الأنباء بوست / حسن المولوع
يعد موقع SNRT News، التابع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، نموذجًا للإخفاق الإعلامي في المغرب. بعيدًا عن تقديم أخبار حصرية أو محتوى يجذب اهتمام القراء، ويفتقر هذا الموقع إلى قاعدة جماهيرية ثابتة ولم يحقق أي نتائج تُذكر منذ انطلاقه.
هذا الفشل يعكس غياب استراتيجية إعلامية واضحة تُدافع عن الثوابت الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وهو ما يزيد من خيبة الأمل في مؤسسة يُفترض أن تكون منبرًا للدفاع عن مصالح الوطن.
ما يثير الاستغراب أكثر هو أن المسؤول عن هذا الموقع، بدلًا من الانشغال بتطويره وتحقيق الأهداف المنشودة، انغمس في صراعات قضائية مع الصحفي ياسين الحسناوي، مدير نشر موقع زون 24. الحسناوي، الذي يمتلك تكوينًا أكاديميًا عالي المستوى، كان قد انتقد علنًا الوضع الكارثي الذي يعاني منه SNRT News، مما دفع المسؤول إلى رفع دعوى قضائية ضده في خطوة اعتبرها كثيرون إساءة لصورة الوطن ولحرية الصحافة.
هذا الصراع لم يُسئ فقط للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، باعتبارها مؤسسة رسمية، بل ألقى بظلاله أيضًا على الرئيس المدير العام للقطب العمومي، فيصل العرايشي، الذي وجد نفسه في مرمى الانتقادات بسبب تورط المؤسسة التي يرأسها في هذا الجدل.
من جهة أخرى، يُعاني الحسناوي من مضايقات في عمله، بعدما تحول إلى صوت مزعج لبعض الأطراف، خصوصًا بعض أعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر. وقد تصاعدت مطالباته في مقالاته بالكشف عن لائحة الحاصلين على بطاقات الصحافة، في ظل وجود شبهة تتعلق بحصول مسؤول موقع SNRT News على بطاقتين مهنيتين، إحداهما باسم موقع آخر، مما يمكّنه من الاستفادة من الدعم العمومي المخصص للمواقع الإلكترونية، وهي فضيحة تستدعي التحقيق والتوضيح.
وفي تطور آخر، يخضع الحسناوي حاليًا لمحاكمة في إطار قانون الصحافة والنشر، مشيرًا إلى أن هذه المحاكمة جاءت ربما بتوجيه من رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة. ورغم حساسية القضية، تجاهلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية مساندته، لأن رئيس هذه النقابة، عبد الكبير اخشيشن، يمارس الانتقائية في التضامن مع الصحفيين على الرغم من أن جميع الصحافيين في المغرب يحملون الجنسية المغربية .
إن هذه القضية، التي تحمل تداعيات خطيرة على سمعة الوطن وحرية الصحافة، يجب أن تُحل بهدوء وبشكل عادل يضمن الحفاظ على صورة الإعلام الوطني ومكانة المغرب كداعم لحرية التعبير وحقوق الصحفيين.
شارك هذا المحتوى
