
الأنباء بوست
الحمد لله وحده،
قبل أيام، نشرت صحيفة الأنباء بوست مقالين تحليليين يهمان الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ورئيسها الأستاذ إدريس شحتان. وبعد التفاعل الذي رافق النشر، تبين لنا أننا بالغنا في حدة الانتقاد، وأن تلك المقالات أُسيء استغلالها من طرف البعض لأغراض بعيدة كل البعد عن أهدافنا، حيث جرى توظيفها في سياقات مرتبطة بتصفية الحسابات مع هذه الجمعية أو مع رئيسها.
ومن باب المسؤولية الأخلاقية والمهنية، نؤكد للرأي العام أن صحيفتنا لا تنخرط في أي أجندة خفية، ولا في صراعات شخصية. فنحن نؤمن بأن الصحافة خُلقَت لتكون جسرا للحقيقة، لا معولا للهدم أو أداة للتجريح. وإذا كان النقد جزءا من رسالتنا، فإنه لا يخرج عن كونه سعيا مخلصا للإصلاح وخدمة الصالح العام للمهنة والوطن والمواطنين.
ولأن هذه الجمعية تضم نخبة من قامات الإعلام والصحافة، من أساتذة أجلاء سبق أن تتلمذنا على أيدي بعضهم، وتعلمنا من تجاربهم، فإننا نجد لزاما علينا أن نعترف بفضلهم ونقدر مسيرتهم. وفي مقدمتهم الأستاذ إدريس شحتان، الذي رافقنا منذ أيام المشعل بافتتاحياته النارية التي كانت مدرسة قائمة بذاتها في الجرأة والدفاع عن القيم الصحافية، فإننا نتوجه له شخصيا باعتذار صادق لما بدر منا من نقد لاذع قد يُفهم منه مساس بشخصه الكريم، ونحن نكن له كل التقدير والاحترام.
كما نعتذر للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، ولكافة أعضائها وعضواتها، على أي إساءة غير مقصودة قد نتجت عن مقالاتنا. فما عهدنا الصحافة إلا ساحة للحوار والتصحيح والتقويم، لا ميدانا للخصومات والفرقة.
إن انتقاداتنا المستمرة لم تكن يوما بغرض التشويش أو التشهير، وإنما كانت وما تزال نابعة من غيرة على مهنة عشقناها وأفنت أجيال من الصحافيين أعمارهم في سبيل صونها. فنحن نحلم بمشهد إعلامي متماسك، متضامن، متآزر، لا يعرف التشتت ولا التشرذم، بل يبنى على التوافق والوئام من أجل مستقبل أكثر إشراقا للصحافة المغربية.
نكتب هذا الاعتذار بقناعة راسخة أن من شيم الكبار الاعتراف حين نخطئ، ومن قيم المهنة أن نعيد النظر حين نبالغ. فالنقد إذا تجاوز حدوده تحول إلى جرح، والإصلاح إذا لم يراعِ مقاصده صار عبئا لا منفعة فيه.
ولذلك نعيد التأكيد: إن مقصدنا لم يكن يوما الإساءة، وإنما الإصلاح، وما النقد عندنا إلا وسيلة للتنبيه والتصويب.
قال الله تعالى
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾

شارك هذا المحتوى