء داخل الحزب، متسببا لهن بالإحراج والمضايقات.
وفي ظل هذا الواقع، كل ما يُنشر على هذه المنصة لا يخرج عن إطار الترويع والتزييف السياسي، وليس دفاعا عن الحزب أو الاستقرار، بل هو محاولة يائسة لتجميل واقع حزب أصابه الانحدار بفعل قيادته الحالية. فشعارات مثل “استمرارية وقدرة على التفاوض وصيانة موقع الحزب” مجرد كلام تسويقي فارغ، بينما تقول الوقائع على الأرض العكس تماما: الحزب فقد مصداقيته وأضحى ملفوظا اجتماعيا وسياسيا، ولا أحد يثق به داخل المشهد السياسي.
محاولات السوعلي تصوير المعارضة الداخلية بأنها “خروج عن الصف التنظيمي” ما هي إلا غطاء لفشل إدريس لشكر في إدارة البيت الاتحادي. فالأصوات المنتقدة ليست صاخبة بلا سبب، بل هي انعكاس سنوات من الفشل في البناء التنظيمي، وسياسات الانتهازية، وتحويل الحزب إلى أداة سياسية تخدم أجندة الحكومة بدل الدفاع عن المواطن أو المبادئ الديمقراطية. أما ربط المعارضة بمحاولة ابتزاز إعلامي أو “قضية فتاة”، فهو مجرد خدعة، وتزييف للحقائق، وتحويل النقد المشروع إلى حملة تشهير مكشوفة.
حديث السوعلي عن النظام الداخلي وضرورة “الاستقرار” محاولة يائسة للتبرير، لكنها تغفل أن الشرعية التنظيمية لا تعني الشرعية الأخلاقية أو السياسية. لأن قيادة فشلت في تعزيز مكانة الحزب، وخسرت ثقة الشركاء السياسيين والرأي العام، فلا يمكنها تبرير استمرارها تحت شعارات جوفاء. لأن التاريخ يعلم أن استمرارية القيادة لا تمحو الأخطاء، بل تضاعفها، وتجر الحزب إلى الانحدار الانتخابي والاجتماعي.
أما الاستشهاد بأحزاب دولية لتبرير ولاية رابعة فهو تضليل بامتياز. فحزب الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا بريطانيا ولا إسبانيا، بل كيان سياسي محلي متأزم، قيادته فقدت القدرة على الصمود في مواجهة الحكومة، وأصبح الحزب ملحقة سياسية، وصار في مواجهة مباشرة مع حرية الصحافة، خاصة مع وجود رئيس المجلس الوطني للصحافة ضمن المكتب السياسي. فلا استقرار ولا انتصار للقضايا الوطنية يمكن تحقيقهما بينما الحزب نفسه أصبح جزءا من منظومة التراجع عن المبادئ.
الولاية الرابعة تعني ببساطة مزيدا من الانحدار، واستمرارا لاعتماد الولاءات الشخصية والمصالح الضيقة، بدل الكفاءات والمبادئ. فالحزب يحتاج إلى تجديد حقيقي، قيادة تعيد له نبضه، لا إلى إعادة تدوير رجل أصبح عنوانا للفشل والتراجع. فأولئك الذين يرفعون شعار “الاستمرارية” اليوم هم شركاء في هذا الانهيار، يحتمون بالقيادة الحالية لحماية مصالحهم على حساب الحزب وتاريخه ونضاله.
الحقيقة صارخة هي أن حزب الاتحاد الاشتراكي بحاجة إلى التغيير، وإدريس لشكر انتهت صلاحيته. فالولاية الرابعة ليست إلا محاولة يائسة لتجميل الفشل باسم “الاستقرار” و”الخبرة”، وكل يوم إضافي لبقائه هو يوم إضافي يُدفن فيه إرث الحزب، وتتحول تضحيات أجيال من الاتحاديين إلى ذكرى مؤلمة.
أما محمد السوعلي، فمحاولته الدفاع عن ولاية رابعة لإدريس لشكر لا تعدو أن تكون تمرينا في التضليل السياسي وتجميل الفشل. فكلامه عن “الاستقرار” و”الخبرة” لا يغطي على واقع الحزب المتدهور ولا على مسؤولياته الأخلاقية والسياسية في تضليل الرأي العام. فمن يصر على الدفاع عن قيادة انتهت صلاحيتها، ويختبئ خلف شعارات جوفاء، يصبح شريكا في انهيار الحزب، وراويا للانحراف بدل أن يكون حارسا لإرث الاتحاديين ونضاله. فالتاريخ لن يرحم من اختار الاصطفاف مع الفشل، ولن ينسى من ساهم في دفن إرث أجيال الحزب.

شارك هذا المحتوى