الأنباء بوست
أبان عبد الكبير أخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، منذ توليه قيادة هذه النقابة عن عجز واضح في تحقيق أي نتائج ملموسة تصب في صالح حرية الصحافة وحقوق الصحافيين والصحافيات. بل أصبح واضحاً أن أولوياته لا تتعدى خدمة مصالحه الشخصية، ومصالح بعض أعضاء اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر.
في الوقت الذي كانت فيه الصحافة المغربية تتطلع إلى قيادة قوية قادرة على الدفاع عن القضايا العادلة للمهنة، تفاجأ الصحافيون والصحافيات بعبد الكبير أخشيشن يصدر بيانات أقرب ما تكون إلى بيانات حربية، يستغلها لتصفية حساباته الشخصية مع خصوم النقابة، عوض التركيز على المطالب المهنية الملحة.
هذا النهج لم يكن فقط مخيباً للآمال، بل كشف أيضاً عن غياب أي أفق استراتيجي لدى أخشيشن. وبدلاً من توجيه النقابة نحو الدفاع عن حقوق الصحافيين وتحسين أوضاعهم المادية والمهنية، وجد نفسه منشغلاً في تعزيز مكانته الشخصية، وهو ما تجلى بوضوح عندما أثيرت حوله شبهة تحريضه ضد زميلة منافسة له. هذه الزميلة التي لطالما كانت داعمة له في الماضي، أصبحت هدفاً لمحاولاته اليائسة للمساس بسمعتها، في خطوة تعكس مستوى الانحدار الذي وصلت إليه النقابة تحت قيادته.
كل هذا يأتي في ظل غياب تام لأي رؤية واضحة لمستقبل الصحافة في المغرب. فالملفات الحساسة التي تتعلق بحرية التعبير، الحماية القانونية للصحافيين، وتحسين شروط العمل، ظلت بعيدة عن اهتمامات أخشيشن، الذي يبدو وكأنه غارق في صراعاته الشخصية مع خصومه، متناسياً الدور الحقيقي الذي من المفترض أن تلعبه النقابة.
الوضع الحالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يتطلب مراجعة جذرية، فالأمر لم يعد يتعلق بشخصية عبد الكبير أخشيشن فحسب، بل بأزمة أعمق تهدد مصداقية العمل النقابي في الوسط الصحفي.
شارك هذا المحتوى