
الأنباء بوست / حسن المولوع
لم يحترم عون السلطة المنتمي للملحقة الإدارية 57 مكرر العثمانية التابعة لعمالة مقاطعات بن مسيك بالدار البيضاء (لم يحترم) حرمة المسجد وفضائه ولا قداسة يوم الجمعة الذي هو أعظم يوم عند الله وعند عباده المؤمنين ، إذ عمد هذا العون إلى التلفظ بكلام نابي وبصوت مرتفع مع سب الذات الإلهية أمام المصلين الذين كانوا يخرجون أفواجا من مسجد الإخلاص القريب من الملحقة الإدارية ذاتها اليوم الجمعة 17 ماي الجاري .
وكان عون السلطة المذكور حينها برفقة فريق من القوات المساعدة المرابطة بباب المسجد بسيارتهم ، وهو يتلفظ بكلام نابي وسوقي في حق أحد المواطنين من المصلين ، حيث قال بالحرف ” هداك ولد **** د***ن ر** غي ديال التصرفيق ” ، وبتلفظه بهذا الكلام الذي يعبر عن قلة التربية والحياء وتجذر في العنف ، ظل بعض المصلين ينظرون في وجهه وعلامات الغضب بادية عليهم ، مكتفين بالحولقة والتعجب من شخص يسيء إلى حرمة المسجد والى صورة وزارة الداخلية بأكملها وليس فقط الى الملحقة الإدارية التي ينتمي اليها .
في مقابل هذا المشهد الغريب كان شيخ أعوان السلطة المعروف بدماثة خلقه وسمعته الطيبة يركض متوجها الى المواطن من أجل تهدئته حتى لا يتطور الوضع الى ما لا يحمد عقباه ، لكن عون السلطة المذكور ظل يستعرض عضلاته بسلوك بلطجي يعبر عن ترسبات عنف داخلي يفجره في وجه المواطنين والمواطنات متى سنحت له الفرصة في ذلك ، وعليه فإن وزارة الداخلية برمتها مطالبة بفرض تكوينات لأعوان السلطة مع إلزامية تشخصيهم عند أطباء نفسيين ، لأن مثل هؤلا يسيؤون للصورة الحقوقية للمملكة المغربية التي على موعد استضافة أكبر تظاهرة كروية في العالم في العام 2030 ، وبالتالي فالمغرب هو تحت المجهر الحقوقي العالمي وليس في معزل عن العالم لأنه أضحى اليوم رقما صعبا .
المثير في هذا المشهد أن فضاء المسجد كان يوجد به أعوان السلطة بكثرة الى جانب القوات المساعدة دون وجود مَن لهم الصفة الضبطية كالقائد مثلا أو وجود دورية من الأمن الوطني ، خاصة وأن الأمر يتعلق بتنظيم السير والجولان ، بحكم أن المسجد أحيانا يعرف اكتظاظا ناتجا عن وجود الباعة الجائلين الذين يعرقل بعضهم السير العادي للسيارات والدراجات النارية والمارة .
واللافت للنظر أن قائد الملحقة الإدارية المذكورة تعوزه القليل من الخبرة في ما يتعلق بمعرفة الذهنية المغربية لسكان المدن والدراية الشاملة بأعراف وتقاليد الأحياء الشعبية ، بحيث أن المغربي ومنذ فجر الاستقلال ، اعتاد كل جمعة أن يشتري من باب المسجد ما لذ وطاب من الفاكهة بعد الانتهاء مباشرة من صلاة الجمعة ، وهذه عادة مغربية صرفة يمكن للقائد أن يستشير في هذا الباب أهل الاختصاص من السوسيولوجيين لتكون له الدراية الكافية حتى لا يجتهد في مواضع لا يمكن له فيها الاجتهاد وتؤدي الى الانفلات الأمني بدل الحفاظ على الأمن وتحرير الفضاء العمومي ، فوجود الباعة الجائلين بالقرب من المسجد هو عرف وتقليد اعتاده المغاربة ، وبالتالي فالواجب الحفاظ عليه لأن فيه رائحة “تمغرابيت”.
لا يختلف اثنان حول ضرورة تنظيم الباعة الجائلين بفضاء المسجد وليس منعهم ، خصوصا وأن الأمر لن يتجاوز سوى نصف ساعة كأقصى تقدير ، لأنه تاريخيا تؤدي دائما سياسة المنع الى الاحتقان والصراع ، كما أنه يلزم اختيار أعوان سلطة لهم دراية بحقوق وحريات المواطنين والمواطنات ، لأن سلوك البلطجة من طرف عون صغير يمكن أن يؤدي الى مشاكل كبرى تسيء الى صورة المملكة المغربية بأكملها ويتم إعطاء فرصة لأعداء الوطن للإساءة لهذا البلد الأمين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الراعي الأول لحقوق وحريات المواطنين والمواطنات والذي يؤكد على التشبع والتحلي بالمفهوم الجديد للسلطة وانفتاحها على محيطها .

شارك هذا المحتوى