القضاء بين الحكم ولغة الشارع في قضية دنيا باطما

فاطمة الزهراء الإبراهيمي

محامية بهيئة الدار البيضاء

بعد كل التشهير و التنمر الذي تعرضت له دنيا باطمة بسبب حساب حمزة مون بيبي الذي فتح بخصوصه متابعة و ملف أمام القضاء للبحث و التحقيق تمسكت السيدة ببرائتها مما حيك ضدها و مما كان سببه بالأساس مواقع الكترونية متخصصة في التشهير بأعراض الناس ..تلتها تدوينات و تعاليق العموم صبت في الادانة و في تحميل دنيا باطمة مسؤولية انشاء الحساب و التشهير ببعض الفنانين و الفنانات و بعض اليوتوبرز ..مما جعل الرأي العام ينساق وراء مواقع التشهير دون اثبات أكيد ..

و لكن بصدور الحكم الابتدائي الذي قضى ببراءة دنيا باطمة من انشاء الحساب ..انقسمت الآراء و التوجهات في اعتبار الباطماويات بريئات فخلق بذلك نوع من المساندة المعنوية و التعاطف مع دنيا باطمة فيما تعرضت له و لشهور عدة من تشهير و تنمر تعاملت معه بإيجابية و قوة شخصية و صبر جعل العديد يحترمون السيدة التي كانت و لازالت تتشبت ببرائتها و اختها مما نسب اليها و تأملت خيرا في القانون و القضاء لانصافها ..

و بالمقابل ظهر نوع اصبح يشكك حتى في السلطة القضائية و في الأحكام القضائية بالمغرب .. لا لشيء سوى لإرضاء فضولهم الغير مبني على أساس اطلاقا و ذلك لعدم توفرهم على وثائق الملف أو حتى حيثيات الحكم الابتدائي و كل ذلك كان فقط بسبب مواقع التشهير التي لا تمثل الصحافة بالمغرب أكثر ما هي سخافة تقتات من أعراض الناس ..و للأسف تلك المواقع التي أصبحت تدين و تبرئ حسب الهوى و التمويلات و أصبحت تحاول التأثير على القضاء و سلطته المستقلة و أصبحت تقود فكر العامة من الناس نحو التشكيك في قضائنا المغربي و هذا هو الأخطر من ملف حساب حمزة مون بيبي ..

حقوق الناس يكفلها القانون و القضاء و ليس مواقع البوز و التشهير ..
حق دنيا باطمة لا يختلف عن حق من تعرض للتشهير في حساب حمزة مون بيبي ..
فإن كان للحساب ضحايا ..فالباطماويات ضحايا شهور من التشهير و التنمر

و بعد الحكم الابتدائي الذي برأ الباطماويات من إنشاء الحساب و التشهير بالناس
فالأمر الآن موكول للقضاء في مرحلته الاستئنافية للجواب عن دفوع دفاع الباطماويات حول السند القانوتي الذي اعتمدته المحكمة الابتدائية للقول بمؤاخدتها بثمان اشهر حبسا نافدا وفق الفصل 607-3 من القانون الجنائي الذي عقوبته من شهر الى ثلاث أشهر و غرامة من 2000 درهم الى 10.000 درهم او بإحدى هاتين العقوبتين ..

ليبقى السؤال القانوني الجوهري الذي يطرح نفسه في نازلة الحال من اين اتت 8 أشهر و سنة نافدة و فصل القانون المتابعة به دنيا باطمة و ابتسام باطمة لا يتعدى في عقوبته القصوى 3 أشهر ؟؟!

و هذا ما ستفصل فيه محكمة الاستئناف بعد نشر الدعوى من جديد أمامها ..

ليبقى لنا أن نقول ..للقضاء،كلمته الأخيرة بعيدا عن مواقع البوز و التشهير بأعراض الناس .و التي لا تعرف من الملف الا ما روجوه للشارع لكسب الجيمات و معدل المشاهدة من أجل ربح مالي مبني على أعراض الناس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *