الأنباء بوست / حسن المولوع
جو مشحون مليء بالإحتقان وسط وكالة المغرب العربي للانباء وبالضبط في المقر الذي يضم دعامة المدونات الصوتية المسماة ريم راديو التابعة للوكالة ذاتها ، وذلك بعد انتشار أخبار نشرتها العديد من المواقع الصحفية الإلكترونية تتعلق بكل من مدير وسائل الاعلام ورئيس القسم الخاص بريم راديو ورئيسة مصلحة الإنتاج .
وعقب انتشار تلك الأخبار على نطاق واسع ، توصلت صحيفة الأنباء بوست بمعطيات تفيد بأن رئيس القسم المذكور وأمام الهلع الذي شعر به نتيجة ما تم نشره عنه من طرف صحيفة إليكترونية ، لم يجد وسيلة غير استغلال سلطته الإدارية نيابة عن مدير وسائل الاعلام ورئيسة مصلحة الإنتاج ، مستعملا من خلالها أساليب الترهيب والوعيد بالانتقام الإداري لكل من يوجدون في دائرة المشكوك فيهم بكونهم هم من يزودون الصحافيين بتلك المعطيات ، الشيء الذي خلق جوا من الترهيب في نفوس الصحافيات والصحافيين والتقنيين والتقنيات ، خشية من اتهامهم بما ليس لهم يد فيه ، وأغلبهم يضع يده على قلبه نظير الجو المشحون حاليا والذي يجعل ظروف الاشتغال صعبة وعسيرة ، علما أن المعطيات التي تم تداولها وبخاصة على صحيفة الأنباء بوست التي تناولتها بالتحليل ، هي معطيات ليست بالسرية بل هي علنية ومن السهل الوصول إليها وإلى غيرها من طرف اي صحافي .
وأضافت مصادر الأنباء بوست بأن رئيس القسم بريم راديو توعد بأنه سيقوم بإحداث تغييرات ليس من أجل تطوير وتجويد المنتوج الاعلامي بل هي تغييرات انتقامية ستطال بعض الصحافيين والصحافيات المشكوك فيهم(ن) حسب وهمه ، وممارسة الضغط عليهم بشتى الطرق ، وبطبيعة الحال تضيف المصادر ذاتها أنه وفي هذه الخالة وعند عدم الامتثال سيستغل سلطته الإدارية لكتابة تقارير ضدهم ، تقوم بالأساس على تشويه سمعتهم وتدنيس ملفهم ما دام أنه ليس في حوزته أي دليل يثبت تسريبهم للأخبار ، وتضيف مصادرنا بأن الأيام المقبلة ستؤكد ما توعد به إن لم يكن هناك تدخل من طرف الإدارة العامة لوقف هذا المخاض الاستثنائي
وفي السياق ذاته تضيف مصادرنا أنه حان الوقت للتعجيل بفتح تحقيق شامل ودقيق في كل ما تم نشره على مواقع صحفية الكترونية خاصة في ما يتعلق بما راج عن مدير وسائل الاعلام والتوسط في عقود العمل ولأبناء البلدة وإقصاء الكفاءات وتهميشها بطرق مزاجية واستقدام البعض من مدارس خاصة يقدم فيها رئيس القسم المذكور ورشات تكوينية ، إضافة إلى تشكيل لجنة لتقييم البرامج وملاءمتها مع التعويضات التي يتم منحها للمتعاقدين والمتعاقدات ، ومساءلة رئيسة مصلحة الانتاج حول عدم تطوير الانتاج حيث أنها لم تضف أي جديد منذ تنصيبها ، وهي نفسها لم تقدم أي برنامج من إعدادها لتبرز كفاءتها المهنية ولتكون مثالا يحتذى به بين الصحافيين والصحافيات .
ما يلاحظ في رئيس القسم المذكور لريم راديو أنه وعقب انتشار أخبار تتعلق به ، بادر الى نشر تدوينة مرفوقة بصورة مركبة يتوسط فيها زميلتين صحافيتين ، وهو الأمر الذي يؤكد صحة ما توصلنا به من معطيات ، حيث أن أعطى رسالة مشفرة لجميع الصحافيين والصحافيات المشتغلين بريم راديو أنهم كلهم في دائرة المشكوك فيهم باستثناء الزميلتين ، وذكر ضمن التدوينة ” إذاعة الأخبار ” ريم راديو” ..إذاعة على نبض الخبر مدى الحياة … في الصورة ، أتوسط كلا من “***”و “***” ..كفاءتان من أفضل ما جادت به الصحافة المغربية ، مهنية عالية وأخلاق نبيلة “
تدوينة كهذه من بين تدوينات أخرى تنطوي على رسائل مشفرة وتؤكد بالملموس الضغط الذي يمارسه المعني بالأمر على الصحافيين والصحافيات ، بحيث يمدح البعض ويستثني الآخر والقيام بتبخيس مجهودات الآخرين وهذه من الأساليب القديمة التي تقوم على مبدأ ” ضرب هذا بذاك ” وسياسة فرق تسد في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الاشتغال بمنطق الأسرة الواحدة وليس بمنطق زرع الفتنة، وخلق الاصطفافات داخل قسم واحد من شأنها أن تمس بسمعة المؤسسة بأكملها ، إضافة إلى أنه لم يراع خصوصية الزميلتين ، فمدح كهذا يمكن أن يخلق لهما مشاكل مع الشريك ، لأن هذا المدح جاء بدون مناسبة ولا سياق بالنسبة للعموم ، على الرغم من أن من يعرفون الكواليس يدركون أن السياق يتعلق بممارسة الترهيب في حق الصحافيين والصحافيات ، لا لشيء الا لأن هناك أخبار انتشرت وأنه لا سبيل الا بفتح تحقيق حولها وترتيب الجزاء الإداري والقانوني في كل من تحيط به الشبهات حماية لسمعة وكالة المغرب العربي للأنباء .
وأمام هذا الضغط الممنهج وانتشار أخبار تمس بسمعة لاماب ، فإنه ولحدود الآن لم يبادر الكاتب العام بأي خطوة بشأن فتح تحقيق والتدخل العاجل والفوري ، فبالرغم من وجود مؤشرات عن إعفائه ، الا أنه ما زال يتمتع بصلاحيات ذلك ، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة ، لأن رئيس القسم المذكور يعتقد أن الصحافيين والصحافيات يشتغلون بضيعته الخاصة وليس بمؤسسة استراتيجية بل أنه وحسب مصادرنا الخاصة يتعامل مع البعض بمنطق الاشتغال في ” وزين التقاشر ” ، وبطبيعة الحال فهو لا يقوم بأي خطوة الا بعد أخذ الضوء الأخضر من مدير وسائل الاعلام الذي بدوره انتشرت اخبار تتعلق به وبزوجته التي تقوم بإعداد برنامج على ريم راديو بتكلفة مالية خيالية
لقد أصبح من الضروري الآن على الكاتب العام اتخاذ المتعين ، حتى لا يتم تفسير ذلك بأنه يقوم بتزكية ما يحصل حاليا خصوصا وأن رئيس القسم بريم راديو تم اعلان تنصيبه في الفترة التي كان فيها المدير العام السابق السيد خليل الهاشيمي رحمه الله على فراش المرض وكان قد قام بتفويض توقيعاته آنذاك
ولا يعرف إلى حدود الآن ما هي المعايير التي تم اعتمادها لتعيين هذا الشخص دون غيره كرئيس قسم، بالرغم من أنه ليست له الا تجربة قصيرة بإذاعتين وقد تم الاستغناء عنه لاسباب سيتم التطرق اليها لاحقا، وقد يكون الكاتب العام واللجنة المكلفة بذلك لهم رؤيتهم التي لا يمكننا بأي حال من الأحوال التشكيك فيها ولا في مصداقيتهم في اعتماد المعايير ولا الاختيارات، لكن يبقى طرح التساؤلات حقا مشروعا خصوصا وأنه يوجد هناك صحافيون وصحافيات من ” وسط الدار ” ويتمتعون بكفاءة كبيرة و بنضج وبصيرة اعلامية ولهم باع طويل في مزاولة المهنة بالمقارنة مع رئيس القسم المذكور الذي وطيلة مدة اشتغاله بإذاعة ريم راديو تبين بأنه لم يتشبع بقيم وأعراف وتقاليد وكالة المغرب العربي للأنباء التي تمنع منعا كليا ممارسة التصابي وأن من شروط الانضمام اليها هو الرزانة ، لكن تدويناته على الفيسبوك تبين العكس ، ولا علاقة لها بحرية التعبير طالما أن الحساب الفيسبوكي الخاص به فيه صفته داخل “لاماب” حيث أن واجهته مكتوب عليها ” رئيس قسم بوكالة المغرب العربي للأنباء مستشار اعلامي ومدرب في الصحافة والتواصل الإعلامي ” ، وبالتالي فإن أي تدوينة تعد بمثابة توجه من توجهات مؤسسة لاماب .
إن سلوكات المعني بالأمر على مواقع التواصل الاجتماعي تسيء لسمعة وكالة المغرب العربي للأنباء ، وهي سلوكات غير معهودة في أبنائها وبناتها ، حتى إنه ونظرا لانعدام نضجه وعدم تكوينه السياسي فإنه سقط سقطة مدوية حين خالف توجهات جلالة الملك محمد السادس المتعلقة بخطاب العرش للعام 2022 ، حيث لفت جلالته نصره الله وأيده ضمن الخطاب إلى أنه “فيما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين” واسترسل الخطاب الملكي “إن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”.
فإذا كان جلالة الملك نصره الله قد قال في خطابه أنه لم ولن يسمح لأي أحد بالإساءة الى أشقائنا وجيراننا ، فكيف امتلك رئيس القسم هذا كل هاته الجرأة وخالف توجيهات جلالة الملك ؟ وكيف للكاتب العام أن يقوم بتنصيب شخص في المسؤولية دون القيام بالبحث والتحري حول شخصيته أولا ونضجه ثانيا وتكوينه وثقافته ثالثا ، علما أن لاماب هي وكالة رسمية للبلاد ، وخطابها لا يخرج البتة عن خطاب جلالة الملك ، فكيف لعنصر من وكالة المغرب العربي للأنباء أن يقوم بهاته الأفعال بدون حسيب او رقيب حتى ولو كان يشتغل بعقد
ومن بين تدوينات رئيس القسم المذكور والتي لا تتماشى مع استراتيجية وكالة المغرب العربي للأنباء في ما يتعلق بالدبلوماسية الاعلامية وتريد إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين هي تدوينة ذكر فيها ” شخصيا أعتبر كل من اشترى تمور الجزائر ” ما عندو نفس وماشي مغربي قح ” ، خاصة بهذه الطريقة الاستفزازية .. الزليج المغربي في تحد لكل المغاربة وفي محاولة لسرقة هذا الموروث المغربي الأصيل بكل الطرق الممكنة ..وأتساءل ، كيف تسمح السلطات المغربية بدخول “هاذ الزبل ” حاشا النعمة ديال الله ، الى الأراضي المغربية ؟؟”
وعند تحليل مضامين التدوينة المتعلقة بالتمور ، نلاحظ أنه استعمل لغة غير لائقة حين وصف التمور ب “الزبل” ، وجرد المغاربة من وطنيتهم لا لشيء الا لأنهم عشقوا تمورا خلقها الله علما أن ذلك النوع من التمور اقتناه العديد من المغاربة ، وفي الدين الرسمي للمملكة المغربية الذي هو الإسلام ويرعاه أمير المؤمنين حفظه الله ، فإنه يبيح التعامل حتى مع اليهود ، فكيف لهذا الشخص المسؤول أن يقول مثل هذا الكلام ويخالف التوجه الرسمي للاماب ، وكلامه هذا ما هو الا محاولة لتقليد بعض الإعلاميين بمنابر أخرى ، فهؤلاء لهم خطاب موجه للاستهلاك الداخلي وفق أجندة معينة، أما لاماب فخطابها موجه للخارج في اطار الديبلوماسية الإعلامية وبالتالي فأي منتسب لها عليه بالضرورة أن يكون ناضجا ويلتزم بخطها التحريري إضافة الى اعرافها وتقاليدها
ونظرا لأن رئيس القسم المذكور يبدو أنه ربما غير متبحر كثيرا في التاريخ فإنه لا يعلم أن المغاربة والجزائريين لهم تاريخ مشترك في الطقوس والازياء والتقاليد ، فالمغرب والجزائر تقريبا شعب واحد وأينما التفتنا سنجد المشترك ، والأكثر من ذلك أنه لا قول فوق قول جلالة الملك حفظه الله حين قال ضمن خطابه ” وإننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.”
إن وكالة المغرب العربي للأنباء توجد حاليا في مفترق الطرق ، وعلى السيد المدير العام أن يعيدها الى سكتها الصحيحة من أجل أن تعود الى مجدها وتستعيد هويتها ، مع فتح تحقيق في كل ما نشرته الصحافة ، فهناك من يريد الاختباء وراء المدير العام السابق رحمه الله ويمسح فيه كل الأخطاء ، وهناك من الذين تنشر عليهم الفضائح فيعمدون الى مناقشة الشكليات واستغلال سلطتهم الإدارية للانتقام من الصحافيين والصحافيات ، ويروجون أن من يكتبون عنهم من الصحافيين لديهم حساب شخصي معهم او هدف انتقامي وهذا غير صحيح بالمطلق ، وترويج مثل ذلك ما هو الا هروب الى الأمام من أجل الابتعاد عن جوهر الموضوع ، فعندما تتناسل الأخبار من هنا وهناك ، لا يهم من سربها ، فالأهم هو الوقوف حول مدى صحتها حماية لسمعة المؤسسة الاستراتيجية التي سمعتها فوق كل اعتبار ، وأن الأشخاص هم الى زوال ، فمصلحة المؤسسة تتجاوز مصالح الأشخاص .
شارك هذا المحتوى