رئيس جمعية توزيع القفف الرمضانية على الصحافيين يسب ويهدد صحافية لأنها استنكرت اهانة الجسم المهني
الأنباء بوست / حسن المولوع
على امتداد الساعتين ونصف ظهر في حالة هستيرية إن لم نقل “بلطجية” رئيس إحدى الجمعيات التي قامت بتوزيع القفة الرمضانية على (صحافيين وهميين )عبر فيديو مباشر على صفحته الخاصة ، وهي القفة التي لاقت استنكارا واسعا من طرف الجسم المهني على اعتبار أن الصحافي والصحافية أكبر من قفة، والمطالب الاجتماعية لأهل الصحافة تفوق بكثير المساعدات اللحظية التي تحتاجها الأسر المعوزة، لأن الصحافي ينتمي لمهنة النبلاء، والنخوة والأنفة هي ركيزته الأساسية، فهو من النخبة و من الذين نزل فيهم قول الله عز وجل “وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ ، ونزل فيهم ايضا قول الله تعالى يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ .
وبطبيعة الحال لا ينتظر الجسم الصحفي من إنسان لا ينتمي إليه أن يطبق عليه ” وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ “، لأن المهنة ليست مكانا للتسول ولا يحترفها إلا الكبار من أهل الفكر والثقافة، أما مَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه ، فالذين حصلوا على القفف ليسوا بصحافيين بل صحافيون وهميون ، وتجدر الإشارة في هذا الباب أن هناك مؤسسات الدولة هي المخول لها وحدها النظر في الوضعية الاجتماعية للصحافيين عبر التنظيمات المهنية الأكثر تمثيلية، وليس قفة تظهر المهنة صغيرة أمام مهن أخرى ..
وبمجرد ما عبر الكثير من الصحافيين والصحافيات عن استنكارهم الشديد لهذا السلوك المهين ، صحافية من بين هؤلاء وهي قيادية بإحدى النقابات المهنية الأكثر تمثيلية ورئيسة لجمعية تعنى بأوضاع الصحافيين والصحافيات ، عبرت بدورها عن استنكارها ، ولم يختر رئيس الجمعية المذكورة غيرها، لتوجيه السب والقذف والقدح والعبارات الشائنة والمحقرة والحاطة من الكرامة وفيها عنف واضح ضد المرأة وهو جريمة يعاقب عليها القانون المغربي ، وهذا بطبيعة الحال أظهره في حالة جبن وهلع ، مفتقدا لكل القيم الرجولية ، والقيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى به جمعوي يدعي أن والده كان في مقدمة الغيورين على الوطن ، وهنا لا نريد أن نقول في هذا الصدد من أين ذاك الغصن ، قيل من تلك الشجرة ، ونقول أيضا إن الإبن هو المرآة الحقيقية لأبيه ، لن نقول هذا، لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يخرج من الشجرة غصن فاسد ، والبطن تخرج الصباغ والدباغ وقاطع طريق ، لن نزيد في هذا السياق قولا أكثر مما قيل ، وبالإشارة يفهم اللبيب .
ظهر رئيس الجمعية هذا ، عبر الفيديو المباشر ، ولم يكن موضوعه غير زميلتنا الصحافية التي أ مطرها بوابل من السب والشتم ، لا لشيء إلا لأنها عبرت عن رأيها ، والذين شاهدوا الفيديو استنتجوا أو استخلصوا معطى وحيدا هو أن زميلتنا كشفت أصل الحمض النووي “ADN” له ، ما أدى إلى ارتفاع كمية الأدرينالين الذي زاد في نبضات قلبه وانقباض اوعيته الدموية بشكل غريب جعلته بين الفينة والأخرى يأكل شوكولاتة ويشرب الماء حتى لا يصاب بالسكتة أو الجلطة ، لأنها أربكت جل حساباته، وأحس بأن ” الكاميلة” ستمشي من بين يديه ، لهذا انتفض ولهث ، وانتفخت أوداجه حتى كاد ان ينفجر.
ولأن موازينه اختلت، التجأ إلى لغة الجبناء بوصف زميلتنا بأقدح الأوصاف ، ونحن الرجال نعرف بعضنا البعض جيدا، هذا إن كان هذا الإنسان يتصف بالرجولة، ذلك أنه عندما لا يستطيع الرجل أن يصل لأنثى ، وعندما يفقد الأمل ، لا يبقى له من سبيل إلا أن يقول عنها ” موسخة” “عاهرة” ، وزاد هذا الإنسان من قاموسه المتسخ أن شكك في أنوثتها ، وطبيعي جدا أن “الرجل النويقص” هو الذي يرى الأنثى على أنها ناقصة أنوثة، لأنها لم تنظر إليه او لم تلق له بالا لأن ذوقها رفيع المستوى ، وعندما لم يستطع “الرويجل” الوصول إليها ، فإن في عدم استطاعته تشتعل نار في صدره كلما رأى “كوفرة” بجانبه ، خصوصا إن كانت أن سبقت وقامت بقمعه في إحدى المناسبات وعاملته باستعلاء وكبرياء أنثوي أظهر رجولته ضعيفة أمامها ، وهنا نتساءل هل هذا الإنسان مكتمل الرجولة أم به شيء ما؟ لأن الذي يأكل الشكولاتة ويشرب الماء باستمرار ويلهث ، من أكيد أن به مرض(…) ، وهذا المرض ينتج عنه نقص في المسائل التي لا نود التطرق إليها لأنها ليست من أخلاقنا المهنية وتربيتنا ، ولا تهمنا وليست من اختصاصنا ، فنحن أهل الإعلام نلاحظ ، وللمختصين في الطب النفسي الجنسي أن يقوموا بالتحليل ، ولأن دراستنا كانت علمية فنحن نعلم علم اليقين أن الحيوان المنوي يمكن أن يخصب بويضة ولكن لا تصل الشريكة إلى المتعة حتى ولو أنجب معها عشرا ، وهذا ما نسميه نحن الرجال بالفحولة ، فالبدانة أحيانا تنقص الفحولة إن كان معها لهاث متواصل (…) ، وفي هذا السياق أيضا لن نزيد قولا أكثر مما قيل ، ولأن هناك من يرغب في النزول إلى القاع فنحن نجيد النزول، وبعده الصعود إلى مستوانا ، بعد ترك الرعاع في قاعهم ، فنحن أهل الإعلام جسم واحد ولن نسمح لبلطجي بالإساءة لزميلتنا تحت أي ذريعة ، والتصدي لأعمال البلطجة واجب وطني وأخلاقي، حماية للوطن من الذين يدعون الوطنية جهارا وهم بالسر لا يعلم بهم إلا الله (…)
اعتقد هذا الإنسان أن عدم ذكر زميلتنا بالاسم سيعفيه من المساءلة القانونية ، وأنها لو ردت سيطبق عليها ” مول الفز يقفز”، متناسيا المادة 83 من القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر والتي يقول نصها في فقرتها الثانية “…يعاقب على نشر القذف أو السب مباشرة او عن طريق النقل ، حتى ولو ورد هذا النشر بصيغة الشك او كان موجها إلى شخص أو هيئة لم يعينها أو لم يحددها هذا النشر بكيفية صريحة ولكن يمكن التعرف عليها من خلال العبارات الواردة في الخطب أو الصياح أو التهديدات أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصقات ، المجرمة وكذا المضامين المنشورة أو المبثوثة أو المذاعة ” ، وفي هذا الصدد وبما أن رئيس الجمعية الموزعة للقفف قال إنه على علاقة مع عدد من المحامين فيمكن له أن يستفسرهم حول هذه المادة وهل يمكن أن تتم متابعته بالقانون الجنائي بدل القانون المذكور ، ما دام السب والقذف والمس بالحياة الخاصة والتشهير والعنف واضح عبر الفيديو الذي بثه على صفحته الخاصة .
ولأن زميلتنا معروفة بالدفاع عن حقوق المرأة وضد العنف الممارس عليها إلى جانب دفاعها عن حقوق الصحافيين والصحافيات فإن هناك جمعيات نسائية مستعدة للتصدي بالقانون لهذا الانحراف الذي يقع تحت الغطاء الجمعوي وأيضا الجسم المهني الذي لا ولن يقبل بمثل هذه السلوكات البلطجية مستعد لذلك ، في المقابل وكما هو معروف عن زميلتنا فإنها تطبق على مثل هؤلاء المنحرفين قول الله عز وجل “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ” ، ومع ذلك إن أخذت هذا الإنسان العزة بالإثم ولم يعتذر ويعترف بخطئه، فحسبه القضاء ، لأن هذه دولة يحكمها القانون ولا شيء غير القانون ، وزميلتنا ليست وحدها ، ومن يريد أن يفتح على نفسه نار جهنم فليتمادى في غيه، لأن ” اللايفات تشعر الإنسان بالقوة المفبركة ” ، وإن غدا لناظره قريب ، وإن عادوا لما نهوا عنه عدنا بالقلم الأحمر على كل تحركاتهم وأرشيفهم القديم والجديد ، فعندما يتحد الجسم الصحفي فإن المعادلة ترتبك ، واللي حسب كثر من القياس يشيط ليه ، والفاهم يفهم ، واللبيب بالاشارة يفهم …مبروك العيد .
إرسال التعليق